الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مقاتل بحرب أكتوبر يروي تفاصيل اللحظات الحرجة لـ"صدى البلد".. لا أزال أتذكر شهداء الخندق.. ويؤكد: السيسي قادر على العبور بمصر من أزماتها

صدى البلد

مقاتل بحرب أكتوبر يروي تفاصيل اللحظات الحرجة لـ"صدى البلد":
- لا أزال أتذكر زملائي شهداء الخندق
- لا أكتفي برصاصة واحدة في القصاص من الجنود الصهاينة
- السيسي قادر على العبور بمصر من أزماتها
- اكتشفت أن سلاحنا الجوي أقوى من أجهزة العدو


حرب أكتوبر المجيدة هي حرب العزة والكرامة واسترداد الأرض والعرض، لا تزال ذكرياتها عالقة في الأذهان ولن تمحي أصوات المدافع وقذائف الطائرات وهتافات التكبير من أذني.. هكذا بدا محمد حسوبة 65 عاما مدير عام بالتربية والتعليم بالمعاش وأحد ابطال حرب الكتوبر المجيدة حديثه لـ"صدى البلد".

وروى حسوبة قصته في فترة الحرب قائلا: "كنت جندي في سلاح المشاة اخدم بلادي في تادية الخدمة العسكرية التي تعد شرفا لأي شاب أن يقف علي حدود بلاده لحمايتها والدفاع عن أرضها، ولكن هذه الفترة كانت تختلف بشكل كبير عن سابقها، فقد كانت البلاد مسلوبة الارض والعرض فارض سيناء الطاهرة كانت مغتصبة من قبل العدو الصهيوني الغاشم وكنا في اشد الحزن لعدم مقدرتنا علي استراداد أرضنا وحفظ كرامتنا وحفظ ماء وجهنا".

وتابع: "لكن اليأس لم يتسرب أبدا الي قلوبنا لأننا كجنود كنا نعلم أن هناك قيادة عسكربة حكيمة تتمثل في الزعيم البطل محمد أنور السادات والمجلس الحربي في ذلك الوقت وكنا نعلم ـأنه لابد من قدوم وقت نسترد فيه أرضنا ونحافظ علي كرامتنا، الي ان جاء السادس من اكتوبر الموافق العاشر من شهر رمضان الكريم وكنت في ذلك الوقت في فترة الراحة لأنني كنت اقف خدمة قبلها وفوجئنا برفع حالة الطوارئ في الكتيبة وهناك اوامر عليا لقائد الكتيبة باستعداد جميع الموجودين في المكان ورفع حالة الطوارئ".

واستطرد أحد أبطال حرب اكتوبر: "كان ذلك في ما يقارب الساعة العاشرة صباحا فاستعد كل من في المكان ولا نعلم لما كل هذه الطوارئ الي ان جائت الاوامر في الثانية ظهرا بعد ان أدينا صلاة الظهر وكنا علي صيام جميعا بإعطاء الرئيس السادات البدء للحرب وصدرت الاوامر بتحرك جميع من في المكان وكنت اخدم في منطقة السويس في هذا التوقيت وكنت في سلاح المشاة".

وأضاف قائلا: "بدأنا التحرك باتجاه القنال تحت غطاء جوي من الطائرات التي دكت حصون الاعداء وتحت إطلاق نيران مكثف من المدفعية التي افتقدت نيرانها العدو توازنه تماما وجعلته غير قادر علي مواجهة نيران المدفعية اوملاحقة صواريخ الطائرات التي تنزل علي حصون الاعداء كالنيران التي تحرق كل ما تقابله".

ولفت قائلا: "بعد وقت ليس بطويل جاءت الأوامر بعبور القناة في قوارب كانت شيدت عن طريق المهندسيين العسكريين وبدأنا العبور بصدور مفتوحة تتلقي الشهادة بطلقات العدو بنفوس راضية وكلها ثقة وايمان بالنصر وبدأ العدو يستعيد توازته بعض الشئ وبدأ اطلاق النيران تجاهنا اثناء عبورنا القناة ولكن رد فعلنا كان عكسيا وغير متوقع فكلمتا سقط منا شهيد زادنا اصرارا علي العبور".

وأضاف : "بدون سابق انذار أو اتفاق بيننا بدأ التكبير بيننا فكلمة لااله الا الله كانت تهز وجداننا ونشعر أنها تربك العدو واختلط صوت النيران بالتكبير فاشتعلنا حماسا وزادنا اصرارا وكان لي الشرف ان اكون من أول من عبروا القناة".

ونوه: "ثم بدأنا بعدها بالدخول في الاراضي التي احتلها العدو وشعرنا بقرب الانتصار بعد أن شاهدنا جثث العدو تملأ المكان ورائحة دمهم فاحت في الهواء وراينا حرق أسلحتهم ومعداتهم واكتشفنا تفوق سلاحنا الجوي بتكبيد العدو أشد الخسائر في اسلحتهم ، وكنا نرفع علم بلادنا فوق كل منطقة نسيطر عليها لإعلان سيطرتنا التامة علي المكان".

وقال : "من أشد المواقف التي لن أستطيع نسيانها حتي موتي اننا حل علينا الظلام فقمنا بالدخول لأحد الخنادق والتستر به من ظلمة الليل حتي تاتينا التعليمات ونعرف ما المطلوب منا وكان عددنا 8 جنود وفي منتصف الليل سمعنا صوت غارة جوية وفوجئنا بقذيفة نارية تسقط من الطائرة فوق الخندق فاستشهد كل من معي في الخندق وظللت مكاني حتي ذهبت الطائرة بعيدا وقمت برفع زملائي من تحت التراب جميعا واخذت الاسلحة التي كانت معهم وانا ابكي دما حزنا عليهم ولك هذه الواقعة جعلتني استشيط غضبا".

وأردف: "مع بزوغ الفجر بدأ تحرك القوات مرة أخري وبدات في التحرك معهم لاستكمال العبور ولكني كان الغيظ يقتلني وكنت لا أكتفي بطلقة واحدة لقتل اي جندي إسرائيلي أراه ولكن من كنت اراه منهم كنت اقذفه بحوالي خمس طلقات من شدة حزني علي اصدقائي".

واختتم حسونة حديثه قائلا: "اقول اني من أشد الفخورين بحضوري حرب أكتوبر المجيدة التي كان لابد منها لاسترداد عزتنا وكرامتنا، واود أن اقول لكل شاب مصري عليك بالعمل الجاد وفي اي مجال فبلدنا لن تبني ألا بكم فأنتم الآن رجالها ومهما كانت ظروف الحياة صعبة فلا بد من التحمل حتي نقدر علي العبور ببلادنا من هذا المأزق في ظل القيادة الحكيمة والواعية من الرئيس عبدالفتاح السيسي".