الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إسرائيل تعلق عملها مع "اليونسكو" بعد قرار للمنظمة حول "القدس"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

اثار تصويت لجنة في اليونيسكو أمس الخميس على مشروعي قرارين حول القدس الشرقية المحتلة غضبا عارما في اسرائيل التي علقت تعاونها مع منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم، فيما اعتبر رئيس الوزراء بنيامين نتانيا هو أن المنظمة فقدت شرعيتها.

من جهتها، رحبت السلطة الفلسطينية عبر حكومة الوفاق الوطني برئاسة رامي الحمد الله بقرار اليونيسكو.

وقرر وزير التربية والتعليم الاسرائيلي نفتالي بينيت اليوم، الجمعة تعليق كل نشاط مهني مع منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو) على الفور بعد تصويت احدى لجانها على مشروعي قرارين حول القدس.

وقال الوزير الذي يشغل ايضا منصب رئيس لجنة اسرائيل لدى اليونيسكو في بيان له اليوم:  "وفقا لهذا التصويت ستتوقف فورا كل مشاركة ونشاط للجنة الاسرائيلية مع المنظمة الدولية، ولن تجري اية لقاءات او مقابلات، ولن يجري اي تعاون فني مع منظمة تقدم الدعم للإرهاب".

ولفت إلى النصان اللذان قدمتهما دول عربية بينها "مصر ولبنان والجزائر"، أمس الخميس اعتمدا في جلسة لاحدى اللجان في اليونيسكو بـ 24 صوتا مقابل ستة اصوات معارضة وامتناع 26 وغياب اثنين، على ان يعرضا الثلاثاء المقبل للتصويت امام المجلس التنفيذي لليونيسكو.

ووجه الوزير الاسرائيلي الى دول العالم الممثلة في المنظمة رسائل جاء فيها ان "قرار امس هو انكار للتاريخ ويعطي دعما للارهاب".

واوضح ان تعليق التعاون يعني رفض لقاء ممثلين لليونيسكو او المشاركة في مؤتمرات دولية.

ويهدف مشروعا القرارين حول "فلسطين المحتلة" الى "الحفاظ على التراث الثقافي الفلسطيني وطابعه المميز في القدس الشرقية" بحسب نسخة تلقتها وكالة فرانس برس.

ويطالب مشروع قرار حول المسجد الاقصى اسرائيل "القوة المحتلة، بإتاحة العودة إلى الوضع التاريخي الذي كان قائماً حتى ايلول/سبتمبر من عام 2000، إذ كانت دائرة الأوقاف الإسلامية الأردنية، السلطة الوحيدة المشرفة على شؤون المسجد".

وتعترف إسرائيل التي وقعت معاهدة سلام مع الاردن في 1994 باشراف المملكة الأردنية على المقدسات الاسلامية في مدينة القدس.

كما يطالب اسرائيل بوقف انتهاكاتها بحق المسجد، مؤكدا ان تلة باب المغاربة هي جزء لا يتجزا من المسجد الاقصى، ويرفض الاجراءات الاسرائيلية الاحادية الجانب.

واثار هذا النص غضبا واسعا لدى الطبقة السياسية الاسرائيلية وخصوصا انه لا يأتي على ذكر جبل الهيكل.

واعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الخميس ان "النصين الجديدين ينكران علاقة إسرائيل بجبل الهيكل (المسجد الاقصى وباحاته)"، مضيفا "القول انه لا توجد علاقة لاسرائيل بجبل الهيكل وحائط المبكى هو كالقول ان الصينيين لا علاقة لهم بسور الصين، وان المصريين لا علاقة لهم بالاهرامات".

لكن المديرة العامة لليونيسكو ايرينا بوكوفا نأت بنفسها عن مشروع القرار مشددة على اهمية طابع القدس بالنسبة للمسيحية والاسلام واليهودية والتعايش بين الاديان السموية الثلاثة الذي ادى الى ادراج المدينة على قائمة التراث العالمي للانسانية.

وقالت في بيان الجمعة إن تراث القدس لا يقسم وكلا من الاديان لديه الحق في الاعتراف الضمني بتاريخه وبعلاقته في المدينة أن نكران أو الرغبة في محو أي من التقاليد اليهودية أو المسيحية أو الإسلامية من شأنه أن يهدد وحدة الموقع".

وأضافت أن الإعتراف باحترام مختلف التسميات "هو أمر أساسي".

من جهته، تمنى رئيس المجلس التنفيذي في اليونيسكو مايكل فوربس اليوم الجمعة، بعدم التصويت رسميا الثلاثاء على مشروعي القرارين المتعلقين بالقدس كما هو مقرر وارجاء الامر "لاعطاء فرصة للحوار".

وقال الدبلوماسي الالماني لوكالة فرانس برس "هذه ليست قرارات لليونيسكو بل للاعضاء ال58 في المجلس التنفيذي".

وأضاف: "طوال اربعين عاما، نجحت اليونيسكو دائما في التوصل الى قرارات تستند الى تسوية حول الشرق الاوسط، ولكن منذ خريف 2010 بات الامر اكثر صعوبة".

وبخلاف القرار الذي صدر منتصف إبريل، أكد فوربس أن مشروع القرار الأخير "يشير إلى أهمية القدس بالنسبة الى الديانات الموحدة الثلاث وهذا تقدم لكنه غير كاف ثمة حاجة إلى مزيد من الوقت والحوار بين أعضاء المجلس للتوصل إلى تسوية"، مؤيدا إرجاء التصويت الى الربيع.

من جهته قال المتحدث الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية يوسف المحمود في بيان الجمعة "إن هذا القرار يدين الاحتلال ويعبر عن الرفض الدولي لخطواته كافة ويؤكد بطلان ادعاءاته وسياساته".

وأضاف أن منظمة اليونيسكو بما تمثله من ضمير عالمي في حماية التراث الثقافي الانساني، وبما تحمله من رسالة انسانية وثقافية وسياسية، تضيف اليوم قرارا هاما الى قراراتها الرافضة للاحتلال، والتي تؤكد الاعتراف بالوضع التاريخي والديني والثقافي الحقيقي والطبيعي في مدينة القدس العربية عاصمة دولة فلسطين، إضافة إلى رفض وإدانة المنظمة الأممية للانتهاكات التي تقوم بها إسرائيل، القوة القائمة باحتلال المواقع الأثرية والدينية".

بدورها، رحبت جامعة الدول العربية اليوم الجمعة بـ"القرار التاريخي" لمنظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) بشان فلسطين واعتبرت انه يشكل "اعلانا لبطلان الإدعاءات والافتراءات الاسرائيلية بشأن القدس والمقدسات الإسلامية".

والمسجد الأقصى هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين، كما يعتبر اليهود حائط المبكى (البراق عند المسلمين) الواقع اسفل باحة الاقصى آخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل) الذي دمره الرومان في العام 70 للميلاد وهو اقدس الأماكن لديهم، ويحق لليهود زيارة المكان ولكن الصلاة محصورة بالمسلمين.

وتعد  مدينة القدس هي  صلب النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين، وقد احتلت إسرائيل القسم الشرقي من القدس عام 1967 وضمته واعلنت في 1980 القدس برمتها عاصمة لها، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي وضمنه الولايات المتحدة.