الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ترامب: أطالب الصين بغزو كوريا الشمالية لإنهاء أزمة النووي.. الاتفاق مع إيران ينقصه شرط تدخلها في بيونج يانج.. طوكيو وسيول يجب أن يدفعا لنا مقابل الدفاع عنهما.. صور

صدى البلد

  • المرشح الجمهوري:
  • بكين لديها قدرة غير عادية للتأثير على بيونج يانج
  • سأقبل دعوة «كيم يونغ» لي إذا ما دعاني للتشاور بشأن برنامجه النووي
  • إيران واحدة من أكبر الشركاء التجاريين لأمريكا
  • كوريا الجنوبية: تصريحات المرشح الجمهوري بشأننا مرفوضة
«كيف يمكن حل مشكلة أزمة مثل التي تفتعلها كوريا الشمالية؟ إنها مشكلة أربكت رؤساء الولايات المتحدة، منذ عقود»، بهذا التساؤل استهلت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، تقريرها عن الموقف الأمريكي تجاه أزمة السلاح النووي وانتشاره في العالم، لاسيما بعد أن طرح هذا الأمر بشكل قوي في المناظرة الأولى التي أجريت اليوم، الثلاثاء، بين كلا المرشحين في انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة.

قالت الصحيفة الأمريكية إن المرشح الجمهوري في الانتخابات الرئاسية، دونالد ترامب، ربما كان لديه فكرة جديدة عن إنهاء أزمة السلاح النووي كما بدا ذلك جليا في أول مناظرة له مع منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، ويبدو أنه أشار إلى أن الصين هي الدولة الوحيدة التي يكمن الحل لديها.

«عليك أن تنظر إلى كوريا الشمالية، ونحن لا نفعل شيئا هناك»، هكذا رد «ترامب» عندما سئل عن سياسته بشأن الأسلحة النووية خلال المناظرة التي أقيمت بينه وبين منافسته الديمقراطية في جامعة «هافسترو» قرب نيويورك.

وأضاف: «يتعين على الصين حل أزمة كوريا الشمالية، إذ ستذهب لغزو تلك الدولة، وهي قوية تماما من حيث صلتها بها».

فكرة أن الصين قد تغزو دولة على صلة قوية بها – طرح ألقاه «ترامب»، وربما لم يقصد به حلا عسكريا مطلقا، فهو القرار الذي قد يشعل حربا نووية بين دول في شرق آسيا، وفق "واشنطن بوست".

جاء اقتراح المرشح الجمهوري ربما لأنه يقصد أن تكون الصين للمرة الأولى راعيا لكوريا الشمالية، والتي هي الآن أقرب ما يكون لديها كصديق (وإن كانت العلاقة ليست وثيقة) – فلدى بكين القدرة على التأثير على بيونج يانج، وهو الأمر الذي ليس جديدا.

ولفتت «واشنطن بوست» إلى أن بيونغ يانغ تواجه بشكل روتيني إدانة دولية بسبب تجاربها النووية، فضلا عن العقوبات التي من المحتمل أن تقرها الأمم المتحدة والرامية إلى تحديد قدرة النظام الكوري الشمالي على الحصول على قطع الغيار اللازمة لبرنامج الأسلحة النووية أو كسب المال اللازم لتمويل ذلك.

وبعد التجربة النووية الأخيرة لها خلال الشهر الجاري، كانت هناك دعوات للصين للحصول على فرص جادة بشأن فرض عقوبات دولية على كوريا الشمالية.

وتلك العقوبات لن تكون فعالة ما لم تنفذها بكين بشكل قاطع، ويجب أن تكون بالقضاء على الوسطاء الصينيين الذين تتعامل معهم كوريا الشمالية، خاصة أن «بكين» أصبحت غاضبة على نحو متزايد خلال عهد «كيم يونج أون»، لتتجه إلى دعم العقوبات الصارمة ضد كوريا الشمالية، ولكن محللين يقولون إن وجهة نظر الصين في نهاية المطاف لم تتغير، إذ إنها لا تريد للنظام أن ينهار، الأمر الذي سينجم عنه لجوء ملايين الكوريين الشماليين هربا من الجوع إلى الصين، خاصة بعد أن تتمكن القوات الأمريكية المتمركزة في كوريا الجنوبية من الوصول إلى الحدود الشمالية لمحاصرتها أو دكها.

وتعرض الصحيفة الأمريكية إلى أن اقتراح «ترامب» يمكن أن يكون قد أطلقه في ضوء أن تذهب الصين إلى إسداء نصائح لكوريا الشمالية للعمل على مستوى جديد كليا وتقليل الأعمال التي من شأنها تعريض أمن المنطقة والعالم للخطر.

واقترح «ترامب» وفقا للمناظرة، أن يتعامل مع كوريا الشمالية برحابة إذا ما وجهت دعوة رسمية له من «كيم يونغ أون» إلى واشنطن - ليس لمأدبة عشاء رسمية، وتناول الهامبرجر على طاولة المؤتمر - وإنما من أجل اتخاذ رد فعل حيال التجارب النووية المتكررة لـ«بيونج يانج».

وكان هناك عدم تصديق واسع النطاق لفكرة أن الغزو العسكري هو الجواب الرادع على تهديد كوريا الشمالية بالسلاح النووي في الواقع، ولكن المحللين سكبوا الماء البارد على فكرة الاعتماد على الصين.

وتتساءل الصحيفة الأمريكية: "هل إدارة بوش لم تحاول استخدام النفوذ الصيني للسيطرة على بيونج يانج؟ ولم لم تفعل ذلك إدارة أوباما؟"، لم تجب الصحيفة على سؤالها الذي طرحته، وانتقل التقرير إلى أنه ربما يكون في جعبة ترامب ما لم يكشف عنه، حيث لم يقدم أي تفاصيل بشأن كيفية سياسته التي قالت الصحيفة إنها ستكون مختلفة تماما عن أوباما.

وتعرض أن المرشح الجمهوري لم يتوقف فقط عند الصين، ولكن انتقد الاتفاق النووي لإدارة أوباما مع إيران ووصفه بأنه "أسوأ صفقة رآها" على الرغم من أنه قد يرى إيران واحدة من أكبر الشركاء التجاريين.

حيث زعم «ترامب» ان إيران لديها القدرة على التأثير على كوريا الشمالية"، وقال: "عندما عقدت صفقة أوباما هذه الصفقة الرهيبة كان لابد لها من أن تشمل حقيقة أن تتدخل طهران في التأثير على موقف كوريا الشمالية"، حسب رأي المرشح الجمهوري.

وتقول الصحيفة الأمريكية إن هذا الادعاء وضع خبراء إيران في حيرة من أمرهم، كما أعطى «ترامب» الفرصة مرة أخرى ليصر على أن اليابان وكوريا الجنوبية - كل من حلفاء الولايات المتحدة - يجب أن تدفعا أكثر للدفاع عن أمنهما في المنطقة، قائلا: «نحن ندافع عن اليابان، وندافع عن ألمانيا، وعن كوريا الجنوبية، والمملكة العربية السعودية، دون أن تدفع أي دولة منها لنا».

وأضاف: «لكن ينبغي أن يدفعوا لنا؛ لأننا نقدم خدمة كبيرة ونخسر ثروة»، متابعا: «نحن نخسر المليارات والمليارات من الدولارات»، وتابع: «لا يمكننا الدفاع عن اليابان، فهي دولة كبرى».

واستطرد: "وفي الواقع، يمكن لهذه الدول أن تدفع للدفاع عنها"، موضحا أن اليابان تدفع ما يقرب من ملياري دولار سنويا لاستضافة قوات أمريكية على أراضيها، في حين أن كوريا الجنوبية تدفع ما يقارب 850 مليون دولار سنويا.

وتشير «واشنطن بوست» إلى حجم التكاليف والفوائد من التحالفين المشار إليهما، موضحة أن هذه هي الطريقة التي يستجيب بها الجمهوري لنيل دعم أمريكا حال فوزه و في المقابل، رفضت حكومة كوريا الجنوبية تصريحات ترامب.

وقالت إن «حكومتنا تعتبر أنه من غير المناسب التعليق على التصريحات التي أدلى بها المرشح الرئاسي الأمريكي»، وفق تصريحات تشو يونيو-هيوك، المتحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الجنوبية، في مؤتمر صحفي، اليوم، الثلاثاء.

وأضاف: «ومع ذلك.. أستطيع أن أقول إن حكومتنا ساهمت بدور في الحفاظ على وتعزيز القدرة الدفاعية المشتركة لكوريا الجنوبية والولايات المتحدة وكذلك تمركز القوات الأمريكية هنا».