الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد خطة وضع «الشرقية» على خريطة السياحة.. تعرف على أبرز المعالم السياحية بالمحافظة.. صور

صدى البلد

  • مسجد سادات قريش فى بلبيس هو أول مسجد تم بناؤه فى مصر والقارة الأفريقية
  • قصر الملك فاروق فى بساتين أنشاص الرمل أقيم فيه أول قمة لجامعة الدول العربية
  • متحف الزعيم أحمد عرابى والموجود فى هرية رزنة بطريق "ههيا".. منطقتا آثار تل بسطة وصان الحجر من أهم معالم المحافظة
  • مسابقات الخيول العربية الأصيلة والهجن والصيد بالصقور فى الصحراء تجذب الكثير من المعجبين
محافظة الشرقية من أبرز محافظات التي تضم العديد من المعالم السياحية بمختلف أنواعها، وهو ما دفع القائمين على النشاط السياحي لوضع خطة لتكون المحافظة ضمن الخريطة السياحية لمصر.. "صدى البلد" بدوره يقدم في التقرير التالي أبرز ما تتمتع به المحافظة من معالم سياحية ما بين متاحف وسياحية دينية وتاريخية.

تقع محافظة الشرقية بمنطقة شرق الدلتا ويحدها خمس محافظات جوار، وتعتبر المحافظة من أهم محافظات مصر تاريخيًا، وأكسبتها ظروفها التاريخية وموقعها الهام مكانة فريدة على امتداد التاريخ القديم والحديث، حيث إن موقعها الهام جعل منها الحارس للمدخل الشرقى لمصر، ذلك الباب الوحيد تقريبًا الذى اجتازه الغزاة عبر التاريخ منذ أيام الهكسوس.

وكانت الشرقية، بحسب المؤرخات الموجودة بهيئة الآثار والمحافظة، بحكم موقعها تواجه الموجات الأولى فى كل غزو وافد من الشرق، وحظيت باهتمام الفراعنة وازدهرت عواصمها فى عهد الأسرتين الـ21 ، 22 فى تانــيس (صان الحجر) وتل بسطا، وإذا تم مسح مراكز المحافظة نجد فى الكثير منها بقايا آثار فرعونية على مر تاريخ أسر ما قبل التاريخ وبعده وفى منطقة شرق الدلتا بصفة خاصة آثار كثيرة، من عهد رمسيس الثانى الذى بنى مدينة "برعمسيس" وموقعها السماعنة وقنتير وتل الضبعة الآن، وقد كانت عاصمة مصر فى عهد الرعامسة الذى كان يمثل عهد الأسرات من 23:19 تنتقل بين مدينة تانيس وبرعميس فى الشمال ومدينة بوباست فى الجنوب، وهما مدينتان بمحافظة الشرقية حتى فى العهود التى لم تكن أى منها عاصمة لمصر فيها، فقد كان هناك اهتمام دائم بهما لموقعهما.

وظلت بوباست عاصمة لمصر القديمة خلال حكم هاتين الأسرتين، وكانت القطة هى المعبودة المحلية لمدينة بوباست القديمة، والتى كانت تمثل رأس قطة وجسم سيدة والتى انتشرت عبادتها من هذا المكان، وكان اسمها يعنى بالمصرية القديمة "هدوء ودفء الشمس" وأقام لها الملوك الفراعنة المعابد وكان يحج إليها المصريون القدماء من جميع أنحاء مصر القديمة، وكان يصل لمنطقة تل بسطة الحالية فرعان من النيل القديم، هما الفرع البيلوزى والتانيسي، ومع تولى مرنبتاح عرش مصر عمل على تحصين منطقة تل بسطة لوقف زحف القبائل البدوية القادمة من آسيا.

الشرقية والأنبياء
يذكر التاريخ أن الشرقية أرض الأديان، فعلى أرضها أقام النبى يوسف بن يعقوب عليهما السلام وعلى أرضها ولد النبى موسى عليه السلام وأوحى الله إلى أمه أن تضعه فى التابوت وتلقيه فـــى اليم (بحر مويس حاليًا).

ثم حظيت الشرقية بإقامة العائلة المقدسة على أرضها فى كل من تل بسطة وبلبيس عندما هربت السيدة مريم العذراء مع وليدها المسيح "عليهما السلام"، حيث كانت طريقا لسير العائلة المقدسة عند مجيئها إلى مصر هربا من بطش "هيرودوس"، واتجهت من الفرما شمال سيناء إلى الشرقية مرورًا بوادى طميلات قرب الحسينية ومنها إلى تل المسخوطة ثم إلى قنتير حاليا ثم إلى صفط الحنة منها إلى تل بسطة.

وولد سيدنا موسى عليه السلام فى مدينة برعمسيس فى عهد حكم رمسيس الثانى وقاد خروج اليهود من مصر، حيث بدأ من قنتير إلى تل الفرعونية شرق القنطرة حاليا ومنها إلى تل الفرعونية شرق القنطرة ومنها إلى تل أبى صيفا داخل سيناء، وصل سيدنا يوسف "عليه السلام" إلى مصر بعد أن رماه إخوته فى الصحراء مع قافلة إلى مصر فى عهد الهكسوس وأقام فى المكان الذى كان يطلق عليه فى ذلك الوقت صوعن "صان الحجر" حاليا حيث وصل إلى مكانة مرموقة، ثم جاء سيدنا يعقوب "عليه السلام" والد سيدنا يوسف إلى إقليم "أربيا" وهى صفت الحنة أو فاقوس.

وكانت الشرقية تشهد دخول وخروج الجيوش الإسلامية الفاتحة سواء القادمة من شبه الجزيرة العربية بعد ظهور الإسلام مباشرة أو الخارجة من مصر للتصدى للمعتدين الصليبيين أو لإخماد تمرد أو القضاء على ثورة من الثورات التى كانت تقوم ضد الأمراء والسلاطين الذين تولوا حكم مصر، ومع الفتوحات الإسلامية كان إقليم الشرقية المعبر الذى سلكه جنود الإسلام بقيادة عمرو بن العاص عند فتح مصر هربا، فقد وصل إلى الصالحية ثم إلى وادى الصميلات حتى مدينة بلبيس وظل محاصرا لها مدة شهر حتى استولى عليها لفتح مصر كلها، مؤذنا بانتهاء مرحلة الحكم الرومانى لمصر.

كما شرفت المحافظة بمرور آل البيت السيدة زينب وبرفقتها ابنتا أخيها السيدة فاطمة النبوية والسيدة سكينة "رضى الله عنهن جميعا" عندما غادرن المدينة المنورة إلى مصر، حيث أقمنا فى بلدة العباسة إحدى قرى محافظة الشرقية ثم اتجهن إلى الفسطاط.

كما كانت المحافظة، المعبر الذى سلكه جنود الإسلام بقيادة عمرو بن العاص عند فتح مصر، وفى مدينة بلبيس بنى أول مسجد فى مصر والقارة الأفريقية وهو مسجد سادات قريش، وهو أسبق من حيث التاريخ من مسجد عمرو بن العاص بالفسطاط، ويذكر التاريخ أن جيش عمرو بن العاص قدم من العريش بعد الاستيلاء عليها إلى القنطرة ثم إلى القصاصين حتى وصل بلبيس، وتقابل مع جيش الرومان وهزم الرومان شر هزيمة فى معارك كبيرة واشترك فى هذه المعركة 120 صحابيًا وسمى المسجد (السادات) تخليدًا لذكرى سادات جيش المسلمين الذين شهدوا فتح مصر.

وعلى أرض الشرقية، قصر الملك فاروق بقرية بساتين إنشاص الرمل التابعة مركز بلبيس، وقد اختير هذا القصر لتوقيع ميثاق جامعة الدول العربية فى 28/5/1946، حيث تم توقيع الميثاق من سبعة دول عربيــة هــــى "مصر، السعودية، سوريا، لبنان، الأردن، العراق، اليمن".

السياحة الدينية
تقع في محافظة الشرقية ثلاثة طرق تاريخية دينية، ما يضيف إلى الشرقية عراقة وأصالة ومنها وصول سيدنا يوسف عليه السلام إلى مصر بعد أن رماة إخوته في الجب فى الصحراء مع قافلة إلى مصر فى عهد الهكسوس، وأقام فى المكان الذى كان يطلق عليه في ذلك الوقت صوعن "صان الحجر" حاليًا، حيث وصل على مكانة مرموقة "قال ربى اجعلني على خزائن الأرض إنى حفيظ عليم" صدق الله العظيم.

وولد سيدنا موسى عليه السلام فى مدينة برعمسيس فى عهد حكم رمسيس الثاني، وقاد خروج اليهود من مصر، حيث بدأ من قنتير إلى مسقط الصالحية حاليًا ومنها إلى تل الفرعونية شرق القنطرة حاليًا ومنها إلى تل أبى صيفا داخل سيناء هربا من بطش فرعون مصر كما جاء في التوراة.

كانت الشرقية طريقًا لسير العائلة المقدسة عند مجيئها على مصر هربًا من بطش "هيرودوس"، حيث اتجهت من الفرما شمال سيناء إلى الشرقية مرورًا بوادي طميلات قرب الحسينية ومنها إلى تل المسخوطة ثم إلى قنتير حاليًا ثم إلى صفط الحنة منها إلى تل بسطة.

السياحة الأثرية

تزهو محافظة الشرقية بالثروات الأثرية والإمكانات السياحية المتعددة والتى تنفرد دون غيرها من محافظات الوجه البحرى، حيث ينتشر من بين ربوعها مائة وعشرين موقعا أثريا وأشهرهم منطقتى (تل بسطة – وصان الحجر).

وكانـت تل بسطة "بوبسطة" مركزًا دينيًا هامًا وإحدى عواصم مصر القديمة، ونظرًا لموقعها على مدخل مصر الشرقى فقد واجهت أفواج القادمين من الشرق عبر سيناء، وعاصرت العديد من الفاتحين والغزاة، وقد شرفت بأنهــا كانت معبرًا ومقرًا مؤقتًا للسيدة مريم العذراء ووليدها المسيح "عليهما السلام" عند قدومهما إلى مصر.

مدينة بوباستيس
وتوجد خارج مدينة الزقازيق أطلال مدينة "بوباستيس" وهى واحدة من أكبر المدن القديمة في مصر، والمعبودة العظيمة لتلك المدينة القديمة "بوباستيس" كانت القطة الرشيقة الإلهة باستيت إلهة الحب والخصوبة، ويقال أن المهرجانات التي أقيمت على شرفها قد جذبت أكثر من 700..000 من المحتفلين في العصور القديمة، كانوا يفدون إلى بوباستيس ويغنون ويرقصون ويحتفلون بهذه الآلهة، ويستهلكون كميات كبيرة من النبيذ ويقدمون قرابين للآلهة، وقد صارت بوباستيس عاصمة للبلاد حوالى عام 945 ق. م في عهد الملك شيشنق الأول، مؤسس الأسرة الـثانية والعشرين، ثم خُربت المدينة بعد ذلك على يد الفرس حوالى عام 350 ق. م.

وكان معبد الآلهة باستيت هو جوهرة بوباستيس المعمارية، وكان يقع بين قناتين تحيط به الأشجار وتطوقه المدينة التي كانت مبنية على مستوى أعلى من مستوى المعبد، ما كان يسمح برؤية المعبد بوضوح منها لأنه يقع أسفلها على مستوى أقل ارتفاعًا، وبدأ تشييد المعبد في عهد الملك خوفو والملك خفرع من الأسرة الرابعة ثم قام الملوك الفراعنة من بعدهما من الأسر الـسابعة عشر والـثامنة عشر والـتاسعة عشر والـثانية والعشرين بوضع لمساتهم وإضافاتهم على المعبد على مدى حوالي 1700 سنة.

وقد كتب المؤرخ هيرودوت أنه وبالرغم من وجود معابد أخرى أكبر وأعظم شأنًا وأعلى تكلفة، فإنه لا يوجد واحد من هذه المعابد يسر الناظر برؤياه أكثر من معبد باستيت في مدينة بوباستيس، أما أكثر المواقع التي تستحق الزيارة في بوباستيس اليوم فهو مقبرة أو جبانة القطط، حيث تم العثور على العديد من التماثيل البرونزية لقطط، وذلك في سلسلة من القاعات اُكتشفت تحت الأرض.

وتبعد منطقة آثار صان الحجر عن مدينة الزقازيق حوالى 75 كيلومترا، و130 كيلومترا عن مدينة القاهرةن ويطلق عليها "تانيس" وهو الاسم اليوناني أما الاسم الفرعوني (جعنت)، وكانت عاصمة مصر السياسية خلال حكم الأسرتين 21 و23 وقد كانت مدينة كبرى خلال فترات التاريخ حتى نهاية العصر الروماني، وتقدم آثار تانيس ملحمة لتاريخ الدلتا بصفة عامة وهي غنية بالآثار الفرعونية، وأيضًا آثار من العصر اليوناني والروماني، خاصة لأنها كانت الطريق الرئيسي لغزو بلاد الحيثيين في آسيا الصغرى والدفاع عن مصر في حالة الغزو الخارجي، وتعتبر تانيس أقصر الوجه البحري بما بها من معابد ملكية ومسلات وآبار وقصور.

المعـــابــد
وتزخر المنطقـة بالعديد من المعـابـد الحجريـة الضخمـة يتزعمـها المعبـد الكبير للإلـه آمـون بتماثيله ومسـلاته وآباره.

الإله آمـــــون
وهو من أكبر المعابد بالوجه البحري ومازالت أحجاره من لوحات وتماثيل مختلفة الأحجام والأشكال موجودة ويشمل المعبد بوابة جيرانيتية ضخمة يتقدمها تماثيل ضخمة لرمسيس الثاني بصحبة زوجته المحبوبة مرين آمون وزوجته الحيثية، كذلك هناك تمثال علي شكل أبو الهول، ويوجد بالمعبد البحيرة المقدسة والتي تلي في أهميتها بحيرة الكرنك بالأقصر، وهناك أسوار لبنية ضخمة والتي ترجع تاريخها لسنة 1070 ق. م تقريبا.

السياحة الرياضية
تتنوع صناعة السياحة الرياضية على أرض الشرقية وتتعدد منتجاتها غير التقليدية وتنفرد بميزة نسبية مرتفعة القيمة.

الخيول العربية الأصيلة
من منطلق أن شعار المحافظة هو الحصان الأبيض الجامح وكتنويع للمنتج السياحى فقد اتجه الفكر إلى توظيف واستثمار رياضات وبطولات الخيل وألعاب الفروسية فى تدعيم السياحة الرياضية والصحراوية على الصعيدين المحلى والعالمى، وقد تم تنظيم أول مهرجان للخيول عام 1991 ويعتبر تنظيم المهرجان سنويا أحد عوامل الجذب السياحى، حيث يحضره الآلاف من المصريين والعرب والأجانب.

وقد دخلت هذه الرياضة فى عهد عمرو بن العاص واشتهرت عائلات فى بلبيس بتربية الخيول العربية الأصيلة ويشاركون فى المسابقات السنوية.

السياحة الريفية
منذ زمن بعيد والمناطق البكر بما تحمله من هدوء ومغريات خلابة تحفز العديد من الأفراد لزيارتها والتمتع بها، ولأهمية الزراعة بالنسبة للسياحة، فإن تخطيط التنمية السياحية لا يكتب له النجاح، إلا إذا كان الحفاظ على الزراعة بل وتنميتها من بين المبادئ التخطيطية المهمة التي يتبناها، فيجب التوسع في المناطق الخضراء بوجه عام والزراعة الإنتاجية بوجه خاص داخل وحول مشروعات التنمية لأنها تحافظ على طبيعة وخصائص الأرض، وكذلك فإن الزراعة المتكاملة شاملة الثروة الحيوانية يمكن أن تكون بمثابة عنصر جذب مهم في المناطق السياحية المخططة.

وتنتشر في المحافظة مناطق خلاء غير مستغلة تحيط بها الزراعات والخضرة ببعد لا نهائى من كل جانب، وهو ما يعتد به كمقدم جيد لصناعة السياحة الريفية وتصلح هذه الأماكن لإقامة القرى السياحية للاسترخاء والاستجمام والترويح والهدوء، حيث يوجد على أرض الشرقية مدينة القرين والتي على أرضها ما يزيد على مليون نخلة مختلفة الأنواع، كما توجد على أرض الشرقية زراعات ورق البردي، والتي تقع في القراموس مركز أبو كبير ومدينة القرين التى تشتهر بمدينة المائة نخلة.

سياحة المؤتمرات
تعتبر سياحة المؤتمرات من أهم أنواع السياحة الثقافية، ويهدف هذا النوع من السياحة إلى الترغيب في المعرفة وتوسيع دائرة المعلومات الثقافية والحضارية لحضارة مصر الثقافية وتمثل سياحة المؤتمرات والمعارض نمطًا سياحيًا هامًا، حيث يتيح موقع مصر الجغرافى ومكانتها السياسية فرصة كبيرة لاستضافة عشرات المؤتمرات الدولية سنويًا فى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والطبية والمهنية، وتنطوى سياحة المؤتمرات على إنفاق سياحي كبير وفرصة أكبر لتسليط الضوء على المقصد السياحي المصري خلال كل تواجد دولي.

ولقد ساهم إنشاء المدن الصناعية الجديدة مثل العاشر من رمضان والصالحية الجديدة، بالإضافة إلى المناطق الصناعية فى نطاق مركز بلبيس فى عقد المؤتمرات والندوات المختلفة بصفة دائمة ومتتالية فى مجالات الصناعة والعلوم والفنون والثقافة والسياحة.

السياحة الصحراوية
يقع فى نطاق المحافظة مساحات صحراوية شاسعة تعمل على جذب الكثير من محبى سياحة المغامرات (السفارى) وسباقات السيارات والدراجات البخارية وإقامة مضمار كبير لسباقات الخيل والهجن.

وهيئة تنشيط السياحة بمحافظة الشرقية بالتنسيق والتعاون مع الهيئة العامة للتنشيط السياحى، تلعب دورا رائدا في تدعيم صناعة السياحة الصحراوية والرياضية، التى تجذب أعدادا كبيرة من السائحين، على الصعيدين المحلى والأجنبى، وينتشر بين ربوع محافظة الشرقية، الكثير من القبائل البدويى، التى تربى وتنتج أعدادا كبيرة من الهجن ذات الأصول العربية الخالصة، ومن شدة اعتزاز القبائل البدوية بهذه الهجن، فإنهم يطلقون عليها "بستان العرب"، ويضعونها في مرتبة خاصة ومميزة.

وفي قلب صحراء بلبيس، وعلى مساحة 50 فدانا، تتم إقامة سباق الشرقية للهجن العربية، ومع التراث العربى الأصيل، ومع رياضة الآباء والأجداد، فإن الهجن العربية، بمراحلها السنّية المختلفة (أربع مراحل سنّية)، تتبارى وتتسابق، حول مضمار سباق محيطة 5 كيومترات، أعد خصيصا بموقع السباق، على "طريق بلبيس - العاشر من رمضان".

ويشترك في السباق الهجن العربية المملوكة للقبائل البدوية المنتشرة في الشرقية، ومختلف محافظات مصر (الإسماعيلية، السويس، البحر الأحمر، أسوان، الوادى الجديد، مرسى مطروح، قنا، شمال سيناء، جنوب سيناء)، كما يساهم في فعالياته نوادى الهجن ببعض البلدان العربية الشقيقة.

وحرصًا من إدارة السباق على إتاحة الفرصة أمام الأعداد الكبيرة من الهجن، للاشتراك في سباق كل عام، وأن تتبارى وتتسابق وتتنافس، طبقا للاشتراطات الفنية والأصول المرعية في سباقات الهجن الدولية، فقد راعت إدارة السباق أن تتسابق كل مرحلة سنّية على مدى شوطين، بمعنى أن يقام السباق على مدى ثمانية أشواط، وتمنح هذه الجوائز العينية والنقدية للفائزين الخمس الأوائل في كل شوط.

ويتضمن برنامج السباق أمسية بدوية يقدم من خلالها أفراد القبائل والعشائر البدوية من الشرقية ومن مختلف المحافظات، بالإضافة إلى الضيوف القادمين من مختلف الدول العربية، والأغانى والرقصات والأهازيج والشعر التى تمثل تراثًا عربيًا أصيلًا.

وتجدر الإشارة إلى أنه ارتفعت قيمة الجوائز النقدية فى السباق الثامن للفائزين الخمس الأوائل في كل من أشواط السباق إلى مبلغ 48000 جنيه بزيادة قدرها 13600 جنيه عن العام الماضى.

كما توجد أيضًا من السياحة الصحراوية، الصيد بالصقور، والتى عرفت منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة وتمتد أصولها فى التراث العربى، وكانت قديما تمثل للعرب عبر الصحارى إحدى الوسائل الحيوية لتأمين الغذاء لهم فى الرحلات الطويلة، وتعد فنون الصيد بالصقور من أرقى الهوايات التى يمارسها الجميع وتزدهر فى الصحراء، وتشتهر قرية سعود الحسينية بتربية وصيد الصقور.

المتاحف
تضم المحافظة متحف هرية رزنة، والذى يبين معدن المواطن المصري متجسدًا في شخص الزعيم أحمد عرابي والذي وقف ضد الاحتلال الإنجليزي ووقف وقفته الشهيرة في وجه "الخديوي توفيق" في "وقفة عابدين" الشهيرة، كما يضم المتحف الكثير من الأشياء الأثرية التي ترتبط بالاحتلال آن ذاك.

وتقع هرية رزنة على بعد 2 كيلومتر من الزقازيق على الطريق المؤدي إلى فاقوس وصان الحجر، ولأنها مسقط رأس الزعيم أحمد عرابي فقد وقع عليها الاختيار لتكون مقرًا لمتحف الشرقية القومي، وقد افتتح المتحف عام 1973، ويضم المتحف أربعة مجموعات، تتعلق المجموعة الأولى بالزعيم أحمد عرابي، حيث تضم لوحات تاريخية وتماثيل نصفية ووثائق تتعلق بالزعيم ورفاقه، أما المجموعة الثانية فتخص العادات والتقاليد والتراث الشعبي لمواطني محافظة الشرقية، وخصصت المجموعة الثالثة لشهداء بحر البقر وهم تلاميذ مدرسة بحر البقر الذين ألقت عليهم إسرائيل أثناء عدوانها عام 1970 قنبلة أودت بحياة عدد كبير منهم، أما المجموعة الرابعة فهي مجموعة الآثار التي خرجت من مناطق أثرية في محافظة الشرقية وتضم تماثيل معدنية للإلهة باستت وتمثال على شكل أبو الهول وتمائم وأواني فخارية وحجرية وتماثيل لأفراد من أحجار ومعادن وأقنعة ومجموعة من الحلي وموائد القرابين وتماثيل أوشابتي وغيرها.

متحف الجامعة
كان للدور الكبير الذي قامت به بعثة حفائر جامعة الزقازيق في الكشف عن عدد ضخم من القطع الأثرية في منطقتي تل بسطة وكفور نجم منذ عام 1978، أثرً كبير في أن تفكر الجامعة في تأسيس متحف لحفظ وعرض هذه المقتنيات، ومن ثم كانت البداية أن خصصت إحدى قاعات كلية الآداب (بلغت مساحتها آنذاك 400 م2) لهذا الغرض، ومع تواصل أعمال الحفائر العلمية وازدياد أعداد القطع المكتشفة وضيق المساحة المخصصة للعرض، أسست الجامعة متحفًا جديدًا (بلغت مساحته حوالي 750 م2) في الدور الرابع بمبنى إدارة الجامعة، وتميز باستخدام أحدث أساليب العرض المتحفي، حيث تكون المتحف الجديد من قاعة عرض رئيسية واسعة، بالإضافة إلى مخزن يتم فيه أعمال ترميم وصيانة الآثار قبل عرضها وحفظ الآثار غير الصالحة للعرض، ومكتب خصص لموظفي المتحف والأعمال الإدارية.

ويضم المتحف الآن 2173 رقمًا أثريًا تسجيليًا تؤرخ بعصور مختلفة من الحضارة المصرية القديمة، ومن مقتنياته، كنز تل بسطة والذي اكتشف في عام 1992 بداخل إناءين من الألبستر، في منطقة المعبد الكبير الذي كرس لعبادة الربة "باستت"، والكنز يتكون من حوالي 139 قطعة تمثل دلايات وعقود وخرز وحلقان وخواتم وتماثيل صغيرة صنعت في أغلبها من الذهب والفضة والأحجار نصف الكريمة والقاشاني، ولعل أهم هذه القطع هو نوط الشجاعة (وسام الذبابة) ويتكون من تسعة عشر دلاية من الذهب على هيئة الذبابة، وبعض قوالب من الفخار استخدمت لصناعة التمائم التي تزود مقتنيها بالقوة السحرية، وأجزاء من تماثيل مختلفة الطراز والمواد، مثل التمثال البرونزي للربة باستت، وتمثال من الحجر الجيري للربة سخمت– إلهة الحرب والقوة- وتمثال كتلة مصنوع من الحجر الرملي يصور الشخص مقرفصًا وعاقدًا بيديه فوق ركبتيه وملفوفًا في عباءة، وأثاث جنازي مثل أغطية التوابيت الفخارية ذات ملامح شخصية للوجه ومساند للرأس والتي وضعت تحت رأس المتوف كمصدر قوى الحياة.

كما يضم أيضًا، تماثيل الأوشابتي (المجيبة) التي صورت بشكل مومياء ملفوفة مع أيدٍ متقاطعة على الصدر تشبهًا بالمعبود أوزير، وقد استخدمت كخدم في العالم الآخر، وبعض الأختام مختلفة الطرز والمواد منها أختام أسطوانية وعلى هيئة الأزرار وأختام على هيئة رأسية، وجعارين من الفخار والقاشاني والعقيق الأحمر والاستياتيت استخدمت كتمائم للحماية وكأختام رأسية، خاصة عندما احتوت على باطنها على زخارف ونقوش، وأدوات تستخدم في الحياة اليومية من أحجار الشست والألبستر والفخار الأسود والأبيض والأحمر مثل مستودعات التخزين وكؤوس وأطباق وسلاطين بالإضافة إلى حوامل الأواني.

ويضم المتحف صلايات بيضاوية أو مستطيلة أو كمثرية الشكل مصنوعة من الشست، استخدمت في الأصل لصحن مادة الملاخيت والجالينة المستخدمة عمل الكحل الذي صنع لحماية العين، أدوات معدنية مثل خلاخيل وأساور وإبر (مثاقب) ومرايا وسكاكين وخناجر ورؤوس سهام وحراب وخطاطيف وشص، وعناصر معمارية مثل الأعتاب المصنوعة من الحجر الجيري ذات زخارف والكتابات الجنازية، ومجموعة من العملات المعدنية المصنوعة من الفضة والبرونز والنحاس وتؤرخ بالعصرين اليوناني والروماني.