الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بوتين يفضح مساوئ السياسة الأمريكية.. دمرت العراق وليبيا وتحاول في سوريا.. خطاب واشنطن ضد موسكو لا يحمل أي معنى.. والغرب شجع فوضى الربيع العربي

صدى البلد

- أمريكا وحلفاؤها يستغلون «الإرهاب» لإسقاط «بشار»
- شركاء الأزمة في الغرب لا يريدون سحب المسلحين ولا يستطيعون ذلك
- «الأسد» أبدى مرونة ولاقي تعنت من «الغرب»

اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الولايات المتحدة، بالمسؤولية عن الوضع المتأزم في سوريا، وفي منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، مشيرا إلى أن الاتهامات الأمريكية الموجهة لـ«موسكو» ما هي سوى خطابات سياسية لا تأخذ بالحسبان الواقع الحقيقي للأمور، مؤكدًا أن بلاده لن تسمح بتكرار السيناريو العراقي والليبي في سوريا، حسب تعبيره.

وقال الرئيس الروسي، في مقابلة له أجراها مع قناة «تي إف 1» الفرنسية، في سياق رده على الخطاب الأمريكي القاسي ضد موسكو؛ بسبب قصف حلب: إنه على ثقة أكيدة من أن الوضع القائم حاليا في المنطقة بشكل عام وفي سوريا بشكل خاص، مسؤول عنه الولايات المتحدة وحلفاؤها في الغرب، و التي أنتجت خطابا سياسيا لا يحمل أي معنى، ولا يعكس الواقع الحقيقي للقضية»، حسب وصفه.

وساق الرئيس الروسي مشاهد الفوضى التي اتبعت ثورات الربيع العربي في عدد من البلدان، منتقدا تأييد دول الغرب لتلك الانتفاضات، متسائلا: ما حجم الآثار الإيجابية التي حققتها تلك الثورات ؟ كيف كان حال ليبيا أو العراق قبل هذه اللحظة؟ وكيف تم القضاء على هاتين الدولتين وعلى مؤسساتهما؟

وتابع بوتين بقوله: «لم تكن هذه أمثلة للديمقراطية بمفهومنا الحالي، كما لم يكن هناك أي مؤشرات على وجود الإرهاب في هذه الدول»، مؤكدا أن جهود روسيا التي تبذلها في سوريا إنما هي من أجل منع تكرار مشهد ضياع الدولة كما حدث مع غيرها، حسب قوله

وانتقد الرئيس الروسي محاولات واشنطن لمحاربة الإرهاب بإخراج «جبهة النصرة» من إطار المنظمات الإرهابية، وهو الأمر الذي قال إنه يحزن ويدهش موسكو، مشيرا إلى أن واشنطن تكرر الخطأ ذاته في محاولة استخدام المتطرفين لأهداف سياسية.

وقال بوتين: «إن واشنطن و حلفاءها يحاولون استخدام القدرة القتالية لهذه المنظمات الإرهابية؛ للتوصل إلى أهداف سياسية، في هذه المرحلة للعمل على إسقاط النظام السوري بقيادة الرئيس بشار الأسد وحكومته» دون الإدراك أنه لن يتسنى إجبارهم على الحياة بقواعد متحضرة فيما بعد بشكل أو بآخر إخراجها من إطار المنظمات الإرهابية.

واستطرد الرئيس الروسي، بأن «اتفاق وقف النار في سوريا، أحبطه الأمريكيون ممن ادعوا إن ضربتهم لقوات سوريا النظامية خطأ، في حين أقر أحد العسكريين إن الضربة تم التحضير لها؛ إذ أسفرت عن مقتل 80 شخصا»

ويواصل الرئيس الروسي تصريحاته للقناة الفرنسية، قائلا: إن «داعش» حاول استغلال الوضع بشت هجوم عقب هذه الضربة» مدعيا أن روسيا استعدت لتوفير الأمن على طريق «الكاستيلو» إلى جانب الأمريكيين، لكن أمريكا هي من رفضت.

ولفت بوتين، إلى أن موسكو اقترحت إفساح الطريق للقوافل الإنسانية، بإقصاء المسلحين والجيش السوري، لإدخال المساعدات الإنسانية والقوافل، وقال إن جميع الأطراف وافقت و لم يحرك شركاء الوضع المتأزم المحتملين في سوريا أي ساكن، مضيفا «شركاء الأزمة من المحتمل ألا يكونوا لا يريدون سحب المسلحين أو لا يستطيعون فعل ذلك».

وتابع بوتين قائلا: إن روسيا تلقت «اقتراحا غريبا، سأدهشكم، اقترح علينا أن تقف قواتنا المسلحة، عسكريو الجيش الروسي على هذا الطريق لتوفير الأمن».

وأضاف «العسكريون الروس شجعان، جاؤوا وقالوا لي: نعم نحن مستعدون، فقلت لهم: لا، سنفعل ذلك فقط سوية مع الأمريكيين، اقترحوا عليهم ذلك، ورفضوا ذلك على الفور، لا يريدون الوقوف، كما لا يريدون سحب فصائل المعارضة والإرهابيين»

وأكد الرئيس الروسي، أن الرئيس السوري بشار الأسد، قبل تبني دستور جديد وإجراء انتخابات بموجبه.

وقال: «إذا لم يصوت الشعب للرئيس الأسد، فسيحدث تغيير السلطة بطريقة ديمقراطية، ولكن ليس عن طريق التدخل المسلح من الخارج، تحت رقابة دولية صارمة ورقابة أممية، أفهم أن ذلك قد لا يناسب البعض، وهذه الطريقة الديمقراطية لحل المسألة، لكننا لا نفقد التفاؤل ونأمل في إقناع زملائنا وشركائنا بأن هذا الطريق الوحيد للحل».

ورفض بوتين، الاتهامات الموجهة إلى روسيا بتدفق كميات كبيرة من الناس قادمين من سوريا؛ بسبب العمليات القتالية في سوريا؛ لأن عملية تدفق اللاجئين بدأت قبل العملية الروسية في سوريا، مؤكدا أنه في الوقت ذاته لا يمكن السماح للإرهابيين بالابتزاز واتخاذ الناس كدروع بشرية، ويجب محاربة الإرهاب وعدم الانسياق له.

وقال: «أي اتهامات لروسيا بأنها مذنبة في مشكلة اللاجئين، لا أساس لها مطلقا، هدفنا خلق ظروف لعودة الناس إلى بيوتهم».
وأشار الرئيس الروسي إلى أن مشكلة اللاجئين ظهرت قبل بدء روسيا جهودها لاستقرار الوضع في سوريا، قائلا: «تدفق الناس من منطقة الشرق الأوسط، وحتى من أفريقيا وأفغانستان، بدأ قبل عمليتنا في سوريا بكثير».

وبشأن استهداف القافلة الإنسانية في «حلب»، قال إن «أناس أبرياء يعانون في أي مكان يشهد أعمال قتال» مستشهدا بأعمال الولايات المتحدة في أفغانستان.

وقال: «هل نسيتم أن الطيران الأمريكي شن في أفغانستان غارة على مستشفى قتل فيها أفراد «أطباء بلا حدود»؟ وقتل 100 شخص مرة واحدة أثناء أفراح الزفاف. الآن في اليمن، تم قتل 140 — 170 شخصا وجرح 500 بغارة واحدة على صالة عزاء".

وأضاف الرئيس الروسي: «لا يمكن السماح للإرهابيين باتخاذ الناس كدروع بشرية وابتزاز العالم أجمع عن طريق احتجاز رهائن وقتلهم وقطع رؤوسهم، إذا كنتم تريدون إيصال مكافحة الإرهاب حتى النهاية، فيجب مكافحتهم وليس الانسياق وراءهم والخضوع لهم».