الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ناهض حتر ... وإله داعش ..!!


ألقوا أقلامكم .. أيكم يكفل التنوير ويمنع عن الشرق التعيس ملامح التزوير ..؟ يعود أفاقا ذلك الفكر الذى ذبح الجعد بن درهم أسفل المنبر يوم عيد الأضحى 122هـ وظل ممتدا متوسلا جهل العوام وصراخ المآذن المتعاونة مع السلطان فتميل بظلها لتمنع رياح النهوض من أن تنتشل جثث الجهل الممدد في رواق أمه لا تصنع خبزها ولا تخيط ثوبها ولا تصون مراكبها ولا يؤشر لها الغد بنهضه في الأرض أو تعايش مع الصدق ..!

يعود فتاكا ذلك الفكر الذى يصور الإله جسما له أبعاد وحيز وأظافر ولهوات ويضحك ويبكى وله شعر على الساق ثم ينزل ويصعد في حركات مادية ملموسة نزولا وصعدا ماديا وقد فتح الجنة لعباده النهابين الهجامين على صنف آخر من عباده المسالمين خلف صمتهم وسمتهم، فيأخذونهم بحد السيوف أو ركعا إلى أسواق النخاسة حيث ترف الحتوف ..!

يعود مجرما ذلك الفكر العاتي الذى لا يقبل الحجه وقد كفر بالعقل وشوه الضمير الإنساني خلف خنجره المعاصر الكولومبي ...!
يعود فكرا قتل من قبل كل الصالحين وظل خلف رمحه يتحين الفرص لعله يكون فوق جثامين أمتنا الضائعة نصلا بغيا باغيا إلى حين ..!

يعود فكر قتل السادات وفرج فودة وتحرش بنجيب محفوظ وطارد نصر حامد ابو زيد ومن قبل حرق الحلاج واستباح حياة السهرودي وابن الخطيب ولم يهدأ حتى أستخرج لسان بن السكيت من القفا ..!

يعود في داعش والنصرة وجماعات السلفيين المنتشرين في الأرض خلف طرحهم البيضاء ولحاهم المثيرة ولحظ عيونهم الذى يحمل شررا لكل شركاء الفضيلة والسلام .. ويحمل تكفيرا واستباحه لكل حملة الفكر والأقلام ..!

عاد اليوم وأطلق رصاصاته الغادرة على جثمان الكاتب الأردني المبدع ناهض حتر الذى خرج على قومه لينزع عنهم غلالة الجهل ويقودهم لفضيلة التنوير فشارك بصفحته صوره كاريكاتير يوضح التصور الذهني الذين يحمله المغرر بهم عن إله داعش السلطوي المثير راعي الخدمات اللوجستية في جنات تفيض حوريات تستقبل فقط حملة السلاح وقتلة النجاح وعشاق الخراب في الأرض الذين هدموا العراق وبلاد الشام ..! 

أراد ناهض حتر بكاريكاتيره أن يقول للناس للمسلمين والبشرية أن هذا التصور الذهني للإله ليس صحيحا ..
وأن إله داعش ليس إلهنا .. فربنا رحمن رحيم .. مدرك وحكيم .. عاقل ومبين ... يرفرف على خلقه بفيوضات رحمته وحنانه .. ويمد يده الرحيمة بالعون لكل أبنائه .. وأن الإله الذى تقدم صورته داعش عبر المرويات المشبهة والمجسمة والتي تحض على القتل والاستباحة لا يمكن أن يكون رب العالمين الرحمن الرحيم طاقة الفلاح والنور.. الذى أحال عباده على جلال مخلوقاته فقال لهم سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق فيما منعت السلفية بتياراتها المختلفة الرحلة من بدايتها ..!!

اليوم ناهض حتر وغدا الطريق مفتوح على مجهول ذوي خطر .. بسبب الحلف الخفي بين الأنظمة الحاكمة وتلك التيارات المختبئة خلف عفونه الجهل تعمل على تسكين الجماهير في عنابر الموت حتى لا تثور أو ترى في التنوير أملا ونورا ..!!

الأزمة الآن أكبر بكثير من قتل كاتب وسكب دمه مع محبرته .. واضخم من استباحه روح واستباحة فضاء المعرفة معها ..!
الأزمة في تحول مجتمعات كاملة إلى حاضنة لهذا النوع العجيب من التألق الجاهلي الذى يقود اليوم المسيرة فإلى أين يأخذ الجميع .. وإلى أين سينتهي بالعالم من حولنا ..؟؟

اليوم لم تعد حماية التنوير مسئوليه محليه .. إنها يجب أن تتخطى كل الحدود لتصبح مسئوليه إنسانيه تعمل على حفظ النوع البشري المستأنس من الانقراض على يد وحوش في إهاب بشر ..!

رحم الله ناهض ... الذى أراد لأمته أن تنهض .. فنهضت فوق جمجمته واغتسلت بدمائه لتعلن من جديد أن رفاتها لا يمكن أن تنبعث بها الحياة أبدا إن لم تغير وجهتها وتخوض حربا شريفه في مواجهة ماضيها التعيس فالمجد لروحه والبقاء لقلمه وسيسحق سيف البغاة صدأ لن يهدأ .

ليأتي اغتيال الكاتب الأردني ناهض حتر بعد أسبوعين على إطلاق سراحه بكفالة مالية إثر نشره رسمًا كاريكاتيريًا.. فيدين المشهد المشارك برمته والذي أعطى للقاتل إشارة شرعية خفية حفية لارتكاب جريمته ..!

إن إلقاء القبض على المنفذ خطوة لن تكتمل إلا بالقبض الكلي على كل المنظومة الفكرية والتنفيذية التي شاركت بطريقتها في جريمة اغتيال المستقبل .. على أيدي أصحاب الدشاديش واللحى الطويلة كما أوردت ذلك صحيفة الغد الأردنية أن قاتل ناهض حتر .. كان يرتدي "دشداشة" وهو ذو لحية طويلة... فهل وصلت للمراقبين الرسالة..؟
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط