الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الشاعر يسري حسان: رجل الشارع لا يشعر بأن هناك وزارة للثقافة وفعالياتها حاليا "نشاط شكلي".. وإنجازات فاروق حسني لا يختلف عليها اثنان

الشاعر يسري حسان
الشاعر يسري حسان رئيس تحرير جريدة مسرحنا السابق

يسري حسان:
وزير الثقافة استعان بمسئولين خبراتهم ضعيفة
ندوات قصور الثقافة بدون جمهور ولا يحضرها سوى الموظفين
الثقافة تراجعت كثيرا في عهد الوزير الحالي وفعاليات مجرد نشاط شكلي
إقالتي من مسرحنا لخلافات شخصية بيني وبين رئيس هيئة قصور الثقافة
وزير الثقافة الأسبق أقال خطاب بسبب مستندات فساد .. والنمنم أعاده مرى أخرى


شهدت الساحة الثقافية مؤخرًا حالة من الجدل والصراع الشديد بين الهيئة العامة لقصور الثقافة، والشاعر يسري حسان رئيس تحرير مجلة مسرحنا السابق، الذي أقيل من منصبه عقب هجومه على سياسات وزارة الثقافة.

يسرى حسان شاعر له أربعة دواويين وناقد وكاتب مسرحى له نصان مسرحيان كتب أشعار العديد من المسرحيات لمسرح الدولة والثقافة الجماهيرية والجامعة والفرق المستقلة وتولى منصب الأمين العام لمؤتمر أدباء مصر ، وشارك فى عضوية العديد من لجان التحكيم فى المهرجانات المسرحية والفنية فى مصر والعديد من دول العالم ومنها فرنسا والمكسيك والمانيا والنمسا واليونان وبلغاريا واليابان والولايات المتحدة الأمريكية وكندا وسويسرا وروسيا والهند والكويت وتونس والمغرب وليبيا وسوريا والاردن وعمان والامارات والبحرين والبوسنة والهرسك والسعودية. وترجمت أشعاره إلى الإنجليزية والفرنسية واليونانية . فإلى نص الحوار:

ما تقييمك لأداء وزارة الثقافة وقطاعاتها المختلفة؟

السمكة تفسد من رأسها، ومشكلة وزارة الثقافة فى كوادرها وقياداتها والتي لا هم لها سوى تستيف الأوراق والحصول على أكبر قدر ممكن من المكاسب، للأسف الشديد إن رجل الشارع لا يشعر بأن هناك وزارة للثقافة، هناك وزارة للاحتفاليات والمهرجانات، وأنت إذا بحثت عن خطط وافكار واستراتيجيات فلن تجد، فالوزير حلمى النمنم خبراته الإدارية منعدمة، واغلب المحيطين به له لا خبرة ثقافية أو إدارية، وكل ما يشغلهم هو تحقيق المكاسب الشخصية فحسب، واخر شئ يفكرون فيه هو ثقافة مصر.

ما رأيك في الفعاليات التي تقدمها وزارة الثقافة.. وهل هى الفعاليات التى ينتظرها رجل الشارع؟

أغلب ما تقدمه مؤسسات وزارة الثقافة الآن مجرد نشاط شكلي الغرض منه تستيف الأوراق فقط، اذهب إلى أي قصر ثقافة أثناء عرض مسرحي أو ندوة أو خلافه، لن تجد سوى بعض الموظفين وثلاثة أو أربعة من الرواد وهم في الأصل أقارب وأصدقاء المشاركين في الفعالية، رجل الشارع لا يذهب إلى عرض مسرحي أو ندوة لأنه لا يجد نفسه في الأنشطة التي تقيمها مؤسسات الوزارة لأنها لا تهتم به أصلا ولا تسعى إلى تثقيفه أو إلى تقديم احتياجاته الثقافية، هل استطاعت الوزارة ان تغير فى سلوكيات المواطن؟ هل بثت فى نفسه قيما محترمة تمنعه من التحرش أو التطرف أو تغييب الضمير، واحترام قيمة العمل.. انظر الى سلوكيات رجل الشارع حتى تدرك الغياب التام لاى فعل ثقافى جاد ومحترم تقوم به الوزارة ومؤسساتها البائسة.

ما رأيك في أداء وزير الثقافة؟

حلمى النمنم كاتب صحفى محترم وكان صديقًا عزيزا، وكنت أعول عليه كثيرا في النهوض بالعمل الثقافي رغم خبرته الإدارية المحدودة، ظننت انه سوف يستعين الى جواره بقيادات فاعلة وناجحة لكنه للاسف استعان بأفراد ليس لهم أدنى خبرة، وأدوا لفشل الوزارة، ليس مهما أن يكون الوزير صاحب خبرات إدارية كبيرة، لكن المهم أن يكون لديه قدر من الوعى يمكنه من حسن اختيار معاونيه، وهو لم يفعل، واعتقد أن وزير الثقافة الفعلي هو مدير مكتبه الذي يدير الوزارة فعليا.

هل ترى أنه قدم شيئًا للساحة الثقافية وللمثقفين؟

فاقد الشئ لا يعطيه، وفى ظني أن الثقافة تراجعت كثيرا فى عهد حلمى النمنم، اذكر لي انجازا واحدا حققه، وأنت إذا نظرت مثلا إلى وزير مثل فاروق حسنى، سواء اتفقت معه او اختلفت، فسوف ترى كما هائلا من الإنجازات التي لا يمكن إنكارها، نعم حلمي النمنم لم يمض وقتا كبيرا فى الوزارة وجاء فى ظروف صعبة لكن الجواب بيبان من عنوانه، كانت امامه فرصة ذهبية يطور ويفعل الثقافة المصرية من خلالها، لكنه لم يفعل لأنه لم يحسن اختيار معاونيه وحتى بعد ان ثبت فشلهم لم يستطع ان يتصرف حيالهم واكتفى بصمته، وهو شيء غير مبرر.

لماذا تتهم مسئولين بوزارة الثقافة بالفساد وهل لديك مستندات تثبت ذلك؟

حلمي النمنم ليس فاسدا ولكنه يتستر على الفساد، يعرف ان هناك فاسدين فى وزارته ولا يتحرك، وعلى سبيل المثال أصدر قرارًا بسفر موظف إلى ايطاليا لمراجعة حسابات الأكاديمية المصرية بروما، هذا الموظف سافر باعتباره مديرًا ماليًا في المجلس الأعلى للثقافة في حين أنه موظف في وزارة المالية ويعمل مراقبا للحسابات في المجلس، كما أن الأكاديمية لا يوجد بها وحدة حسابية، إذن نحن أمام واقعة تزوير في أوراق رسمية خطيرة، وإذا ثبت صحة ذلك فإن عزل الوزير وحده لايكفى بل يجب تقديمه للمحاكمة، واعتقد انه وقع على القرار دون ان يعرف أن الرجل لا يعمل في الوزارة وان رئيس قطاع مكتبه هو الذي ورطه في ذلك، فلماذا يسكت على هذا الرجل حتى الآن، وهناك وقائع ومستندات تم نشرها تدين الوزير ورئيس قطاع مكتبه ورئيس هيئة قصور الثقافة، واعتقد أن تحرك القيادة السياسية سيكون قريبا جدا لوقف هذه المهازل ومحاسبة المتسببين فيها.

لماذا تمت إقالتك من جريدة مسرحنا؟

هذا الأمر يرجع أولا إلى خلافات شخصية بيني وبين رئيس هيئة قصور الثقافة الذي يعرف تمامًا أنني أشكك أصلًا في حصوله على الدكتوراه، وفى فترة رئاسته الأولى للهيئة أيام الدكتور جابر عصفور طلب منى تحويل مسرحنا إلى نشرة لأخبار قصور الثقافة وأخبار تحركاته فرفضت وقلت له مسرحنا خط أحمر وهذا الكلام منشور في يناير 2015، وحدث أن هاجمت الهيئة في مسرحنا نفسها وهاجمت رئيسها أيضا، وخصصت عددًا كاملًا من مسرحنًا للرد على وزير الثقافة حلمي النمنم عندما أعلن موت النقد المسرحي في مصر، كما نشرت عدة مقالات في المساء ضد سياسة الهيئة ورئيسها، وطلب منى رئيس الهيئة وقف الحملة في المساء فرفضت وأخبرته أنني افرق بين عملي في مسرحنا وبين عملي في المساء، لكنه لم يستوعب أن يكون هناك صحفي يعمل بجريدة تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة وفى نفس الوقت يهاجم الهيئة، هم يريدون صحفيين موالين ويعملون لديهم مثل الخدم وهذا ما رفضته فكان قرار الإقالة الذي جاء بحجة أنني انشر مسرحنا على الفيس بوك وهى حجة تافهة ، لأنني كنت انشرها صورة jpg أي صفحات لا يمكن قراءة سوى عناوينها فقط مما يعد دعاية للجريدة.

سبق وصرحت أن الدكتور سيد خطاب يفرغ قصور الثقافة من الكوادر كيف يحدث ذلك.. وما حقيقة حصولك على مستندات تفيد بوجود فساد كبير بقصور الثقافة؟

هناك أكثر من خمس وثلاثين قيادة مهمة تم استبعادها واعتقد ان اى رجل ضعيف يسوءه أن يعمل إلى جواره أقوياء ، وهو ما فعله سيد خطاب، بدليل استعانته بمدير عام للنشر تم انتدابه من التربية والتعليم وهو متهم أصلا بالسرقة الأدبية، رغم وجود عشرات الكوادر المثقفة فى الهيئة التى تصلح للمنصب، ونفس الأمر مع مدير الثقافة السينمائية ومدير المسرح، كيف يجلس كادر مهم وكبير مثل مسعود شومان فى بيته وتستعين الهيئة بقيادات فاشلة من خارجها، ونفس الأمر مع قيادة مهمة مثل محمد عبد الحافظ ناصف، ومحمد أبو المجد ، وصبحي موسى، وفؤاد مرسى، وعبده الزراع وغيرهم.

أما مستندات الفساد في الهيئة فهي كثيرة ونشرت بعضها، ومنها ما يتعلق بملف شركات المقاولات التى تحصل على الاعمال بالامر المباشر وتأخذ مبالغ طائلة نظير أعمال لا تستحق كما أنها شركات مشبوهة وبسببها قام وزير الثقافة الأسبق الدكتور جابر عصفور بعزل سيد خطاب فى المرة الأولى وإحالته إلى النيابة، وهناك مخالفة إدارية بشأن سكرتيرة سيد خطاب التى أفتى مجلس الدولة بإعادتها إلى الدرجة الثالثة، وأصر خطاب على عدم تنفيذ الفتوى التى تعد حكما واجب النفاذ، وهناك كذلك اصطحاب خطاب لهذه السكرتيرة فى كل سفرياته حتى انه حجز لها معه على درجة رجال الأعمال أثناء ذهابه إلى الأقصر في حين حجز لوكيل الوزارة وقتها الشاعر محمد ابو المجد فى قطار درجة ثانية، والقانون يمنع أصلا ركوب رئيس الهيئة على درجة رجال الأعمال. كما أن عمل السكرتيرة يكون داخل المكتب وليس خارجه ، وهو ما لم يحدث فى تاريخ الهيئة أن اصطحب رئيسها سكرتيرته معه فى كل تحركاته، وغير ذلك من المخالفات التى تستوجب محاكمة هذا الرجل ومن يقفون خلفه.

ما ردك على أن حملتك ضد الوزارة وقصور الثقافة ترجع لأسباب شخصية؟

من يرددون ذلك كاذبون ويريدون الشوشرة على الأصل بالإمساك فى الفرع، وورئيس هيئة قصور الثقافة هو من يردد ذلك لخداع الناس، والأمر لا يتطلب سوى بذل المزيد من الجهد والعودة إلى أرشيف جريدة مسرحنا، خلال فترة رئاستي لتحريرها، فأنا أكثر من هاجم أداء وزارة الثقافة، وبعد ان بدأت الحملة انهالت على مستندات كان اصحابها يحتفظون بها ولا يعرفون أين يذهبوا بها، وعندما وجدوا من يكتب عن مهازل وزارة الثقافة تشجعوا وارسلو الي المستندات، خاصة بعد ان وثقوا انني صادق . لكن دعني افترض جدلًا أن هناك أسبابًا شخصية وراء هجومي على الوزارة فما ردهم على المستندات التى انشرها هل هى صحيحة ام مزيفة ؟ اذا كانت مزيفة فعليهم أن يردوا، وإذا كانت صحيحة فعليهم ان يصمتوا تماما ولندع الجهات الرقابية تقوم بدورها.

من هو الشخص المناسب لمنصب وزير الثقافة؟

ليس لدى أسماء بعينها، وان كانت لدى صفات يجب أن تتوافر في وزير الثقافة أهمها أن يكون شجاعا ويبدأ بضرب الفساد فى الوزارة، وان يكون وطنيا مخلصا ولديه استراتيجية للنهوض بثقافة مصر ، وان يكون واعيا بقيمة مصر وثقافتها ومثقفيها، وان يكون لديه انجاز ثقافى محترم يؤهله لهذا المنصب الرفيع "وزير ثقافة مصر".