الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

البحوث الإسلامية يكشف عن 4 خرافات منتشرة عن العام الهجري.. ويؤكد: دعاء السنة الجديدة لم يثبت عن الرسول.. والهجرة ليست في محرم

الدكتور محمد الشحات
الدكتور محمد الشحات الجندي

البحوث الإسلامية:
لا توجد صلاة أو دعاء خاص بانتهاء السنة الهجرية
رواية صيام أول يوم من «محرم» كفارة لذنوب 50 سنة غير صحيحة
أعمال العباد لا ترفع إلى الله تعالى في نهاية ذي الحجة 
الهجرة النبوية كانت في ربيع الأول وليس «محرم»


تحتفل الأمة الإسلامية اليوم الأحد، بغرة شهر «محرم» وبداية السنة الهجرية الجديدة، ويرد «صدى البلد» على اعتقادات خاطئة لدى البعض ومنها أن هناك دعاءً يقال في العام الجديد، وأن صيام أول يوم من محرم كفارة لذنوب 50 سنة، وأن أعمال العباد ترفع في آخر يوم من ذي الحجة، ويعتقد البعض خطأ أن الروسول -صلى الله عليه وسلم هاجر في محرم بل كانت في ربيع الأول.

دعاء العام الجديد:

أكد الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أنه لا توجد صلاة أو دعاء خاص لآخر يوم في ذي الحجة وبداية رأس السنة الهجرية.

وأضاف «الجندي» لـ«صدى البلد» أن ذكر الله تعالى واسع ويكون في أي وقت ولا يشترط أن يكون محصورًا في آخر يوم في السنة الهجرية.

وذكر أن البعض في آخر يوم من كل سنة هجية يتوضأ ويصلي ركعتين نافلة في الضحى ثم يدعو بهذا الدعاء: «اَللَّهُمَّ مَا عَمِلْتُ فِيْ هَذِهِ السَّنَةِ مِمَّا نَهَيْتَنِيْ عَنْهُ فَلَمْ أَتُبْ مِنْهُ وَلَمْ تَرْضَهُ وَلَمْ تَنْسَهُ وَحَلُمْتَ عَلَيَّ بَعْدَ قُدْرَتِكَ عَلَى عُقُوْبَتِيْ. وَدَعَوْتَنِيْ إِلَى التَّوْبَةِ مِنْهُ بَعْدَ جَرَاءَتِيْ عَلَى مَعْصِيَتِكَ، اَللَّهُمَّ إِنِّي اَسْتَغْفِرُكَ فَاغْفِرْلِيْ, وَمَا عَمِلْتُهُ فِيْهَا مِمَّا تَرْضَاهُ وَوَعَدْتَنِيْ عَلَيْهِ الثَّوَابَ فَأَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ يَا كَرِيْمُ. يَا ذَا اْلجَلاَلِ وَاْلإِكْرَامِ أَنْ تَتَقَبَّلَهُ مِنِّيْ وَلاَ تَقْطَعْ رَجَائِيْ مِنْكَ يَا كَرِيْمُ, وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ «اَللَّهُمَّ أَنْتَ اْلأَبَدِيُّ الْقَدِيْمُ الأَوَّلُ, وَعَلَى فَضْلِكَ اْلعَظِيْمِ وَجُوْدِكَ الْمُعَوَّلِ, وَهَذَا عَامٌ جَدِيْدٌ قَدْ أَقْبَلَ, نَسْأَلُكَ الْعِصْمَةَ فِيْهِ مِنَ الشَّيْطَانِ وَأَوْلِيَائِهِ وَجُنُوْدِهِ، وَاْلعَوْنَ عَلَى هَذِهِ النَّفْسِ الأَمَّارَةِ بِالسُّوْءِ, وَاْلاِشْتِغَالَ بِمَا يُقَرِّبُنِيْ إِلَيْكَ زُلْفَى يَا ذَا اْلجَلاَلِ وَاْلإِكْرَامِ, وَصَلىَ اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ».

وتابع: ويفعل البعض هذا قبل بعد الظهر ثم قبل صلاة العصر وبذلك يكون قد دعا في هذا اليوم ثلاث مرات، فإن أنت فعلت ذلك حملت الشيطان على أن يقول: تعبنا مع هذا الشخص طوال السنة فأفسد تعبنا في ساعة واحدة، مشددًا على أن ذلك ليس صحيحًا ولم يرد به نص شرعي صحيح.

كفارة 50 سنة:
نبه الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، على أن الرواية المنتشرة بأن صيام أول يوم محرم كفارة لذنوب 50 سنة مكذوبة ولم تثبت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-.

وسرد المفكر الإسلامي، نص الرواية المكذوبة ليحذر الناس منها: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الْفَوَارِسِ، أَنْبَأَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَاذَانَ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا قُطْبُ بْنُ وَهْبٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَامَ آخِرَ يَوْمٍ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ وَأَوَّلُ يَوْمٍ مِنَ الْمُحَرَّمِ فَقَدْ خَتَمَ السَّنَةَ الْمَاضِيَةِ وَافْتَتَحَ السَّنَةَ الْمُسْتَقْبَلَةَ بِصَوْمٍ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ كَفَّارَةَ خَمْسِينَ سَنَةً»، مشيرًا إلى أن ابن الجوزي رواها في الموضوعات (2/199)، مؤكدًا أن الْهَرَوِيّ هُوَ الجويباري، ووَهْب، كلاهما كذاب وضاع.

رفع أعمال العباد

شدد الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، على أنه لا يوجد دليل على أن صحائف الأعمال ترفع إلى الله آخر كل عام هجري.

وبيّن «عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن الذي وردت به النصوص أن الأعمال تعرض على الله كل اثنين وخميس، وفي شهر شعبان، لذا استحب صومهما. أما صيام يوم تقربا إلى الله دون اعتباره سنة متبعة فجائز.

واستشهد بما جاء ذلك في صحيح مسلم، عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «تُعْرَضُ الأَعْمَالُ فِى كُلِّ يَوْمِ خَمِيسٍ وَاثْنَيْنِ فَيَغْفِرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِى ذَلِكَ الْيَوْمِ لِكُلِّ امْرِئٍ لاَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلاَّ امْرَأً كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ ارْكُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا ارْكُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا»، وفي جامع الترمذي ‏أنه‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏قال: ‏”«‏تعرض الأعمال يوم ‏ ‏الاثنين والخميس، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم».

واستدل بمار وي عن أسامةَ بنِ زيدٍ رضي الله عنه قال: قلت: يا رسولَ اللهِ! لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ؟ قال: « ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ» [رواه أحمد والنسائي].

الهجرة في ربيع الأول

قال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن هجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- كانت في شهر ربيع الأول ولم تكن في «المُحرم».

وأشار إلى أن المصريين يحتفلون في شهر المحرم ببداية التقويم الهجري الجديد، ويضمون اسم النبي صلى الله عليه وسلم إلى الاحتفالات بقولهم «الهجرة النبوية» تعظيمًا له لأنه عليه -الصلاة والسلام- هو من قام بالهجرة.

ولفت المفكر الإسلامي، إلى أن أول من أرخ التاريخ الهجري سيدنا عمر بن الخطاب، وجعل هجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- من مكة إلى المدينة في 12 ربيع الأول، مرجعًا لأول سنة فيه، وهذا هو سبب تسميته التقويم الهجري.

ونوه بأن التقويم الهجري مركز أساسًا على الميقات القمري الذي أمر الله تعالى في القرآن باتباعه، كما قال تعالى «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ». سورة التوبة: 36.

وأضاف أن الأشهر الأربعة الحرم هي أشهر قمرية «رجب وذو القعدة وذو الحجة ومحرم»، ولأن الله تعالى نعتها بالدين القيم فقد حرص أئمة المسلمين منذ بداية الأمة أن لا يعملوا إلا به، رغم أن التقويم أنشئ في عهد المسلمين إلاّ أن أسماء الأشهر والتقويم القمري كان تستخدم منذ أيام الجاهلية، أول يوم هذا التقويم الجمعة 1 محرم سنة 1ه