الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عيون حلوان الكبريتية تتحول من مسشفى إلى مقلب قمامة .. فيديو وصور

صدى البلد

رصدت عدسة "صدى البلد" تراكم أكوام القمامة فى جنبات العيون الكبريتية الموجودة بحى حلوان والتى ظهرت منذ عدة قرون فى عهد القدماء المصريين والتى تعتبر مقصدا للكثير ممن يعانون الأمراض الجلدية وأمراض العظام المختلفة للاستشفاء منها ، وهو ما يعد إهمالا صارخا من قبل المسئولين عن تلك المناطق الأثرية .

وفى نفس السياق قال أحمد حسين إن العيون الكبريتية التى يطلق عليها حاليا عين حلوان تعد من أهم المناطق العلاجية على مستوى الجمهورية، بالإضافة إلى أنها تعد من الأماكن التراثية حيث يرجع اكتشافها إلى القدماء المصريين ، موضحاً أن الكثير ممن يعانون الأمراض الجلدية يقصدون هذا المكان لعلاج ويأتي اليها المرضى من مناطق ومحافظات مختلفة .

وأكد أدهم علاء أنه يأتى إلى العيون الكبريتية للاستشفاء من مرض جلدى أصيب به منذ 3 سنوات، مؤكدا أن المكان يعانى من إهمال شديد حيث تملأه القمامة دائما دون اى اهتمام من قبل الحى أو الهيئة العامة لنظافة وتجميل القاهرة ، كما أصبح هذا المكان مأوى للكلاب الضالة بعد أن كان فى السنوات الماضية مقصدا للبشوات للعلاج .

يذكر أن العيون الكبريتية فى حلوان عرفت في عصر المصريين القدماء فقد ذكرت في حجر رشيد باللغة الهيروغليفية باسم "عين-آن" حيث اعتبرها المصريون القدماء نوعًا من الأعمال الخيرية الإلهية، وزاد الاهتمام بهذه العيون في عصر الخليفة، عبد العزيز بن مروان ،حيث اجتاح مدينة "الفسطاط" مرض الطاعون في عام 690م؛ فأرسل الخليفة كشافين؛ لكي يكتشفوا مكان صحي لإقامته، فتوقفوا في حلوان وفيها أسس حكومته وأقام ثكنات للجنود ونقل الدواوين إليها، ثم اندثرت بعد ذلك لتظهر في عهد الخديوي، عباس الأول.

ففي عهد الخديوي عباس وبالتحديد عام 1849م كان الجيش يعسكر بالقرب من "حلوان" وتصادف أن أصيب العديد من الجنود بالجرب وكان أحد هؤلاء الجنود يتجول في الصحراء ناحية التلال فاكتشف مياه غريبة تحتوي على "كبريت" وما أن اغتسل فيها حتى تناقصت حكة الجلد وشفي منها، فأخبر رفاقه بالأمر وشفوا مما أصابهم، ووصلت أخبار هؤلاء العسكر للخديوي فأرسل الجنود المصابين بالأمراض الجلدية والروماتيزمية إلى عيون حلوان وكان يتبعهم كذلك العديد من المدنيين، ويقيمون في خيام ويحفروا حفرًا صغيرة، ليخرج منها الماء الشافي.

في صيف العام 1868م أرسل الخديوي، إسماعيل، لجنة؛ لدراسة هذه العيون وأصدر بعدها فرمانًا ببناء منتجع حراري، وتم الانتهاء منه عام 1871م وبني فندقًا بالقرب منها، وقد عهد بإدارة المنتجع عام 1872م إلى الدكتور، رايل ؛ وهو أحد الباحثين الذين درسوا تأثيرات مياه حمامات حلوان الطبية.

وفى عام 1899م افتتح "عباس حلمي الثاني" عيون حلوان الكبريتية بعد تشييد مجموعة الحمامات الحالية واندفع السائحون إليها من مختلف البلدان وهنا بدأت حلوان تصبح منتجعًا سياحيًا وخاصة بعد تخصيص فندق للحمامات في شارع "منصور".

اتجهت الأحلام في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي إلى الاستغلال السياحي الأمثل لمنطقة حلوان الغنية بالعيون المعدنية والكبريتية، حيث كانت تعتبر من المدن ذات السياحة العلاجية وكانت تعتبر مشفى عالميًا، ولكنها استبعدت مؤخرًا من الخريطة السياحية بسبب ارتفاع نسبة التلوث بها بعد إنشاء مصانع للأسمنت بالقرب منها.