الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جدل حول كيفية مواجهة الأفكار المتطرفة داخل السجون.. «الداخلية» تكثف الجلسات الدينية وتستعين بالأزهر.. وخبراء: محاولات لم تثبت نجاحها لكنها ضرورية لإنقاذ الشباب

صدى البلد

  • "القاسمي": الدروس الدينية بالسجون ستساعد في تقليل التطرف
  • إخواني منشق: محاورة الشباب في السجون لتغيير أفكارهم «وسيلة قديمة»
محاولات مستمرة من وزارة الداخلية لمواجهة الأفكار المتطرفة المنتشرة بين شباب الجماعات الإسلامية، خاصة في السجون، حيث تسعى الوزارة لإقامة العديد من النشاطات والفعاليات الدينية والثقافية لمواجهة الأفكار المتطرفة وتفنيدها.

ووفقا لمصادر من داخل إدارة السجون، أكدت أنها بدأت في زيادة أعداد علماء الدين داخل السجون لإجراء مراجعات فكرية ومناقشة المتشددين بإحدى الطرق التى بدأت وزارة الداخلية الاعتماد عليها لمواجهة الأفكار المتطرفة.

وعلى الرغم من وجود تجربة سابقة مع الجماعات الإسلامية لم تثبت نجاحها الكامل بعد انقلاب البعض عليها واتخاذهم العنف طريقًا بعد ثورة 30 يونيو، إلا أن بعض الخبراء المتخصصين في مجال الإسلام السياسي يرون إمكانية ذلك.

الدكتور ناجح إبراهيم، الخبير في شئون الجماعات الإسلامية، قال إن "وضع مساجين الفكر والتطرف والجنائيين في مكان واحد خاطئ، وعلى إدارة السجن أن تدرك كيفية التفريق بين المساجين وفقًا للأفكار التى يتبنونها".

وأضاف إبراهيم، في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، أن "أفضل حل لمواجهة التطرف هو نشر الفكر والكتب والمجلات وإقامة دروس دينية وطرح رؤي وأفكار داخل السجون وإتاحة مساحة من الحرية مع التفريق بين المساجين في نفس الوقت، كل ذلك من شأنه أن يساهم في مواجهة التطرف داخل السجون".

وأكد أن المراجعات الفكرية بدأت بتشجيع الحراك الفكري وإعادة طرح الآراء ومناقشتها وبيان صحتها، وهو ما يجب الاعتماد عليه لتقليل التطرف والعنف داخل السجون والقضاء على هذه الأفكار.

من جانبه، قال صبرة القاسمي، منسق الجبهة الوسطية لمواجهة الفكر التكفيري، إن زيادة عدد علماء الأزهر وإقامة الدروس الدينية داخل السجون سيساهم إلى حد كبير في مواجهة التطرف والأفكار غير المقبولة من قبل بعض الشباب.

وأضاف القاسمي، في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، أن ترك الشباب على هذه الأفكار سيزيد من تطرفهم وعنفهم، والأفضل إعادة تأهيليهم ومواجهة الأفكار بالأفكار وبيان أن ما يعتقدونه خاطئ بالحجة والدين، وهي تجربة ناجحة في العديد من السنوات داخل السجون، واعتمدت الوزارة عليها سابقًا.

وأكد أن هناك دورا لابد للمجتمع المدني القيام به والتواصل مع الداخلية لمناقشة هؤلاء الشباب وإقناعهم برفض العنف وتنفيد الأفكار وبيان صحتها من خطئها.

أما طارق أبو السعد، القيادي الإخواني المنشق، فخالف الرأيين السابقين، حيث قال إن ما تقوم به وزارة الداخلية من محاورة الشباب في السجون لتغيير أفكارهم هي وسيلة قديمة فاشلة لم تنتج أي تغيير حقيقي، مضيفا أن الحوار من جانب العلماء قد يكون حلًا لو كان هدفه استهلاك طاقة الإخوان داخل السجن بغرض عدم ترك الساحة لعلماء الإخوان ببث سمومهم في الشباب.

وأوضح أبو السعد، في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"، أن المراجعات أصبحت عملا روتينيا، وأول خطوة في مواجهة التطرف هو محاورة الشباب بعيدا عن السجون وفي جلسات أشبه بجلسات التوعية الخاصة بالمدمنين، وثاني خطوة أن يكون للشاب المتطرف الحق في الرد وإظهار ما يؤمن به، وثالث خطوة أن يكون لدى محاوره الرد العلمي والشرعي والتاريخي في كل ما تقوم به التنظيمات السرية.

وقال أبو السعد إن "دورة حياة المراجعة الفكرية كبيرة ولا يدركها إلا من قام بمراجعة الأفكار في الإخوان، وهي بالمناسبة ذاتية جدا وفردية جدا ولا يمكن أن تتم جماعية، لأن إجراء المراجعات جماعية يجعل هناك قيودا على الكلام، لهذا أوصى بأن تكون المراجعات الفكرية فردية في وسط بيئة تقبل وتسمح بإجراء نقد علني وتبادل الآراء".