الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رسالة الرئيس السيسى للأشقاء العرب .. فيديو

صدى البلد

وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، رسالة إلى الأشقاء فى الخليج، مفادها «لن يستطيع أحد أن يتدخل فى العلاقة التاريخية بينا» مؤكدا حرص مصر على هذه العلاقة.

وأضاف السيسي خلال الندوة التثقيفية الثالثة والعشرين التى نظمتها إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة، تحت عنوان أكتوبر الإرادة والتحدى، أن موقف مصر من الأزمة السورية ثابت، وهو إيجاد حل سياسي لها، والحفاظ على وحدة أراضيها ، لافتا إرداة الشعب السوري لابد أن تحترم، علاوة على ضرورة إعادة إعمار سوريا، ونزع السلاح من الجماعات المتطرفة.

وأشار الرئيس أن تصويت مصر فى مجلس الأمن لم يكن متناقضا، لأن القرارين الفرنسي والروسي، كان بهم فقرة عن «هدنة»، والسماح بمد المساعدات للسوريين، لافتا أن البعض اعتقد أن وقف شحنات البترول إلى مصر أمر سياسي ، لكن الأمر يتعلق باتفاقيات تجارية تم توقيعها بإبريل الماضي. وأكد السيسي أننا اتخدنا الإجراءات المناسبة لتوفير الاحتياجات من البترول ولا يوجد لدينا أدنى مشكلة الآن.

وأكد الرئيس حرص مصر على عدم التدخل في شئون الدول الأخرى وعدم التآمر عليها، مشددًا على أن سياستها تدعو دائمًا إلى الاستقرار والسلام. وأوضح السيسي أنه حرص على توضيح هذا الأمر في ظل ما تناوله البعض على مدار الأسبوعين الماضيين، حيث أشار فيما يتعلق بعلاقة مصر بأثيوبيا، إلى حرصه على التأكيد للمسئولين الأثيوبيين على أن مصر تتمني الخير للجميع وتسعي إلى تحقيق المصالح المشتركة للشعبين، ولا تقف أمام المصالح الأثيوبية، مع الحفاظ على المصالح المصرية وحقها التاريخي في مياه النيل باعتباره مسألة حيوية لمصر. 

أوضح أنه أكد على تلك الرسالة منذ أول لقاء مع رئيس الوزراء الاثيوبي، وكذا خلال خطابه أمام البرلمان الاثيوبي. وأشار الرئيس في هذا السياق إلى أهمية التحسب مما تتناقله وسائل الإعلام، لاسيما فيما يتعلق بالشائعات التي تروج لقيام مصر بدعم المعارضة في اثيوبيا، مشددًا على أن مصر لم ولن تتخذ أي إجراء للتآمر على اثيوبيا أو إثارة القلاقل بها. 

وعبر الرئيس عن أمله في أن تصل هذه الرسالة بوضوح إلى الأشقاء في اثيوبيا لتبديد أي شكوك تكون قد تولدت لديهم نتيجة تلك الشائعات المغرضة. وأشار إلى أن مصر ستواصل تعاونها مع الاشقاء الاثيوبيين بما يحفظ مصالح مصر المائية.

وعلى صعيد التجاذبات والتصريحات الإعلامية التي شهدتها الأيام الماضية بشأن علاقات مصر بأشقائها بدول الخليج، أكد الرئيس مجددًا على عدم قدرة أحد على المساس بما يربط مصر بأشقائها في الخليج من علاقات تاريخية وثيقة، مشددًا على أن مصر تتبني سياسة مستقلة تهدف إلى تحقيق الأمن القومي العربي من خلال تبني رؤية وطنية. 

كما أعاد التأكيد على موقف مصر الثابت إزاء الأزمة السورية، والذي يشمل العمل على إيجاد حل سياسي للأزمة الراهنة، والحفاظ على وحدة الأراضي السورية، واحترام إرادة الشعب السوري، فضلًا عن نزع أسلحة الجماعات المسلحة وإعادة إعمار سوريا، مؤكدًا أن تصويت مصر على القرارين اللذين طُرحا مؤخرًا في مجلس الأمن جاء على أساس تلك الثوابت، أخذًا في الاعتبار أنهما تضمنا الدعوة إلى تطبيق الهدنة في سوريا وإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة، وهو ما يؤكد عدم وجود تناقض في تصويت مصر لصالح هذين القرارين. 

ونفي أن يكون إيقاف توريدات البترول السعودية إلى مصر قد جاء ردًا على موقفها من التصويت في مجلس الأمن، مؤكدًا أن الأمر يتعلق بعقد تجاري تم توقيعه خلال زيارة العاهل السعودي لمصر في أبريل الماضي، وأن الحكومة اتخذت بالفعل الإجراءات اللازمة لضمان وجود الاحتياطات الكافية من البترول.

وأضاف المتحدث الرسمي، أن الرئيس تطرق كذلك إلى الأحداث التي صاحبت يومي 30 يونيو و3 يوليو 2013، وأكد سيادته على أن ما تم اتخاذه من قرارات جاء نتيجة الإرادة الحرة للشعب المصري دون التنسيق مع أحد، بما يؤكد على استقلالية القرار المصري. 

وأشار إلى وجود محاولات لتخريب علاقات مصر بالدول الأخرى من خلال بث الشائعات بهدف عزلها والضغط عليها، مؤكدًا على أن مصر لن تركع سوى لله وحده، وأن وحدة صف المصريين وتكاتفهم على قلب رجل واحد سيُمكّنهم من التغلب على جميع التحديات. كما أكد في هذا الإطار على سعي الحكومة إلى توفير السلع الغذائية الأساسية للمواطنين، منوهًا إلى أن من لديه إرادة حرة عليه أن يواجه التحديات ويتحمل الصعاب، ضاربًا المثل بالأم التي ضحت بابنها الشهيد فداءً للوطن.

ودعا الرئيس إلى أهمية توخي وسائل الإعلام المصرية الحذر فيما تتناقله من تقارير، مشيرًا في هذه المسألة إلى أن قرار السودان بحظر استيراد المنتجات الزراعية المصرية جاء على أساس تقرير نشرته وسائل الإعلام المصرية بشأن مياه الري المستخدمة في زراعة المحاصيل المصرية، وهو أمر لم يثبت صحته. كما أشار الرئيس إلى حالات أخري تناولتها التقارير الإعلامية وأحدثت ضررًا بالمصالح المصرية، منها مقتل الباحث الإيطالي ريجيني، وسقوط الطائرة الروسية في سيناء.

وذكر السفير علاء يوسف أن الرئيس أعاد التأكيد في ختام كلمته على اعتزاز مصر بما يربطها بأثيوبيا من علاقات تعاون وأخوة، وكذا بعلاقاتها التاريخية بدول الخليج الشقيقة، مؤكدًا أن مصر تحرص على الحفاظ على الأمن القومي العربي، وتعتبر أمن دول الخليج جزءًا لا يتجزأ من أمنها القومي. كما أشار إلى عدم توجيه مصر أي انتقادات للمسئولين الأشقاء عند التقائهم بمسئولي الدول التي تتعمد الإساءة لمصر، مؤكدًا على احترام مصر لاستقلالية وسيادة كل دولة وعدم إساءتها حتى لمن يسئ إليها اقتناعًا منها بعدم أخلاقية هذا المسلك.

واختتم الرئيس حديثه بتوجيه الشكر للقوات المسلحة، وتأكيد أن مصر ستظل دومًا تتذكر تضحيات وبطولات شهدائها الأبرار من أبناء الجيش والشرطة الذين قدموا ومازالوا يقدمون حياتهم في سبيل حفظ الأمن ومواجهة الإرهاب والتطرف.