الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اللواء أحمد عبد النبي لـ«صدى البلد»: الكفاءة القتالية للقوات المسلحة حاليا مستمدة من نصر أكتوبر العظيم

صدى البلد

في السادس من أكتوبر من كل عام، تحتفل مصر بذكرى نصر أكتوبر وتحرير «أرض الفيروز» سيناء، من الاحتلال الإسرائيلي فقد تم تحرير الأرض والتي خاضت مصر العديد من الحروب على مر التاريخ للمحافظة عليها ، واكتمل التحرير بعودة طابا عام 1988 ، حيث قامت دولة الاحتلال الإسرائيلي في احتلال سيناء كاملة بعد حرب يونيو عام 1967، ومن بعدها، انطلق الكفاح المسلح بين الجيش والشعب في حرب الاستنزاف، وانتهت الملحمة الكبرى في نصر أكتوبر 1973.

وتتميز سيناء بمكانتها الجغرافية وتاريخها الواسع، فلقد ضحى من أجلها آلاف المصريين لكي يحافظوا على أغلى بقعة في الوطن، ينظر إليها العدو بنظرة «المفترس»، نظرًا لموقعها الجغرافي والاستراتيجي، حيث إنها المفتاح لموقع مصر العبقري في قلب العالم بقارته وحضارته، هي محور الاتصال بين أسيا و أفريقيا بين الشرق والغرب.

والمعروف عن سيناء أنها البوابة الشرقية لمصر، وحصن الدفاع الأول عن أمن مصر وترابها الوطني، وهي الآن البيئة الثرية بكل مقومات الجمال والطبيعة والحياة برمالها الذهبية وجبالها الشامخة وشواطئها الساحرة ووديانها الخضراء وكنوز الجمال والثروة تحت بحارها، و في باطن أرضها من «نفط و معادن»، فهي التاريخ العريق الذي سطرته بطولات المصريين و تضحياتهم الكبرى لحماية هذه الأرض.

وفي إطار مرور الذكرى الـ 43 عام علي ذكرى نصر أكتوبر، قام موقع قام موقع «صدى البلد» بإجراء حوار مع اللواء أركان حرب أحمد يوسف عبد النبي، مدير أكاديمية ناصر العسكرية العليا السابق، كما أنه كان عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة والذي تولي لفترة حكم البلاد أثناء ثورة 25 يناير وإلي نص الحوار:

في ذكرى نصر أكتوبر سيناء .. حدثنا عن ذكرياتك أثناء النصر العظيم ؟

قال: «تخرجت من الكلية الحربية في الأول من يناير عام 1976، وكنت أتابع أنا وزملائي حرب أكتوبر بشغف وحماس، وبعد تخرجنا، قمنا بدراسة الدروس المستفادة من نصر أكتوبر73، ولم يتوقف الأمر علي ذلك فقط، لكن تم عقد لقاءات بين القادرة والذين شاركوا في الحرب وبين الذين لم يشاركوا في الحرب حتى يتم تعظيم الدروس المستفادة، وكانت سبب رئيسي في رفع الكفاءة الفنية والقتالية للقوات المسلحة حتى الآن».

وتابع: «بعد انتهاء الحرب، حدثت حالة من حالات التواصل الفكري بين القادة الذين شاركوا في حرب أكتوبر وبين الذين لم يشاركوا في الحرب، وقاموا بإعطاء خبرتهم في الحروب والمعارك التي خاضتها مصر مع إسرائيل، والدروس المستفادة، كما أن تلك اللقاءات مستمرة حتى الآن».

حدثنا عن الأهمية الإستراتيجية لسيناء؟

قال: «وتقع شبه جزيرة سيناء في الجزء الشمالي الشرقي من أرض مصر، على شكل مثلث رأسه إلى الجنوب وقاعدته إلى الشمال يحده من الشرق خليج العقبة ومن الغرب خليج السويس، وإلي الشمال من هذا المثلث يكون الجزء الباقي علي هيئة متوازي أضلاع حده الشمالي ساحل البحر الأبيض المتوسط وحده الجنوبي هو الخط الفاصل الذي يصل بين رأس خليج العقبة ورأس خليج السويس، وحده الشرقي خط الحدود السياسية لمصر، وحده الغربي قناة السويس، وتبلغ مساحة شبه جزيرة سيناء نحو 61 ألف كيلو متر» .

تولي القيادة السياسية حاليا الاهتمام بتنمية شبه جزيرة سيناء ومحور قناة السويس كيف ترى ذلك؟

شدد: «إن سيناء بمقوماتها الطبيعية ومواردها الزراعية والصناعية والتعدينية والسياحية، هي ركن من أركان إستراتيجية مصر الطموحة للخروج من الوادي الضيق حول وادي النيل، بالإضافة إلي أن سيناء تمثل محورا أساسيًا من محاور هذه الإستراتيجية التنموية طويلة الأمد، بالإضافة إلى كونها جزءًا من مشروع تنمية قناة السويس الذي يحتضن أكبر عدد من مشروعات مصر العملاقة في غرب خليج السويس والعين السحنة وفي شرق بورسعيد وفي القناة نفسها التي ستظل شريانًا حيويًا من شرايين الاقتصاد و التجارة الدوليين».

وتابع: «إن المشاريع الكبرى التي تنفذ حاليا في سيناء وربطها بالوادي كالأنفاق التي تشيد في الإسماعيلية وبورسعيد، بالإضافة إلي شبكة الطرق التي تنفذ في شمال ووسط سيناء، كما أن هناك مطار "المليز" الذي سيستخدم كمطار مدني، كل هذ يصب في عملية التنمية علي أرض الفيروز، وتقوم الدولة بإنشاء المدن السكنية الجديدة وتوفير فرص عمل بالإضافة إلي إنشاء مشاريع في شمال ووسط وجنوب سيناء لخدمة أهالي سيناء».

وأكمل: «كما تقوم الدولة بإنشاء المدارس حاليا والمستقيات والجامعات، بالإضافة إلي إنشاء المناطق الصناعية والاستثمارية واستصلاح الأراضي من أجل الزراعة، وتوصيل المرافق وإنشاء مجتمعات عمرانية، وما تشهده سيناء حاليا من تنمية، يثير بوتيرة وسرعة كبيرة، من أجل تقديم الحياة الكريمة للمواطن السيناوي».

كيف ترى الأوضاع في سيناء الآن من الناحية الأمنية؟

قال: «القوات المسلحة والشرطة لا تواجه قوات نظامية، بل تواجه عناصر إرهابية تقوم بعمليات "غير نمطية"، وذلك يتطلب وقت وإمكانيات من اجل القضاء عليها، وما حققته قوات الأمن خلال العامين الماضيين، نجح في ضرب البنية الأساسية والرئيسية للعناصر الإرهابية الموجودة في بعض المناطق بشمال سيناء، بالإضافة إلي أن تلك العناصر الإرهابية تستخدم المواطنين والمدنين كـ "دروع بشرية لهم"، وهو ما أدى إلي إطالة المواجهات مع تلك العناصر الإرهابية من أجل الحفاظ علي حياة المواطنين».

وتابع: «الإرهاب له مكونات رئيسية وهي"أفراد – فكر متطرف – إمدادات مختلفة"، فالعنصر الأول وهو "الأفراد" يتم مواجهته حاليا أمنيا، أما العنصر الثاني وهو "فكر المتطرف" فيجب أن يوجه بفكر مقابل سواء كان من المؤسسة الدينية أو من خلال منظومة تعليمية وثقافية وزيادة وعي، أما العنصر الثالث وهو "الإمدادات المختلفة" وهي قطع الإمدادات اللوجستية من سلاح ومتفجرات وأجهزة للعناصر الإرهابية».

وأكمل: «هناك قوى دولية لا تريد الاستقرار لمصر ولا تريد التنمية الحقيقية لمصر، ويجب علي الشعب المصري أن يعلم حجم التحديات التي تواجه الأمن القومي المصري، في ظل أوضاع غير مستقرة في الشرق الأوسط».

كلمة توجها لرجال القوات المسلحة والشرطة الذين يواجهون الإرهاب والدفاع عن مصر؟

قال: «تحية لرجال القوات المسلحة والشرطة علي ما يقدمونه من فداء لأرواحهم في الدفاع عن أرضهم وفي مواجهتهم للعناصر الإرهابية والإجرامية، كما أوجه تحية للشهداء الذي استشهدوا من أجل الدفاع عن مصر وحماية شعبها».