الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد تحريم السلفيين الاحتفال بالهجرة النبوية.. الإفتاء: غلاظ القلب وجفاء الطبع.. والأوقاف: يتاجرون بالدين.. والبحوث: فتواهم «شو إعلامي»

صدى البلد

داعية سلفي:
الاحتفال بالعالم الهجري بدعة وحرام شرعا
الإفتاء:
الاحتفال جائز شرعًا والعلماء لا يجتمعون على ضلالة
البحوث الإسلامية:
لا يوجد دليل على تحريم الاحتفال بهجرة الرسول


يحتفل المسلمون بالعام الهجري الجديد 1438، وأثارت فتوى السلفيين بتحريم ذلك، استياء كبيرًا من الجميع، حيث أفتى الشيخ محمود لطفى عامر، الداعية السلفى، بتحريم الاحتفالات.

واعتبر «لطفي» ما تقوم به الطرق الصوفية أباطيل ما أنزل الله بها من سلطان، وتخالف صحيح الدين، مضيفًا: "يكثر الناس الحديث المكرر كل عام أو كل شهر أو كل أسبوع عن أعياد ما أنزل الله بها من سلطان"، مشيرًا إلى أن الأعياد من شعائر الإسلام ولا شعيرة إلا بنص، وبالتالى لا عيد ولا احتفال باسم الإسلام إلا فى عيدين اثنين لا ثالث لهما، وهما عيد الفطر وعيد الأضحى"، موضحًا أى عيد تحت باسم الدين غير الفطر والأضحى من البدع المنكرة والجهالات التى وفدت إلينا من أهل الكتاب والأمم الكافرة.

وأضاف الداعية السلفى: «أى زعم غير ذلك هو جهل وابتداع فى الدين، مستشهدًا بعدد من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والتى منها "كل بدعة ضلالة"، وقوله أيضا، "ومن أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"، قائلا، "لقد أتم الله علينا الدين وحفظه، فمن ادعى أعيادا غير الفطر والأضحى فقد كذّب آية «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا».

وعلق الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، قائلًا: إنه لا يوجد دليل شرعي من الكتاب أو السنة النبوية يحرم الاحتفال بالعام الهجري الجديد.

وأضاف «الجندي» لـ«صدى البلد»، أن هدف السلفيين من إصدار مثل هذه الفتاوى هو إثبات أنهم موجودون على الساحة وداخل العمل العام والتأثير على الرأي العام، لافتًا إلى أنهم ينصبون من أنفسهم هيئة فتوى موازية لدار الإفتاء المصرية.

بدوره، أكد الدكتور مجدي عاشور، المُستشار العلمي لمُفتي الجمهورية، أن ليس كل ما تركه النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفعله المسلمون يكون بدعة إلا إذا كان تركه بقصد، فهنا يجب ألا نفعلها، موضحًا أن الاحتفال بمولد النبي أو بقدوم العام الهجري الجديد أو الإسراء والمعراج ليس بدعة، كما يقول المتطرفون.

وأشار «عاشور» إلى أن الاحتفال بالعام الهجري جائز شرعًا، ويستحب أن يكون الاحتفالُ مليئًا بالذكر، فالرسول -صلى الله عليه وسلم- أمرنا بالاحتفال، ولكن ليس بطريقة مباشرة، فعن جرير بن عبد الله البجلي -رضي الله عنه- أن رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: «مَنْ سَنَّ سُنَّةَ خَيْرٍ فَاتُّبِعَ عَلَيْهَا فَلَهُ أَجْرُهُ وَمِثْلُ أُجُورِ مَنْ اتَّبَعَهُ غَيْرَ مَنْقُوصٍ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا وَمَنْ سَنَّ سُنَّةَ شَرٍّ فَاتُّبِعَ عَلَيْهَا كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهُ وَمِثْلُ أَوْزَارِ مَنْ اتَّبَعَهُ غَيْرَ مَنْقُوصٍ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئًا» رواه الترمذي رقم 2675، وقال تعالى: «وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّهِ» إبراهيم الآية 5.

وأوضح مستشار المفتي، أن الاحتفال قد يخرج من دائرة الإباحة إلى دائرة الاستحباب، لأن ما يتم في الاحتفالات ليست منكرًا، فقد تكون جلسة علم عن الهجرة والدروس المستفادة منها أو حلقة ذكر لله تعالى أو حلقة شرح للسيرة النبوية أي أنها أعمال مُحمودة شرعًا، وليست منكرة، فبالتالي أصبحت بدعة حسنة كالتي قال عنها النبي -صلى الله عليه وسلم-.

وحذر من أن مشكلة الجماعة السلفية أنهم يعتقدون أنهم فقط هم أهل الطاعة، أما باقي الناس فأهل معصية، مشدد على أن هذه المشكلة سببها حب «الأنا» والنفس، منوها بأن المتشددين غلاظ القلب وجفاء الطبع».

ونوه مستشار المفتي بأن الاحتفال بالعام الهجري الجديد يقوم به جميع علماء الأمة الإسلامية وهذا ينطبق على قول النبي -صلى الله عليه وسلم : «لَا تَجْتَمِع أُمَّتِي عَلَى ضَلَالَة» رواه ابن ماجه، والطبراني.

من جانبه، وصف الشيخ جابر طايع، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، الداعين لتحريم الاحتفال بذكرى الهجرة بأنهم لا يفهمون شيئا في صحيح الدين.

ونبه الشيخ جابر طايع، على أن الذين لا يريدوننا أن نحتفل بمثل هذا الاحتفالات يريدون تسطيح معاني الدين وقيمة الأصيلة الثابتة الراسخة فى نفوس المسلمين، مشيرًا إلى أن مصر تحتفل بالهجرة منذ مئات السنين وغيرها من المناسبات الدينية الأخرى، كما أن شيخ الأزهر يحضر بنفسه مثل هذه الاحتفالات.

وفي السياق نفسه، أكد الدكتور عبد الناصر نسيم، وكيل أوقاف الإسكندرية، أن المسلمين يحتفلون بهجرة النبى محمد -صلى الله عليه وسلم- رغم أنف الحاقدين والمتطرفين وتجار الدين بمصر أصحاب الفتاوى الشاذة، الذين يحرمون الاحتفال بهجرته التى تُعد نقطة فاصلة فى تاريخ البشرية أجمعها.

وتساءل وكيل أوقاف الإسكندرية «كيف لا نحتفل بهجرة أشرف الخلق» حيث إن هجرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - للمدينة بها دروس مُستفادة وعبرة ودرس للمسلمين لتقتدى بها الأمة الإسلامية.