الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حاكم الشارقة يفتتح فعاليات منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي .. صور

لشيخ الدكتور سلطان
لشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسم حاكم الشارقة

أكد الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلى حاكم الشارقة أن الانسان هو أصل التنمية وصانعها وغايتها وأساس الاستثمار الصحيح الذي يؤدي للتنمية الشاملة والعادلة والمحققة للمنفعة المتنوعة لجميع فئات المجتمع.

جاء ذلك خلال حفل افتتاح فعاليات منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر 2016 في نسخته الثانية الذي تقام أعماله الشارقة، ويقدم على مدى يومين رؤى تحليلية اقتصادية شاملة تستشرف مستقبل الاستثمار في دولة الإمارات العربية المتحدة وإمارة الشارقة، وتعطي نظرة معمقة على واقع الاقتصاد الإقليمي والعالمي.

وقال حاكم الشارقة خلال كلمته "إننا في غمرة العمل اليومي، حيث تأخذنا التفاصيل، وتأسرنا أضواء إنجازاتنا، وننشغل بما حققناه وما ينتظرنا في سياق تنافسنا لنحتل مكانة قد ترضينا وتشبع لهفتنا للتفوق. لا بد من أن نتوقف بين الفينة والأخرى، لنتأمل ما تنتجه التجربة من أسئلة، وأن نحاول تلمس الإجابات التي تضمر في جوهرها ثقافة هذا العمل، فلسفته وغاياته، اتجاهاته ومصيره، وكيف يمكن أن يكون هذا العمل مستدامًا وقابلًا للتطور".

وأضاف : السؤال الأبرز في سياق العمل الاقتصادي هو ما الغاية من كافة هذه النشاطات الاقتصادية؟ هل هي تحقيق انتصارات للذات على التحديات فقط؟ أم هي أوسع من ذلك بحيث تطال شكل وجودنا وثقافتنا وفلسفتنا في الحياة، واستقرار المجتمع ورفعة المواطن وازدهاره؟ وهل نتائجها محدودة بجغرافيا معينة؟ أم تتسع لتشمل ساحة الكون في زمن ذابت فيه الحدود، وترابطت فيه الكيانات وتبادلت التأثير فيما بينها سلبًا أو إيجابًا؟ هل الغاية من العمل الاقتصادي مراكمة الثروة؟ وماهي الثروة الحقيقية للأمم وكيف تقاس؟

وأشار إلى أن هذه الأسئلة تتلاقى في نقطة واحدة ألا وهي الانسان قائلًا "إن الإنسان أصل التنمية وصانعها وغايتها أيضًا فإذا حاد العمل الاقتصادي أو أي نشاط آخر عن هذه الحقيقة. اختّل وضعفت أرضيته وأصبح نخبويًا في نتائجه. قد يفيد البعض مؤقتًا وقد ينمي من ثرواتهم. ولكنه حتمًا غير مستدام لأنه غير عادل. لعل الدليل الأكبر على هذه المعادلة هو ما آلت إليه حالة الاقتصاد العالمي، الذي وصل قمته عشية الأزمة المالية العالمية السابقة، ثم بين ليلةٍ وضحاها تقوض على ذاته. وعلى الملايين من البشر الذين لم يكونوا سوى وقودًا لمراكمة الثروة لصالح غيرهم. لتتركهم هذه الأزمة بلا مداخيل أو موارد أو حتى قدرة على شراء المنتجات التي صنعوها بأيديهم".

وأكد أن الاستثمار الأجنبي ليس مجرد وسيلةٍ لتحقيق أهداف اقتصادية ذاتية فقط. بل هو شريك في التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة. وشريك في بناء اقتصاد المعرفة واقتصاد الانتاج. وفي الانتقال من الاعتماد على النفط كمورد أساسي إلى مرحلة التنوع الاقتصادي وإثراء الدخل الوطني. وكل ما نقدمه لشركائنا من بيئة استثمار آمنة. وبنية تحتية متطورة ومنظومة تشريعية توفر الأمان القانوني للمستثمرين وتحمي استثماراتهم. ليس إلا تعبيرًا عن واجبنا كمضيفين لهذا الشريك وعن دورنا لإنجاح هذه الشراكة لتحقق أهدافها وغاياتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وأملًا في أن تكون هذه الشراكة خالصةً في نوايا الخير ونموذجًا عن العلاقات الإيجابية التي نريدها بين الأمم.

وكرم الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي خلال حفل الافتتاح رعاة المنتدى وشركائه الإعلاميين، وتجول في أروقة المعرض المصاحب الذي ضم عددًا من المجسمات للمشروعات الاقتصادية الضخمة التي ستقام في امارة الشارقة وستثري البيئة الاستثمارية بمقومات وبنى تحتية رائدة وفق أفضل المعايير والمواصفات.

ويتضمن منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر 2016 تنظيم 15 جلسة نقاشية وحوارية، يشارك فيها أكثر من 30 متحدثًا، بحضور أكثر من 300 شخصية من صنّاع القرار والمسؤولين وكبار التنفيذيين والخبراء الاقتصاديين، إذ سيتم استعراض واقع حركة الاستثمارات الأجنبية العالمية والإقليمية والمحلية، والتحديات الماثلة أمام حركة انتقال رؤوس الأموال، وسبل تجاوزها، والاستفادة من الفرص الاستثمارية الكامنة، وكيفية تحقيق النمو في مختلف الأسواق، إضافة إلى العديد من الموضوعات المرتبطة بالنشاط الاقتصادي والاستثماري.

ويهدف المنتدى إلى تقديم صورة مشرقة حول الواقع الصناعي الواعد في دولة الإمارات العربية المتحدة عمومًا، وفي إمارة الشارقة تحديدًا، مع استعراض نجاحات عدد من المصانع التي أسست أعمالها محليًا وانطلقت منها بثبات إلى الأسواق الإقليمية والدولية، إضافة إلى بحث مجموعة من الفرص الكامنة في القطاع الصناعي في الدولة والإمارة.

ويقام المنتدى في وقت تشهد الأوضاع الاقتصادية العديد من المتغيّرات المؤثرة على عددٍ من البلدان وتذبذب أسعار صرف عدد من العملات الرئيسة، والتباطؤ في العديد من القطاعات الرئيسة نتيجة أسباب مختلفة، وهو ما يمنح المنتدى أهمية إضافية لكونه يساعد المستثمرين على اكتشاف الفرص الكامنة وسط هذا المزيج من العوامل المتعددة التأثير على توجهات النشاط الاستثماري في العالم.