الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دلفين بوريون تكتب: المرأة وصراعات الشرق الأوسط

صدى البلد

شهدت المنطقة الأورومتوسطية في 2016 احتدام الصراعات، وتصاعد التطرف، وتراكم التحديات الاقتصادية، والبيئية والاجتماعية والمجتمعية - من تغيرات مناخية، وأمنية، وهجرة، وفقر، وبطالة - والتي من شأنها إنهاك القدرة على التعايش.

وأمام هذا التوتر الذي يسود العالم، هنالك أيضًا قوى إيجابية، وفرص تعد حيوية لتعزيز مجتمعاتنا بشكل أفضل. المرأة، والتي طالما تم إبعادها عن دوائر اتخاذ القرار، قليلة الاندماج في سوق العمل الرسمية، وكثيرًا ما تكون ضحية للعنف، هي تمثل اليوم واحدة من هذه الآمال من أجل منطقة المتوسط. ولذلك، فإن تعزيز دور المرأة يعد مطلبًا من أجل تعزيز منطقة أور ومتوسطية أكثر استقرارًا وقدرة على مواجهة تحدياتها بشكل أفضل.

تمثل المساواة بين الرجل والمرأة أحد ركائز الديمقراطية والسلام والنمو في منطقة تأمل في الاستقرار والرخاء، وعلى الرغم من التقدم المحرز في العديد من المجالات، إلا أن هذه المساواة تظل بعيدة عن الاكتمال في المنطقة الأورومتوسطية، كما هو الحال كذلك في باقي أنحاء العالم.

لا تصل المرأة إلى نيل كامل حقوقها ولا نفس الفرص التي يحصل عليها الرجل في المجالات الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية. يظل العنف ضد المرأة مستوطنًا. تحصر أعباء العادات والتقاليد والسلوك النمطي كثير من السيدات في أدوار مُخطط لها مسبقًا ويصعب التخلص منها.

إن مشاركة المرأة بشكل أكبر في الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية تعني النمو الشامل والتنمية المُستدامة، وتبرز هذه القيمة المضافة الحقيقية بفضل المرأة في جميع المجالات.

في منطقة المتوسط، حيث لا يتعدى معدل مشاركة السيدات في سوق العمل نسبة 25%، يمكن للمشاركة المتساوية للسيدات والرجال في الحياة الاقتصادية أن تزيد من إجمالي الناتج المحلي في المنطقة بنسبة 25%، كما تعد المرأة فاعلًا أساسيًا ضد التطرف والأصولية، بفضل قدرتها على إثراء النسيج الاقتصادي في بلدها والحد من تدفق الهجرة نتيجة لذلك، كما تلعب المرأة دور الوسيط وتحافظ على التماسك داخل الأسرة والمجتمع.

لا يمكن اعتبار السيدات بعد الآن فقط "ضحايا" للصراعات التي تؤثر عليهن بالأخص، لكن عليهن أن يصبحن فاعلات لمنع هذه الصراعات وحلها، كما ينص قرار الأمم المتحدة رقم 1325.

أثبت تقرير حديث للأمم المتحدة هذه المساهمة الإيجابية للمرأة: وجود المرأة في المفاوضات يعمل على استمرارية اتفاقيات السلام. المرأة مستعدة اليوم ليس لأن تكون وحدها سيدة مصيرها فحسب بل وأن تكون أيضا القوة الدافعة للسلام والاستقرار.

بوصفه إطارا حكوميا فريدا لتحفيز الأولويات الثلاث المترابطة للمنطقة - الاستقرار، والدمج الإقليمي، والتنمية الإنسانية الشاملة - جعل الاتحاد من أجل المتوسط من تحفيز المساواة بين الرجل والمرأة وتمكين المرأة في المجتمعات، واحدة من أولى أهدافه. ولهذا الغرض، يعمل الاتحاد من أجل المتوسط على المستوى السياسي ببناء "أجندة مشتركة" تشرك الدول الـ43 في المنطقة، ومن خلال مشروعات محددة من أجل المرأة في مجالات التدريب، وريادة الأعمال، والمشاركة الاقتصادية، والوصول إلى القيادة ومكافحة العنف.

ومن البديهي أنه لا توجد تنمية بدون أمن، ولا يوجد أمن بدون تنمية، ولا يمكن الحصول بشكل مستدام لا على الأمن ولا على التنمية من دون المساواة بين الرجل والمرأة. يمثل التشجيع على الإنفاذ الفعلي لحقوق المرأة والوصول إلى جميع الفرص واحدة من الشروط الأساسية لضمان السلام، والاستقرار والتنمية في مجتمعاتنا، ولمجابهة تحديات عصرنا هذا.