الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب بالدقهلية: الانتماء للوطن من أعظم صور التدين والعبادة

صدى البلد

أكد الشيخ نشأت زارع، إمام وخطيب مسجد سنفا بميت غمر، أن "الانتماء للوطن من أعظم صور التدين والعبادة، ونحن نتقرب إلى الله بالانتماء للوطن لأن حماية الوطن حماية للدين، وأنت لا تستطيع أن تقيم الدين فى لاوطن أو فى وطن مخرب، ورسولنا (صلى الله عليه وسلم) ضرب أروع مثل فى الوطنية وحب الوطن.

وقال "زارع"، خلال خطبة اليوم الموحدة بعنوان "الانتماء للوطن وفضل الشهادة فى سبيله"، إن الجميع يحتفل مع القوات المسلحة العظيمة بأعظم مناسبة وهى نصر أكتوبر 73 التى تذكرنا بمعانى التضحية والبطولة والشرف لفئة اصطفاها الله واختارها وميزها بهذه المكانة العظيمة أنهم شهداء الوطن والواجب والفداء، حيث قال الله عنهم "وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين" .

وأضاف "زارع": "رسولنا (صلى الله عليه وسلم) ضرب أروع مثل فى الوطنية وحب الوطن حينما خرج من مكة نظر إليها وقال: "ما أطيبك من بلدة وأحبك إليّ، ولولا أن قومك أخرجونى منك ما خرجت"، وهو الذى حرم النار على نفس باتت تحرس الوطن ((عينان لاتمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس فى سبيل الله))، إنها العين الساهرة لحماية الوطن من الأعداء، أعداء الخارج أو أعداء الداخل".

وأوضح أن "الجميع سوف يموت، ولكن هناك من يموت بشرف وتضحية لكى يحافظ على وطن ويرفع اسمه عاليا، وهناك إرهابى أيضا يموت فى سبيل جماعة وحزب الشيطان ليسقط وطن، فشتان بين هذا وذاك ويكفي الشهداء شرفا أنهم أحياء عند ربهم، فلا تنظروا بنظرة ضيقة إلى الموضوع لأن الله هو الذى قال "ولا تقولوا لمن يقتل فى سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون ".

وتابع: "القرآن الكريم صور لنا الشهادة في سبيل الله على أنها صفقة وتجارة بين طرف أول وطرف ثان وسلعة مقابل التنفيذ، فالطرف الأول هو الله، حيث قال فى كتابه الكريم إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون والطرف الثانى المؤمنون يقدمون أغلى ما يملكون، يقدمون النفس والمال والمقابل هو الجنة، وأن يكون على استعداد لأن يقتل أو يُقتل".

وأشار إلى أنه "لابد أن نبين شيئا مهما وهو هل الجهاد ضد أى إنسان على غير الإسلام يكون جهادا وفى سبيل الله؟ طبعا هذا كلام خاطئ لأن الإسلام يقرر أنه لا قتال إلا للدفاع، وأى كلام غير القرآن فهو مردود على صاحبه "وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين"، ثانيا الإسلام فى بضع آيات يقرر أنه لا إكراه فى الدين ويقول "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر".

وأكد "زارع" أن "أى عمل نافع للبشرية وعمارة الأرض، فهو فى سبيل الله وأى عمل فى محاربة الفقر والجهل والاستبداد والفساد، فهو فى سبيل الله، وأى عمل لتنوير العقول من الظلامية والمفاهيم المغلوطة فهو فى سبيل الله، وأى مكافحة ومواجهة أمراض وفيروسات الأوطان مثل العنصرية والطائفية والمذهبية والكراهية نحو الآخر، فهو فى سبيل الله ولو اعتدى عليك إنسان وعلى وطنك وعرضك ومالك حتى لو أخوك وقتلته فأنت فى سبيل الله فكما يقول النبي (صلى الله عليه وسلم) من قتل دون ماله فهو فى سبيل الله ومن قتل دون عرضه فهو فى سبيل الله".

وقال إن "الشهداء أنواع، فالمبطون شهيد والغريق شهيد والذى مات تحت الهدم شهيد، فاللهم ارحم شهداءنا الأبرار فى كل مجال واجمعهم مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا".

وأضاف: "لو كنا طبقنا مبدأ الولاء والبراء كما يقول الفكر السلفى، كان زمان خط بارليف كما هو لم يتحطم لأن اللواء البطل المهندس باقى زكى يوسف وهو مسيحى، عليه رحمة الله وأسكنه فسيح جناته، صاحب فكرة تدمير خط بارليف، تحية لهذا البطل فى يوم 6 أكتوبر وتحذير من فيروسات الفكر السلفى على الأوطان".

وأشار إلى أن "الانتماء للوطن ليس كلمات وليس باللسان ولكن له أمارات، والعبرة فيه بالعمل والإنتاج وتحصيل العلم النافع لنهضة الوطن وردع كل حاقد أو عميل أو مغيب، ولو أدى ذلك إلى بذل أغلى ما تملك لأن أغلى ما تملك بعد الإيمان بالله هو الوطن".

وتابع: "اسألوا الشعوب التى فقدت أوطانها فى غفلة من الزمن بسبب الصراع السياسي والغباء وهاجروا إلى بلاد الله يبحثون عن الأمن والأمان والسلم والسلام ولقمة العيش كم هى مؤلمة للنفس وشاقة على الإنسان أن يجبر على ترك وطنه بسبب صراع الثيران السياسي".