ذكرى رحيل عماد عبدالحليم.. البلبل الحزين .. من الحياة في كنف العندليب إلى «النهاية الغامضة» على ضفاف النيل

• ولد في الإسكندرية لعائلة فنية فهو شقيق الملحن محمد علي سليمان وعم الفنانة أنغام
• شاهده العندليب في حفل زفاف طبيبه الخاص وعمره 12 عاما
• تبناه حليم ماديا ومعنويا وأعطاه اسمه فأصبح عماد عبدالحليم

سمعه العندليب عبدالحليم حافظ في حفل زفاف طبيبه الخاص الذي اقيم بالاسكندرية، وأعجب به وباحساسه المرهف في الغناء، ذلك الطفل الذي لم يتجاوز عمره الـ 12 عاما.. سارع اليه حتى تعرف علي ظروفه التي كانت تتشابه كثيرا مع نشأة العندليب، وقابل شقيقه الموسيقار محمد علي سليمان الذي عرض عليه ان يتبناه ماديا ومعنويا، وبالفعل انتقل معه للاقامة في القاهرة وسارع في اعطائه اسمه، ليصبح عماد عبدالحليم.

علمه اصول الغناء ودمجه في المجال الفني بعلاقات العندليب المتعددة، اندمج عماد في الوسط وبدا يتخذ من اسلوب العندليب منهجا له حتي وصل بسهولة الي قلوب المستمعين ونال تعاطف الجمهور.

ارتبط الفنان الراحل عماد علي سليمان الشهير بعماد عبدالحليم ارتباطا وثيقا بالعندليب عبدالحليم حافظ، فقد عاش وتربي معه وقدم افلاما تحكي وتحاكي قصة حياة عبدالحليم حافظ، بعد ان منحه اسمه ليتحول بعد ذلك لاشهر مطربي جيله، لكن نهاية الفنان عماد عبد الحليم لم تشبه نهاية ابيه الروحي بل كانت غامضة.

انتشر "عماد" واخترق مجالات الفن بكل انواعها فقام بتمثيل العديد من الاعمال الفنية سواء في الدراما التليفزيونية او من خلال الوقوف امام كاميرات السينما وتألق في مختلف الادوار فقد كان يمتلك احساسا قويا في الاداء التمثيلي.

وفي خضم هذه الشهرة والانتشار عاش عماد حياة الصخب والسهر ما جعله يتعرض للعديد من الاقاويل منها علاقته بالفنانة نجوي فؤاد بل وزواجه منها، الا ان الفنانة الشهيرة نفت تلك العلاقة وكل ما يرتبط بها من أقاويل.

تميز عماد عبد الحليم بحضور طاغ علي خشبة المسرح وكان تفاعل الجمهور معه قويا منذ بدايته فقد كان صوته مليئا بالشجن مفعما بالاحساس يصل بك الي اعلى مراحل الشجن والطرب ولكن اعداء النجاح لم يرق لهم ان يصل عبد الحليم الي هذه المكانة بتلك السرعة فقد حاصرته الشائعات واطلقوا عليه العديد من الاقاويل التي زعزعت ثقته بنفسه وقدراته الفنية ما جعله يخشي مواجهة جمهوره ليدخل في حالة من الحزن والانزواء والتراجع.

غنى عماد اغاني ابيه الروحي من بينها قارئة الفنجان، وصافيني مرة، واهواك، وبتلموني ليه، لكنه قرر ان يكون له انتاج خاص به ودربه العندليب علي اهم اسس الغناء ليتألق بأغنيته الشهيرة المليئة بالشجن والحزن (ليه حظي معاكي يا دنيا كدة) ثم جاءت اغنية (امي) التي كتبها الشاعر عبد الرحمن الابنودي.

نال عماد العديد من الالقاب منها فتي النيل الاسمر والبلبل الحزين والكروان الحساس والملاك الجميل اذ كان يتميز باحساس مرهف يسيطر علي نشاطه الغنائي وعلي البوماته.

توفي الفنان عماد عبد الحليم في مثل هذا اليوم من عام 1995، حين استيقظ حي الجيزة علي حادث مفجع عندما عثروا علي جثة الشاب عماد علي سليمان ملقاه علي ضفاف النيل بمنطقة البحر الاعظم.