الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زوجة لمحكمة الأسرة: زوجى بيكره البلد ومتشدد ويجبر طفلته على ارتداء النقاب

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

فى طرقة طويلة قابعة بمحكمة الأسرة بمدينة نصر، متخمة بالمتنازعين، جدرانها مشققة، دهانها متساقط، ينتصب فى نهايتها أبواب خشبية متهالكة تقاوم السقوط، تتحايل على ظلامها بمصابيح إضاءتها خافتة، وعلى جانبيها تنتشر، وسط هذا المشهد الفوضوى وقفت الزوجة الثلاثينية فى ثياب سوداء متواضعة ونقاب حريرى يخفى ملامح وجهها الحزين، قابضة بيد على حافظة مستندات باهتة اللون تحوى أوراق دعوى الطلاق للضررالتى أقامتها ضد زوجها المتشدد- بحسب وصفها- لتهرب من سجنه الذى قضت فيه مايقرب من 14 عاما من عمرها، وباليدى الأخرى تطوق طفلها صاحب الـ10 سنوات فى انتظار بدء جلستها.

تقول الزوجة فى بداية روايتها لـ"صدى البلد":"أعمانى حبه عن تحذيرات أهلى والمقربين لى من الزواج به، فلطالما قالوا لى لا تنخدعى بجلبابه الأبيض القصير ولحيته الطويلة، وكلمات الوعظ التى لا يخلو منها حديثه، ولا تظنى أنه رجل تقى ورع، يخاف الرحمن، ويقيم حدوده، وسيصون عشرتك ويحفظ كرامتك، بل سيحول حياتك إلى جحيم بتشدده وبتحريمه حتى ماحلله الله، لكنى كنت بلهاء، مسلوبة العقل، واهمة أننى سأتزوج ولى من أولياء الله الصالحين، سيأخذ بيدى إلى الجنة، قلبه رحيم، ولسانه عطر، ويسير على نهج الصحابة، لأدرك أن المظاهر خداعة، وأن الدين ليس نصوص ومحفوظات ولحية كثة وسواك وسبحة، وعلامة سجود تعلو الجبين، إنما معاملة".

تتعالى نبرة الحسرة فى صوت الزوجة وهى تواصل حكايتها عن تفاصيل زواجها التعس:"وأيقن أن هذا الرجل الذى كان يدعى التقوى فى حقيقته انسان همجى، غليظ القلب، شتام وسبيله الوحيد للتفاهم والحوار هو اللكمات والركلات وتعذيب جسدك الهزيل، ويعتبر امرأته جارية خلقت لخدمته وتلبية رغباته وحاجاته فقط دون الإكتراث لمشاعرها أو حرمة جسمها، ليس لها ثمة حقوق، مالها ماله، ويحق له أن يجردها من مصوغاتها ويسلبها مرتبها، ويرغمها على ترك عملها وقتما يشاء، ثم يكف عن الإنفاق عليها هى وأطفالها رغم يسر حاله ورواج تجارته، وإذا أعلنت تذمرها أو طالبته بنفقاتهم يقذفها بسيل من الشتائم ويعتدى عليها بالضرب، مستغلا خوفها على مستقبل الصغار ".

ترتب الزوجة الثلاثينية نقابها الحريرى وهى تقول:"14 عاما عشتها معه فى سجن، ففى بيته كان كل شىء ممنوعا ومحرما، التليفزيون والأغانى حتى التنزة وأعياد الميلاد، بل وصل تشدده إلى أنه بات يضرب ابنته التى لم تبلغ عامها الثالث عشر بعد لرفضها ارتداء النقاب، أى أب هذا وأى عاقل يفعل ذلك بطفلة، واعترف أننى كثيرا كنت أخالف أوامره واسمح للصغار بمشاهدة التلفاز واللعب وسماع الموسيقى فى الخفاء حتى لايشعرون بالحرمان، فما ذنبهم أن تسلب طفولتهم بسبب تعاليم وأفكار متشددة من رجل كان ماهرا فى تطويع الشرع لخدمة رغباته ومصالحه فقط، فقد تزوج على دون علمى بدعوى أن التعدد مباح شرعا، وحاول إجبارى على العيش مع ضرتى تحت سقف بيت واحد، وحينما رفضت صار يرغمنى على زيارتها ويتعمد إهانتى وضربى أمامها، ويتركنى بالشهور وحيدة، وهى الأخرى كان حالها لايقل سوءا عن حالى، فكانت تضرب وتهان وتصمت".

ترتكن الزوجة برأسها إلى جدار متهالك وهى تنهى روايتها:"وفى آخر مرة لنا معا لم أتحمل أن يعتدى على أمامها ونفضت عنى قهر 14 عاما وخلعت عنى ثوب الصمت وسبته أمامها، فهجم على حتى كادت روحى تغادرنى بلا عودة، فتركته له البيت وعدت إلى بيت أهلى ولأول مرة حررت ضده محضر ضرب وأرفقت به تقارير طبية بالإصابات المنتشرة بجسدى، وطلبت منه أن يطلقنى وديا لكنه رفض ليس حبا فيه بل خوفا من أن يرد لى حقوقى، فهذا الرجل لايعرف الحب أبدا حتى بلذه دائما كنت أشعر أنها يكرها ويكفر من فيها، فطرقت أبواب محكمة الأسرة وأقمت ضده طلاق للضرربعد أن دمرنى وسلبنى كل شىء وخسرت وظيفتى بسببه وطالبت أيضا بنفقة للصغار".