الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تركيا ليست .. أردوغان ..


عقب ثورة 30 يونيو بشهور قليلة وبالتحديد في شهر فبراير عام 2014 التقيت بزعيم المعارضة التركية ورئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار (وكان ذلك في اطار الترتيب للقاء تليفزيوني أجراه صديقي المذيع المتميز عمرو عبد الحميد ) وكانت بداية توتر العلاقات على المستوى الرسمي مع تركيا بسبب تصرفات أردوغان الهوجاء وتصريحاته الممجوجة ضد مصر وتم الحوار الذي أغضب أردوغان.

 وأهم ماجاء في الحوار وعلى لسان رئيس حزب الشعب الجهوري التركي (وهو الحزب الذي أسسه كمال أتاتورك ) وهو السبب الحقيقي وراء النهضة الاقتصادية في تركيا حسب ما أكد عليه كمال كليتشدار نفسه الذي أكد أيضا رفض الشعب التركي لمحاولات أردوغان وحكومته للتدخل في الشأن الداخلي المصري .. والرجل ذكر عبارة لم تغيب عن خاطري أبدا وهي : (تركيا .. ليست أردوغان ) وأتذكرها خصوصا كلما صدر أهوج من أردوغان عن مصر أو عن الرئيس السيسي ..

وأشعر بغضب حقيقي كلما أعقب تلك التصريحات رد من الجانب المصري يقول : اننا نمنح اردوغان وتركيا فرصة تلو الاخرى لمراجعة موقفها الرسمى من ثورة 30 يونيو وتآمرها على مصر وأمنها وشعبها... وأعود لحوارنا مع كمال كليتشدار رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي والذي أكد فيه على عدد من النقاط التي كانت غائبة عن كثيرين عن أردوغان المخادع الكبير وهي أن رجب طيب أردوغان وهو ليس سبب نجاح التجربة الديمقراطية في تركيا و وهو وحزبه لم يحكم سوى 11 عاما فقط بينما حزبنا حكم تركيا منذ عام 1923 ..

 وأنه للأسف أصبح قطاع كبير من المصريين لا تذكر تركيا الان الا مقرونة بمواقف رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان المسيئة لرموز سياسية ودينية كبيرة في مصر .. ومواقفه الداعمة بشدة لجماعة الاخوان الارهابية والرافضة ايضا للارادة الشعبية الكاسحة في مصر التي تجلت في خروج الملايين من المصرييين في ثورة 30 يونيو ..

وقال كليتشدار لم أكن أتصور في يوم من الايام أن يحدث توتر فى العلاقات بين مصر وبين تركيا على المستوى الرسمي مثلما يحدث هذه الايام .. العلاقة بين مصر وتركيا تاريخية ونحن أصدقاء .. والشعبان المصري والتركي تجمعهما ثقافة واحدة وروابط تاريخية قوية.. نعم يحدث في مصر تغييرات مهمة وتاريخية ونهتم بها ونتابعها باهتمام بالغ .. التطور الديمقراطي في مصر مهم لتركيا ومهم لمنطقة الشرق الاوسط والعالم اجمع .. مصر في قلب الشرق الأوسط وقلب المنطقة العربية وهي أكبر دولة في المنطقة .. ونحن في حزب الشعب الجمهوري التركي نعمل على دفع وتطوير العلاقات بين مصر وتركيا وزيادتها ..

ثم تطرق الى دعم أردوغان لجماعة الإخوان المحظورة وقال :
- اذا نظرنا للسياسة الخارجية للدول نعرف جميعا انها مبنية على مصلحة كل دولة على حدة ولذلك ان كنا نأمل ونسعى الى علاقات طيبة بين مصر وتركيا وبين دول الشرق الاوسط بشكل عام فنحن نعمل على دفع وتطوير هذه العلاقات بشكل عام .. ولذلك فأن التدخل في الشئوون الداخلية لمصر من أي دولة أخرى امر مرفوض تماما كما اننا نرفض تدخل اي دولة في شئوون تركيا الداخلية .. فلذلك فان تدخل اردوغان في الشئوون الداخلية لمصر أمر مرفوض وغير مناسب تماما ومايحدث من توتر في العلاقات بين البلدين امر سييء من كل الجوانب ونعمل على تقوية اواصر الصداقة والمودة وكل مايصب في صالح الشعبين المصري والتركي.. لانوافق على التدخل التركي في الشؤون الداخلية للبلاد ليس في مصر فقط ولكن في سوريا أيضا ونرفضه في العراق وفي أي دولة وبالتالي نرفض تدخل أي دولة في الشئوون الداخلية لمصر ..

وعن انهيار حلم الخلافة الاردوغانية بسبب ثورة 30 يونيو قال كليتشدار أن تركيا ليست فقط رجب طيب أردوغان وهو ليس سبب نجاح التجربة الديمقراطية في تركيا و وهو وحزبه لم يحكم سوى 11 عاما فقط بينما حزبنا حكم تركيا منذ عام 1923 .. وكنا كحزب الشعب الجمهوري حريصين كل الحرص على العلاقات الطيبة مع كل الدول وخصوصا مصر وسوريا والعراق وكل دول المنطقة .. ولذلك دائما حريصين على علاقات طيبة مع مصر وتجمعني صداقة شخصية مع السفير عبد الرحمن صلاح سفير مصر في أنقرة وهو دبلوماسي رائع ورجل محترم وأستغل الفرصة الان لارسل له أطيب تحية واحترام ..

 وبالنسبة للكلام عن خلافة وغيره من مشاريع الحكم الاسلامي وغيره فهو كلام غير واقعي .. نحن في القرن الـ21 والعالم يتغير من حولنا ويجب ان تكون علاقاتنا متوازنة مع جميع دول العالم بشكل عام ومع مصر بشكل خاص وتجمعنا معها روابط ثقافية منذ الاجداد وعلينا الحفاظ عليها .. مصر ليست مهمة للشرق الاوسط فحسب بل مهمة للعالم اجمع واذا نجحت التجربة الديمقراطية في مصر ستنجح في باقي دول الشرق الاوسط نعرف أهمية مصر و قيمة الشعب المصري ..

وعن ترشح المشير عبد الفتاح السيسي للرئاسة وقتها قال رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض التركي : من حق الشعب المصري أن يختار من يحكمه عقب ثورتين قام بهما وانا سعيد بقرب اجراء الانتخابات الرئاسية وأتمنى تحسن العلاقات الرسمية بين البلدين فنحن أخوة ويجب ان نعمل على تقوية العلاقات بين البلدين وأتمنى عودة التمثيل الدبلوماسي على مستوى السفراء بين الدولتين ..ومن يختاره الشعب المصري رئيسا له نرحب به ونحترمه ونشجعه ونرجو منكم ان تبلغوا سلامنا الى الشعب المصري من جميع الاتراك نحن نحب المصريين..

ورغم أن الخارجية المصرية وأسدها سامح شكري له مواقف مشرفة في التعامل مع أردوغان الأهوج وتصريحاته حول مصر وأشهرها عندما قام بتسليم رئاسة قمة المؤتمر الاسلامي في تركيا دون مصافحة المسئوؤل التركي ومغادرته القاعة الى المطار للعودة للقاهرة مباشرة والتجاهل التام من مؤسسة الرئاسة والرئيس السيسي لأردوغان وتصريحاته وأوهامه إلا أنني أتمنى أن يكون هناك لغة أكثر قوة بل وغطرسة من الجانب الرسمي المصري للرد على أردوغان الذي يجب ألا ننتظر منه خيرا ابدا .. وأوكد مرة أخرى أن (تركيا ليست أردوغان فقط ) .. والله المستعان على أردوغان وأوهامه ..
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط