الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"لا يمكن أن يحدث هنا".. رواية تنبأت بصعود ترامب عام 1935

صدى البلد

تنبأت رواية تعود إلى عام 1935 بصعود المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية المثير للجدل، دونالد ترامب.

وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن رواية "It Can’t Happen Here" أو "لا يمكن أن يحدث هنا"، للأديب الأمريكي سنكلير لويس، تنبأت بصعود شخصية جبانة تحصل على دعم المصوتين الغاضبين، بخطابات وطنية متعصبة، والترهيب من باقي الشعوب، ونشر المشاعر المعادية للمكسيكيين.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي يرى الكثير من الحالمين أن ما يحدث في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لا يمكن أن يمت للواقع بصلة، وأنه درب من الخيال، لا سيما مع المرشح دونالد ترامب المثير للجدل الذي يتسلق ويحصد الشعبية ببث الكراهية ضد الأخر، واستغلال مشاعر الخوف لدى الأمريكيين، فإن كاتب يدعى سينكلير لويس، جلس في عام 1935 ليكتب رواية خيالية ساخرة تتناول التطرف السياسي والإكتئاب الذي بات يسيطر على الأمريكيين، ونشرت هذه الرواية تحت عنوان خيالي "لا يمكن أن يحدث هنا"، لتحقق مبيعات واسعة تتعدى 300 آلف نسخة في 4 شهور فقط.

وفي الرواية، يحذر الكاتب من حدوث تدهور اقتصادي، ينتج عنه تخفيض الإنفاق الحكومي للمواطنين، ثم زيادة الضرائب، ومع الخوف من وقوع مسيرات شعبية، تخفض الحكومة من طبع العملة، الأمر الذي يقود الولايات المتحدة في النهاية إلى أعتاب كساد، مع تراجع التصنيع وتزايد نسبة البطالة.

وأمام هذا الوضع، تصبح الأرض خصبة، للأب تشارلز كوجلين وهوي لونج وويليام لاندولف هيرست، والمتعصبين الأخرين لنشر مشاعر التعصب.

وقبيل اندلاع الحرب العالمية الثانية، تتفق الرابطة الأمريكية الألمانية بإجراء مسيرة لدعم الرئيس النازي، أدولف هتلر، في حديقة ميدان ماديسون، في نيويورك بمشاركة 20 آلف شخص.

- ترامب في صورة "برازيليوس"

ومن هنا يبرز، بطل الرواية، وهو برازيليوس، السيناتور الأمريكي، الذي يحظى بشعبية كبيرة، ويفوز بالانتخابات الرئاسية عام 1936 بدعم من الملايين من المصوتين الغاضبين والفقراء.

يصور لويس بطله بأنه شخصية جاهلة ديماجوجية، تسعى لتغذية خطابات التعصب والإدعاء بقدرته على الإنجازات الكبيرة، وهو الأمر الذي يجعله "رمز" للآلاف من المواطنين.

ومن بين أبطال الرواية، الصحفي دورميوس جيسوب، الذي يحضر مسيرة حديقة ماديسون بنيويورك، لتغطيتها للصحيفة التي يعمل لصالحها، ليجد أن الخطابات التي يقدمها برازيليوس تحقق صدى واسع في قلوب الآلاف من الحاضرين، لكن حينما يحاول أن يكتب لصحيفته عن هذه المسيرة، يجد أنه لا يتذكر كلمة، وأن هذه الخطابات فارغة ولا تحمل أي موضوعية، وأنما هي أطنان من أكاذيب.

يتوصل الصحفي إلى حقيقة أن برازيليوس يقول للناس ما يريدوا أن يسمعوه، حتى وإن كان ذلك متناقض، فالناس تريد زيادة دخلها، إذا يعد برازيليوس بأنهم سيساعدون كل مواطن على جني 5 آلاف دولار.

في نفس الوقت، يستغل برازيليوس مشاعر الكراهية لدى مؤيديه ضد المكسيكيين واليهود، ليعلن أنه سيشن حرب ضد جارتهم المكسيكية، وسوف يتم إعدام اليهود الذين يسيطرون على قطاع البنوك وأوصلوا أمريكا إلى هذه الكارثة.

وخلال الدعاية للانتخابات ينشر برازيليوس ما سماه "المانيفستو"، الذي يقدم 15 قاعدة لحكمه، أولها الإعدام شنقا لكل من يؤمن بالفكر الشيوعي، وكذلك الإعادم لكل من يرى اليهود مواطنين أمريكيين، وهو ما يتشابه مع تعصب المرشح الجمهوري دونالد ترامب، الكاره للمسلمين في الوقت الحالي، والذي يشن أيضا حملة ضد المكسيكيين.