الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في الذكرى الثلاثين لرحيل نيازي مصطفى.. مخرج «الأكشن» الذي رحل في جريمة قتل بالحي الهادئ

صدى البلد

  • ولد في محافظة أسيوط لأب سوداني وأم تركية عام 1911
  • سافر إلى ألمانيا ليدرس فيها أصول الإخراج ليعود حاملا خبرات متعددة
  • عمل مونتيرا ومصصما للمؤثرات الصوتية ومساعد مخرج للفنان يوسف وهبي
أبى مخرج الأكشن الشهير نيازي مصطفى إلا أن ينهي حياته بشكل درامي لا يخلو من الإثارة ورحل إثر جريمة غامضة هزت أجواء حي الدقي الذي يقيم به، فبعد تصويره آخر مشهد من فيلم "القرداتي"، ذهب إلي منزله لتسجيل قصة أخطر جريمة في الوسط الفن وقعت منذ 30 عاما.

وقد ولد نيازي عام 1911 بمحافظة أسيوط لأب سوداني وأم تركية، وأكمل دراسته الفنية في ألمانيا حيث الانفتاح والخبرة الفنية، ثم عاد إلى القاهرة يحمل الكثير من الخبرات والمؤهلات الفنية ليفرغ ما في جعبته في الاستديوهات المصرية، إنه المخرج نيازي مصطفى الذي توافق اليوم، الخميس، الذكرى الـ30 لرحيله، فقد رحل عن دنيانا في مثل هذا اليوم من عام 1986.

بعد عودته من ألمانيا، قرر أن يخترق المجال الفني بعدد من الخبرات، فقد عمل مونتيرا في ستديو مصر ثم مساعد مخرج مع الفنان يوسف وهبي، حتى قرر أن يقوم بالإخراج منفصلا، ليعطي خلاصة تجاربه وخبراته، حيث أخرج العديد من الأفلام وشارك في كتابة بعضها، كما وضع المؤثرات الصوتية للكثير منها.

كانت تلك المواهب عاملا كبيرا لجذب المنتجين والنجوم إليه، فقد أصبح الحصان الرابح في عالم الإخراج، وأخرج أهم الأعمال الفنية التي اعتبرت من أشهر العلامات الفنية في تطور وتميز الفن المصري، منها "سي عمر"، و"عنتر بن شداد"، و"أبو حديد"، و"رصيف نمرة 5"، و"سر طاقية الإخفاء"، و"مصنع الزوجات"، و"ست الحسن"، و"أفراح"، و"قمر 14"، حتى كان آخر أفلامه فيلم "القرداتي" الذي رحل قبل أن يراه في دور العرض السينمائية.

تزوج من الفنانة كوكا، التي اشتهرت بأدوار الفتاة البدوية، فقد نشأت بينهما قصة حب عنيفة تزوجا بعدها، لكن لم يكتب لهما الإنجاب، وعندما علمت كوكا أنها المسئولة عن هذا الأمر طلبت من زوجها وحبيب العمر أن يتزوج من أخرى ليحقق حلم الأبوة، ولكن بعد إلحاحها وافق على رغبتها، حيث تزوج من الراقصة نعمت مختار، والتي لم يستمر معها طويلا ورجع إلى زوجته الأولى بعد علمه بأنها مصابة بالسرطان ليظل بجوارها حتى لحظاتها الأخيرة.

بعد رحيل زوجته ظل قابعا في الشقة التي تزوجا فيها منذ عام 1948، وانقطعت كل علاقاته بجيرانه، وفي يوم 20 أكتوبر عام 1986 استيقظ حي الدقي على خبر مقتل المخرج نيازي مصطفى، وذلك عندما حاول طباخه الخاص فتح باب المطبخ والمرور منه إلى داخل الشقة كعادته ليجده مغلقا من الداخل، ذهب إلى منزل شقيقة المخرج الحاجة زينب بالمنيل ليأخذ منها المفتاح الاحتياطي للبيت، وبالفعل تمكن الطباخ من فتح الشقة ليجد المخرج مقتولا ومكتوف الأيدي بواسطة "كرافتة" وموضوع على فمه لاصق لمنع الصوت.

علاقاته العاطفية السابقة وتشابك خلافاته عرقلت عملية البحث، فقد تشابكت الخيوط مع بعضها، بالإضافة إلى وجود كم كبير من البصمات داخل الشقة من أقاربه الذين سبقوا الشرطة في الذهاب إليها وقيامهم بحمل الجثة من مكان الجريمة ووضعها على سريره، ما أضاع معالم البصمات، فقررت النيابة حفظ القضية واعتبرت القاتل مجهولا.