الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«صدى البلد» يبرز الدور العربي في نصر أكتوبر 1973.. حظر النفط وإرسال قوات وأسلحة لمصر وسوريا يتصدران الجهود

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

على الرغم من مرور 43 عامًا على حرب أكتوبر من العام 1973، لا يزال النقاش داخل الدولة العبرية دائرًا وبحدة كبيرة حول الإخفاق الكبير الذي مُنيت به الأجهزة الأمنية في إسرائيل والتي كانت على اعتقاد بأن مصر وسوريا لن تشنا الحرب ضد دولة الاحتلال.

وساهمت الدول العربية بعد توحدها، في المساعدة في تحقيق نصر أكتوبر 1973 وذلك بعد حرب يونيو 1967، الأمر الذي دفع القيادة الإسرائيلية إلى البحث عن سلام دائم مع مصر باعتبارها القوة الكبرى في حرب أكتوبر.

الدور المصري والسوري في حرب أكتوبر

تعد مصر وسوريا نواة الانتصار في حرب أكتوبر حيث شاركت بقوة على الأرض لتحقيق هذا النصر وإرباك جيش العدو خلال الساعات الأولى للحرب.

الجبهة المصرية

حشدت مصر مئات الآلاف في القوات البرية والجوية والبحرية، وتألفت التشكيلات الأساسية للقوات البرية من الجيش الثاني الميداني والجيش الثالث الميداني وقطاع بورسعيد «تابع للجيش الثاني» وقيادة البحر الأحمر العسكرية.

وتألفت القوات البرية المصرية من 10 ألوية مدرعة و8 ألوية ميكانيكية و19 لواء مشاة و3 ألوية مظليين وكانت خطة الهجوم المصرية تعتمد على دفع الجيشين الثاني والثالث لاقتحام خط بارليف في 5 نقاط واحتلال رؤوس كباري بعمق من 10-12 كم المؤمنة من قبل مظلة الدفاع الجوي، وفرضت القوات البحرية المصرية حصارا بحريا على إسرائيل عبر إغلاق مضيق باب المندب بوجه الملاحة الإسرائيلية.

الجبهة السورية

اندلعت في هضبة الجولان بين سورية وإسرائيل في 6 أكتوبر 1973 بالتزامن مع الهجوم المتفق عليه بين سوريا ومصر، قام الطيران السوري في تمام الساعة 13:58 من يوم 6 أكتوبر بقصف مواقع الجيش الإسرائيلي في الجولان شارك في الهجوم قرابة الـ 100 طائرة مقاتلة سورية، كما فتحت ألف فوهة نيران مدافعها لمدة ساعة ونصف الساعة لتنطلق وحدات وقطاعات الجيش السوري عبر الجولان مخترقة خط آلون الدفاعي وصولًا إلى مشارف بحيرة طبرية مكبدة القوات الإسرائيلية خسائر فادحة.

دور المملكة العربية السعودية

في أعقاب حرب أكتوبر، أعلنت الدول العربية بقيادة المملكة العربية السعودية حظرًا على النفط يستهدف الولايات المتحدة وهولندا خاصةً بسبب دعمهما لإسرائيل، وجرى تخفيض إنتاج النفط، فقفزت أسعار النفط من 3 دولارات إلى 11 دولارًا للبرميل بسبب الاندفاع إلى تخزين النفط إضافةً إلى النقص الفعلي، وكان النفط المباع إلى البلدان الأوروبية يأخذ طريقه في النهاية إلى الولايات المتحدة وهولندا، لكن خطوط الإمداد بالمحروقات صارت طويلة وصارت الأسعار تزداد من يومٍ لآخر، استمر هذا الحظر حتى مارس 1974.

ففور نشوب الحرب قامت المملكة العربية السعودية بإنشاء جسر جوي إلى الجبهة السورية، وتألفت القوات السعودية في سورية من لواء الملك عبد العزيز الميكانيكي، فوج مدفعية ميدان، فوج المظلات2 بطارية مدفعية، بطارية مضادة للطائرات، سرية بندقية، سرية بندقية، سرية إشارة، سرية سد الملاك، سرية هاون، فصيلة صيانة مدرعات، وحدة بوليس حربي.

الدور الجزائري

في عام 1973 طلب الرئيس الجزائري السابق هوارى بومدين من الاتحاد السوفيتي شراء طائرات وأسلحة لإرسالها إلى المصريين، وباشر الرئيس الجزائري اتصالاته مع السوفيت لكنهم طلبوا مبالغ ضخمة فما كان من الرئيس الجزائري إلا أن أعطاهم شيكا فارغا وقال لهم «أكتبوا المبلغ الذي تريدونه».

وهكذا تم شراء الطائرات والعتاد اللازم ومن ثم إرساله إلى مصر، وأرسلت الجزائر لواء مدرع وآخر مشاة، وصلوا بعد نشوب الحرب في 6 أكتوبر 1973، كما شاركت بما مجموعه 3000 جندي، 96 دبابة، 22 طائرة حربية من أنواع سوخوي وميراج. كما أشرف الرئيس الجزائري هواري بومدين بنفسه على شحن أسلحة سوفيتية إلى مصر.

الدور العراقي

أرسلت العراق إلى مصر سربين «هوكر هنتر» تواجدا قبل بدء الحرب وأرسلت إلى الجبهة السورية فرقتين مدرعتين و 3 ألوية مشاة وعدة أسراب طائرات وبلغت مشاركة العراق العسكرية على النحو التالي: «30 ألف جندي ، 250-500 دبابة، 500 مدرعة، سربين من طائرات ميج 21، 3 أسراب من طائرات سوخوي 17» على الجبهة السورية.

دور ليبيا

أرسلت ليبيا لواء مدرع إلى مصر، وسربين من الطائرات سرب يقوده مصريون وآخر يقوده ليبيون.

دور الأردن

شاركت القوات الأردنية في الحرب علي الجبهة السورية بإرسال اللواء المدرع 40 واللواء المدرع 90 إلى الجبهة السورية.

وكانت القيادة الأردنية قد وضعت الجيش درجة الاستعداد القصوى اعتبارًا من الساعة 15:00 من يوم 6 أكتوبر عام 1973 وصدرت الأوامر لجميع الوحدات والتشكيلات بأخذ مواقعها حسب خطة الدفاع المقررة وكان على القوات الأردنية أن تؤمن الحماية ضد أي اختراق للقوات الإسرائيلية للجبهة الأردنية والالتفاف على القوات السورية من الخلف.

كما كان عليها الاستعداد للتحرك إلى الأراضي السورية أو التعرض غرب النهر لاستعادة الأراضي المحتلة في حال استعادة الجولان وسيناء من قبل القوات السورية والمصرية، وقد أدت هذه الإجراءات إلى مشاغلة القوات الإسرائيلية حيث أن الجبهة الأردنية تعد من أخطر الجبهات وأقربها إلى العمق الإسرائيلي هذا الأمر دفع إسرائيل إلى الإبقاء على جانب من قواتها تحسبًا لتطور الموقف على الواجهة الأردنية.

ونظرًا لتدهور الموقف على الواجهة السورية فقد تحرك اللواء المدرع 40 الأردني إلى الجبهة السورية فاكتمل وصوله يوم 14 أكتوبر عام 1973 وخاض أول معاركه يوم 16 أكتوبر حيث وضع تحت إمرة الفرقة المدرعة 13 العراقية فعمل إلى جانب الألوية العراقية وأجبر اللواء المدرع 40 القوات الإسرائيلية على التراجع 10 كم.

دور المغرب

كان لدى المملكة المغربية لواء مشاة في الجمهورية العربية السورية تعرف بـ «التجريدة المغربية» قد وضع اللواء المغربي في الجولان وشارك في حرب أكتوبر.

دور السودان

كانت من طليعة الدول التي كانت تساند مصر فهي التي نظمت مؤتمر الخرطوم الذي أعلن من خلاله الشعارات الثلاثة «لا صلح لا اعتراف لا تفاوض»، وعندما اشتدت الغارات الصهيونية داخل العمق المصري لم تتردد السودان في نقل الكليات العسكرية إلى أراضيها كما أرسلت فرقة مشاة علي الجبهة المصرية.

دور الكويت

في الجبهة السورية


أرسلت لواء مؤلفا من كتيبة دبابات وكتيبة مشاة وسريتي مدفعية وسرية مغاوير وسرية دفاع جوي وباقي التشكيلات الإدارية.

في الجبهة المصرية

أرسلت كتيبة مشاة متواجدة قبل الحرب وسرب طائرات «هوكر هنتر» مكون من 5 طائرات هنتر وطائرتي نقل من طراز سي-130 هيركوليز لنقل الذخيرة وقطع الغيار، وصلت الطائرات آخر أيام الحرب وبقي في مصر حتى منتصف 1974.

دور تونس

أرسلت تونس كتيبة مشاة إلى الجبهة المصرية.

المقاومة الفلسطينية

كانت قوات المقاومة عند اندلاع الحرب موزعة على الجبهات العربية المتاخمة لفلسطين حيث قامت بالعمل خلف خطوط العدو وذلك بنصب الاكمنة وزرع الألغام تنفيذ الغارات على تجمع العدو قذف تجمعات القوات الصهيونية حيث نجحت في تدمير جهاز الرادار في جبل «الجرمق» شمال فلسطين والسيطرة على معسكر «الخلصية» ومطار «البصة».

كما كانت ضمن قوات الكوماندوز السوري التي أسقطت على «جبل الشيخ»،وكانت قوات المقاومة على الجبهة المصرية تحت قيادة الجيش الثالث حيث وكل إليها الدفاع عن الضفة الغربية للبحيرات المرة بين كبريت وكسفريت كما شاركت في الدفاع عن مدينة السويس كما شهد لهم قائد الجيش الثالث بالبسالة وروح التضحية.

دور البحرين

فمع اندلاع حرب أكتوبر شهدت شوارع البحرين اجتماعات ولقاءات شعبية للتبرع بالأموال والمعونات العينية والتبرع بالدم لمساندة الجيش المصري كما أعلنت حكومة البحرين وقف تصدير البترول للولايات المتحدة الأمريكية».

دور الإمارات العربية المتحدة

كان للشيخ زايد أروع المواقف وأنبلها حيث طلب من سفير الإمارات في لندن بحجز جميع غرف العمليات الحرجة المتنقلة وشراء هذا النوع من كل دول أوروبا ليعالج فيها الجنود المصريين والسوريين والفلسطينيين وتقديم كافة التسهيلات لرجال الإعلام الذين يريدون السفر إلى الجبهة المصرية والسورية.

وعندما حصل نقص في الأسلحة فقام باقتراض مليار دولار من البنك الدولي وتحويلها للاتحاد السوفيتي تحت حساب الأسلحة التي تحتاجها مصر وسوريا للحرب.