الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"سم الإرجوت" يشفي أحيانا.. الطن الواحد يكفي لإنتاج 2 مليون قرص دوائي.. الفطر يعالج الصداع المزمن ويسهل الولادة .. ونمتلك 4 محطات لفصله عن "القمح الروسي"

القمح
القمح

خبراء عن فطر «الإرجوت»:
نمتلك 4 محطات لفصل فطر "الإرجوت" عن القمح

طن الإرجوت يكفي لإنتاج 2 مليون قرص معالج
يعالج الصداع المزمن ويساعد مرضى السرطان على تحمل "الإشعاع"
"فطر الإرجوت" يعالج الجهاز العصبي و"يسهل الولادة"

"سم الإرجوت" يشفي أحيانًا

هذا باختصار ما قاله بعض الخبراء والمتخصصون في المجال الدوائي، و الزراعي عن فطر الإرجوت الذي غالبا ما يصاحب حبة القمح.

ربما يكون الامر مثير للبحث و التحري خاصة بعد أن سمحت مصر باستيراد240 ألف طن من القمح الروسي، المحتوي علي فطر الارجوت بنسبة 0.05%، الشهر الماضي، و هي النسبة المسموح بها عالميا،كيف يمكن ااستفادة "دوائيا" بهذه النسبة، و هل نمتلك آليات فصل الفطر عن حبة القمح، و هل هذه النسبة تستحق تكلفة الفصل للاستخدام في تصنيع الدواء، هذا ما يرصده التحقيق التالي:

"الارجوت المعالج"

في البداية قال الدكتور محمد أبو القاسم، مدير إدارة الأبحاث والتطوير بشركة سبأ للأدوية، إن فكرة استخلاص المادة العلاجية "الارجوتامين" من فطر"الإرجوت" فكرة استثمارية، تهدف لتحويل الإرجوت السام إلى دواء يعالج الأمراض، كما أنه يستخدم بالفعل في كثير من الأدوية وذلك لتحقيق الاستفادة من الكميات التي تحملها شحنات القمح المستوردة من الخارج، لافتًا إلى أن فطر الإرجوت يحمل العديد من المركبات الكيميائية القلويدية والتي تدخل في تصنيع الدواء بنسب معينة.

وأوضح "أبو القاسم" في تصريح خــاص لـ"صدى البلد"، أن فطر الإرجوت يعالج آلام الصداع النصفي ومسكن لآلام الجهاز العصبي ويستخدم ايضا كمسهل للولادة، مشيرًا إلى أن المكونات المهمة في فطر الإرجوت والتي يرجع لها التأثير الدوائي هي القلويدات وأهم تلك القلويدات ارجومترين وارجوتامين Ergotamine وارجوزين Ergosine وارجوكورنين Ergocornine وارجوكرستين Ergoceistine والأرجوكربتين .Ergorypine وارجوتينين Ergotinine وتشتق هذه من قلويدت الإرجوت.

وأكد أن استخدام جرعات كبيرة عن الحد المسموح به تؤدي إلى الإصابة بالأمراض كتشنجات عصبية والإجهاض والفشل الكلوي والكبدي.
"
قال الدكتور محمد نوفل، رئيس الإدارة المركزية للبحوث والمياه والبيئة الأسبق، إن فطر الارجوت الموجود بشحنات القمح المستوردة يمكن الاستفادة منه بشكل كبير في مجال صناعة الأدوية بعدما كان ينظر إليه بأنه الخطر الداهم.

"2 مليون قرص"

وأوضح" نوفل" في تصريح خـاص لـ"صدى البلد"، أن الاستفادة من هذا الفطر الموجود بشحنات القمح المستوردة تتحقق بفصله عن حبوب القمح والافضل أن يتم ذلك فى بلد المنشأ ويترتب علي ذلك زيادة في السعر من 10 إلي 50 دولارا للطن أو أن يتم الفصل داخل مصر بإستخدام طريقة إختلاف الكثافة في المحلول الملحي ، حيث تطفوا الأجسام الحجرية لفطر الإرجوت وبالتالي تجميعها والإستفادة منها محليآ بل وتصديرها للخارج.

وأشار إلى أن هذا الفطر يحتوي علي أكثر من 0.5 % من "قلويد الإرجوتامين" الذي يستخدم طبيآ لعلاج العديد من الأمراض، حيث يصل سعر قرص "طرطرات الإرجوتامين" 2 ميللى جرام" من المادة الفعالة الي حوالي 1 دولار ، فالإرجوتامين مضاد للإلتهابات وخاصة إلتهاب المثانة المزمنة ، ويستخدم في مساعدة مرضي السرطان في تحمل العلاج الإشعاعي، وتجاريآ تتواجد أقراص Ergomar 2 ميللجرام تستخدم تحت اللسان لعلاج حالات الصداع الحاد بجرعة قصوي 6 مللى جرام يوم لمدة لا تزيد عن 6 اشهر وهذا الدور يقع شركات الأدوية المصرية والتى لابد أن يكون لها دور قوى وفعال لصالح صحة المصريين.

وأضاف "نوفل"،أن كل طن من الاجسام الحجرية "فطر الارجوت" تحتوي علي حوالي 5 كجم من قلويد الارجوتامين الذي يصنع في صورة أقراص 2مللي جرام أي أن 5 كجم من الارجوتامين تنتج أكثر من 2 مليون قرص.

وأشار إلي أن نسبة قلويد الإرجوتامين الموجودة في الأجسام الحجرية لفطر الإرجوت يتراوح من 0.08 % إلي 0.5 % وتتوقف تلك النسبة علي صنف الفطر والظروف المناخية والجغرافية لمنطقة الزراعة وأنها لا تتأثر بالحرارة الناتجة من خبز العجين ويوجد 40 نوعا من قلويدات الإرجوتامين منها الإرجوكورتين والإرجوتامين والإرجوزين وأن كمية الفطر الممكن تواجدها في النظام الغذائي للإنسان يجب أن تكون أقل من 0.1 % وأقل من 100 جزء في المليون من قلويد الإرجوتامين ،موضحًا أن هيئة حماية الطعام الأوروبية قد حددت (EFSA) التركيزات التي يمكن أن يتحملها الإنسان من قلويدات الإرجوتامين وهي 0.6 ميكروجرام/ كيلوجرام وزن جسم /يوميآ ، و 1.0 ميكروجرام / كيلوجرام وزن جسم يوميآ كجرعة مرجعية يجب عدم تجاوزها بينما حددت اللجنة العلمية بالبرلمان الأوروبي التركيز المسموح به من الأجسام الحجرية لفطر الإرجوت في الحبوب غير المصنعة وهو 5 جرام /كيلو جرام حبوب.

وأكد"نوفل" أن تقرير منظمة الزراعة والأغذية ( FAO ) الصادر في شهر مارس الماضي يؤكد ان الفرد في دول الإتحاد الأوروبي (وزن 90 كيلوجراما ) يتناول يوميآ 54 ميكروجراما قلويد الإرجوتامين ( حد الأمان ) بينما الفرد في مصر (وزن 90 كيلوجراما ) يتناول يوميآ 7125 ميكروجراما قلويد الإرجوتامين اي حوالي 130 ضعفا وبالتالي أصبح هناك ضرورة ملحة لإيجاد حل لهذه المشكلة التي تتعلق بصحة المواطن المصري دون التآثير علي العلاقات الدولية السياسية والإقتصادية وذلك عن طريق توفير إحتياج المصريين المستحقين للدعم من القمح المحلي الذي يكفي في حالة زراعة 3 ملايين فدان ، وباقي إحتياج الدولة من القمح اللازم لمصانع المكرونة والحلويات والعيش الفاخر وباقي أنواع المخبوزات.

"4 محطات فصل"

ففي هذا السياق، أكد الدكتور علي إبراهيم، استشاري وخبير التنمية الزراعية، وأمين عام المجلس القومي للفلاحين، أن مصر تمتتلك تقنية فصل فطر الإرجوت عن القمح، وهو ما يمكن اللجوء له بعد موافقة مصر على استيراد القمح المصاب بفطر الإرجوت بالنسبة المسموح بها من هيئات الصحة العالمية، لافتًا إلى أن القرار كان به بعدًا سياسيا يتمثل في الإبقاء على علاقتنا بروسيا.

وعن آلية الفصل قال "إبراهيم": تتم عملية غربلة وتصفية القمح على مراحل للتخلص من فطر الأرجوت، تصل تكلفة الطن زيادة عن ثمنه من 40-80 دولارا لفصل الفطر، ولدينا 4 محطات تنقية وغربلة تابعة للهيئة الزراعية، نستطيع من خلالها الوصول إلى صفر إرجوت في القمح.

وأضاف أن الفطر لن يكون له استعمال إيجابي بعد فصله، لأن الناتج منه عبارة عن سموم، ولكن الاعتراض على استيراد القمح المصاب هو ألا يصيب الأراضي الزراعية الخالية من الأمراض، لافتا إلى أن العلم لم يقف عند حد ويمكن الاستفادة من الفطر مستقبلا.

لن تكون مجدية

فيما، علق الدكتور أحمد الخطيب، أستاذ السياسة الزراعية وتقييم المشروعات بمركز البحوث الزراعية، على فكرة استخلاص فطر الأرجوت من القمح الروسي واستخدامه في الصناعات الدوائية لتحقيق عائد مادي، قائلا: الاقتراح فنيا صحيح لأن السموم سواء الزراعية أو الصناعية تدخل في الصناعات الدوائية، لكن في هذه الحالة لن تكون مجدية.

وقال "الخطيب": نسبة الأرجوت ضئيلة جدا تتراوح بين 5% إلى 8% وهذه النسبة تكلفة استخراجها عالية جدا دون ان تحقق أي عائد مادي، ولكي تحقق هذا العائد يجب أن تصل إلى 20-30%، إلى جانب أننا ليس لدينا تقنية استخراج الفطر أثناء عملية الغربلة.

وأوضح أن العامل الاقتصادي هو المتحكم في إمكانية استخلاص الفطر، وعملية استخلاصة مكلفة جدا وإلا كانت أمريكا وروسيا قاموا بتوفير تقنية فصله والاستفادة منه بدلا من إرفاقه مع القمح.