الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"الجارديان" : شركات السفريات البريطانية تنصب على الحجاج

صدى البلد

كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن تعرض الكثير من الحجاج البريطانيين الذين ذهبوا هذا العام إلى مكة لأداء فريضة الحج لعمليات خداع من شركات السفريات.

وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن الحج هو فريضة دينية على المسلمين، إلا أن الكثير من الحجاج البريطانيين حذروا بعد عودتهم من تعرضهم لعمليات خداع.

ومن بين هؤلاء الحجاج، طارق خان وعائلته الذين كانوا يعتبرون الحج إلى مكة بمثابة "رحلة العمر"، وعلى الرغم من أنهم دفعوا أكثرمن 16 آلف جنيه أسترليني، إلا أنهم وجدوا أنفسهم يتقاسمون غرفة النوم في الفندق مع غرباء، ومجبرين على استخدام حمامات ومطابخ قذرة.

وأشارت الصحيفة إلى أن العائلة، من ضاحية روشدل بمقاطعة مانشستر، كانت من بين فوج من الحجاج العائدين من مكة، الذين اشتكوا من أنهم تعرضوا لعملية خداع من واحدة من شركات السفر منزوعة الضمير التي تجعل من الجالية المسلمة في بريطانيا فريسة لها.

ولفتت الصحيفة إلى أن الحج إلى مكة يعتبر فريضة إلزامية ينبغي على جميع المسلمين القادرين جسديا وماديا على تأديتها مرة على الأقل في حياتهم، موضحة أن أكثر من 25 ألف مسلم بريطاني يتجه كل عام إلى السعودية لأداء فريضة الحج، وينفقون أكثر من 125 مليون جنيه استرليني، إذ يقوم الحجاج بتوفير الأموال على مدى سنوات من أجل تمويل هذه الرحلة التي تبلغ 3 أسابيع.

وأوضحت الصحيفة أن عائلة خان أنفقت 4 آلاف جنيه أسترليني للذهاب إلى السعودية الشهر الماضي، لكن على الرغم من الضمانات بأنهم سيحصلون على غرفة لأنفسهم، غير أنه بمجرد وصولهم، تعرضوا للانفصال على اساس الجنسين وأجبروا على مقاسمة الغرف القديمة مع غرباء، من بين ذلك مرحاض واحد متداع لثمانية أشخاص.

وعلق خالد برويز، الذي يدير هيئة الحجاج البريطانيين، وهي جمعية خيرية للتوعية بالحج، أن الكثير من الذين ينظمون رحلات الحج لا يأبهون بالمسافر ولا توفير الحماية لهم، كما أن السلطات لا تعطي اهتماما كبيرا لمعالجة هذه المشكلة.

وتابع برويز:" على الرغم من أن الرحلة تعتبر واحدة من النقاط الروحية المضيئة في حياة الحاج، إلا أن السفر والإقامة يثيران الرعب، وقد تمثل خطورة على حياة الحاج في كثيرا من الأحيان"، مشيرا إلى أن حالة الفنادق المزرية والصادمة، والحافلات المتهالكة واختيار رحلات طيران مرعبة ومزدحمة تستلزم الانتظار طويلا في المطارات الأجنبية، تعتبر حكايات شائعة للحجاج العائدين، فالأمر يتعدى أنهم تعرضوا للغش، إذ يمكن اعتبار ذلك بمثابة الفضيحة.

وأشار برويز إلى أن الكثير من الضحايا العائدين فشلوا في تقديم الشكوى، لأنهم في الغالب غير واعين بحقوقهم، إضافة إلى أن وكلاء السفر يتمكنون من إقناعهم بأن هذا هو حال "الرحلة الرخيصة السعر" إلى الحج.

وكشف تحقيق في 2015 أجرته مؤسسة "بيرمنجهام تريدينج ستاندردس"، على 182 شركة سفريات بريطانية إلى مكة أن 147 شركة منهم لا تزعن للتشريعات الموضوعة، وأن 129 منهم قد تلقت خطابات تحذير وإشعارات من السلطات، كما أوضح التحقيق أنه تم إتخاذ إجراء قانوني في 17 حالة.