الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زوج لمحكمة الأسرة: زوجتى قتلت ابنتى وكفرتنى

صدى البلد

على بعد أمتار من قاعة المداولة بمحكمة الأسرة بمدينة نصر، جلس"مدحت" صاحب الـ 41 عاما فى ثياب سوداء متواضعة، صامتا، يوارى حزنه وندمه على تحمله 7سنوات لامرأة باردة القلب- بحسب روايته- خلف ابتسامة باهتة، ظل المهندس الزراعى لساعات يتصفح وجوه الحاضرين بإمعان، محدثا نفسه:"ياترى أى منهم حرمته زوجته من رؤية أولاده 11 عاما ؟!، من فيهم ذاق مرار الحسرة على وليدة لم تكمل شهرها الثانى بسبب إهمال أمها واستهتارها؟!، هل وصلت إلى هنا لأننى لم أفعل مثل باقى الرجال ؟!، ولم يخرجه من دوامات تساؤلاته سوى صوت الحاجب يخبره بتأجيل دعوى زيادة نفقة الصغار التى حركتها ضده طليقته ضمن 15 دعوى.

يقول الزوج الأربعينى فى بداية حديثه لـ"صدى البلد":" تزوجتها بعدما رشحتها لى إحدى معارفنا، وقالت عنها إنها فتاة متدينة، وعلى خلق، حافظة لكتاب الله ولا تترك فرضا، تبات ليلها فى طاعة الرحمن، وترتدى النقاب منذ أن كانت فى الثالثة عشر من عمرها، وتربت فى المملكة العربية السعودية ودرست العلوم فى جامعة الأزهر، فتغاضيت عن الثلاث سنوات التى كانت تفرقها عنى، وحدتث نفسى بأن الزوجة لا يعيبها أن تكبر زوجها، وأن الفوز بذات الدين رضا من الله ورزق يجب أن أحمده عليه، واهما بأنها ستطبق شرع الله وستضعنى تاجا على رأسها، وتحملت أنا تكاليف الزواج، وتأثيث منزل الزوجية كاملا، ولم أكلفها مليما واحدا، ولم يمر شهرا حتى تمت مراسم الزفاف، وخلال هذة الفترة لم أرها سوى مرة واحدة فقط الرؤية الشرعية، فلم اتمكن من التعرف حتى على بعض من ملامح طباعها إلا أن أغلق علينا باب واحد".

يبتسم الزوج الأربعينى نصف ابتسامة وهو يتابع روايته حكايته:"وقتها فقط اكتشفت شخصيتها القاسية الباردة ، وأدركت أن المظاهر خادعة وأن الدين ليس نصوص ومحفوظات وإنما معاملة، ولأننى تربيت على مبدأ إذا وجدت سما فى الكأس عليك أن تتجرعه حتى نهايته تحملت، وصرت أمنى نفسى باليوم الذى تعود فيه لرشدها، وتعيد حساباتها، وتكف عن إهمالها لى ولبيتها، وياليتنى ما صبرت، فكان جفاؤها وبرودها يزدادان كل يوما عن سابقه، لا اتذكرأنها ألقت على مسامعى طوال 7 سنوات قضيناها سويا تحت سقف بيت واحد كلمة طيبة، ويوم أن غازلتنى قالت لى:"اتمنى لك الخير فى الدنيا فقط"، حتى أمها كانت لا تزورها إلا بعد إلحاحى عليها رغم أنها سيدة عجوز لا تسمع ولا تتكلم وتحتاج لمن يرعاها".

يتوقف الزوج عن الكلام فجأة ويطلق ضحكة ساخرة ثم يواصل حديثه وهو يعبث بلحيته التى غزاها الشيب:"حولت حياتنا إلى جحيم بإهمالها وبسببها تركت عملى كمهندس زراعى وتفرغت لتربية الصغار الذين لا ذنب لهم سوى أننى أساءت أختيار والدتهم، وترتيب المنزل وكى الملابس وتحضير الطعام بينما هى غارقة فى سبات عميق لا تبالى حتى بأطفالها، ويشهد الله أننى لم أهينها يوما أو أسبها أو طالتها يدى رغم أفعالها واستهتارها حتى جاء اليوم الذى عدت فيه إلى البيت بعد عناء الركض بحثا عن مصدر رزق، لأجد جثة ابنتى التى لم تكمل شهرها الثانى مدفونة بين ضلفتى سرير قابع فى غرفة مظلمة ونوافذها مغلقة بإحكام تركتها فيها أمها حتى تتمكن من استكمال نومها بعيدا عن صراخها، فلم احتمل وهرعت إلى المطبخ والتقت منه سكينا كانت ملقاه أمامى، وأقسمت أن اقتلها كما قتلت الصغيرة باهمالها لكنى تراجعت فى آخر لحظة، وطلبت من اشقائها أن يأخذونها بعيدا عن البيت، لا أعلم كيف طاوعها قلبها أن تترك الوليدة بمفردها وتغلق منافذ الهواء، أى نوع من الأمهات".

يقبض الزوج على حافظة المستندات التى سيقدمها للمحكمة فى دعوى زيادة نفقة أولاده وكأنه يخشى أن تهرب منه وهو يقول:"دفنت الصغيرة بعد نجاح مساعى عدم إخضاعها لمشرط التشريح، وظلت زوجتى فى بيت أهلها وأنا مع الطفلين، ولأجلهما قررت أن اتحامل على ألمى وأنزع من رأسى تفاصيل الليلة المشئومة، وأعيدها للمنزل، وبالفعل ذهبت غليها برفقة الصغيرين لكن شقيقها رفض أن يفتح لى الباب، فلو أياس وكررت الأمر أكثر من مرة، وصرت اترك لها الطفلين لعلها تراجع نفسها، لكن فى كل مرة كانا يعودان وعيونهما ممتلئة بالدموع وحينما أسألهما عن السبب يقولان أن والدتهما تردد دائما أنى وجدتهما كافران، ظل الحال على ماهو عليه لشهور حتى قررت زوجتى أن تضم الطفلين إلى حضانتها، ، وفوجئت بقوة تقتحم البيت محاولة أخذ الطفلين منى، وعندما قاومتها حررت ضدى محضر مقاومة مهام ضبطية قضائية وحجزت على إثره ".

يظل الزوج الأربعينى محافظا على ابتسامته الحزينة:"أمطرتنى بعدها زوجتى بوابل من القضايا تعدى عددها الـ15 قضية، تنوعت مابين نفقات بأنواعها وحبس وأجر مسكن وحضانة وتبديد منقولات زوجية وطلاق للضرر، وعندما رفضت دعوى الطلاق طلبت الخلع ليرفض هو الأخر بسبب كذب ادعاءاتها عن مقدم الصداق وفى النهاية طلقتها غيابيا، فى المقابل أقمت دعوى رؤية، لكنها لم تكن تلتزم بمواعيد الرؤية فحركت دعوى لإسقاط الحضانة عنها لعدم تنفيذها أحكام الرؤية، 11 عاما لم أر فيهم أولادى، سامحها الله حرمتنى من أن أمارس أبوتى، وعندما وصل الصغيران للسن القانونية التى يحق لى أن أضمهما فيها لحضانتى حركت دعوى بذلك. 

ينهى الزوج روايته بنرة مجروحة:"لكن كالعادة اختلقت زوجتى واقعة كى تتحايل على الدعوى، وادعت أن ابنى تم القبض عليه فى اعتصام رابعة، وبعد بحث لشهور فى الأقسام والسجون عنه اكتشفت كذبها، وفوجئت به يقف أمام القاضى ويقر هو وشقيقته برغبتهما فى مواصلة الحياة مع والدتهما، حينها أسودت الدنيا فى وجهى وأدركت أن كل مافعلته من أجلهما ذهب سدى وأن ليس للرجل أى حقوق فى محاكم الأسرة".