"قنبلة" في لبنان بعد ترشيح الحريري لميشال عون.. محللون: خطوة ستلقي لبنان في حضن إيران.. وحزب الله بدأ اتصالاته لدعم المرشح الجديد.. صور

الحريري يدعم عون المقرب من حزب الله للانتخابات الرئاسية اللبنانية
اتصالات لحزب الله لدعم عون ومطالب بتدخلات الأسد
مراقبون:
ترشيح الحريري لعون خطة لمحاصرة إيران وحزب الله في لبنان

تشهد الساحة اللبنانية جدلا واسعا في الفترة الحالية، بعد القنبلة التي فجرها، رئيس الوزراء السابق، سعد الحريري بترشيحه الجنرال ميشال عون، قبل 9 أيام من انطلاق جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في البرلمان، بعد فشل لاكثر من 40 مرة، وبهذه الخطوة يحظي عون بالأكثرية النيابة التي تسمح بانتخابه رئيسا للبلاد.

وقال الحريري أمام حشد من نوابه وكوادر تيار المستقبل الذي يترأسه، "أعلن اليوم أمامكم قراري تأييد ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية" مضيفا أن قراره الذي يأتي بعد التوافق مع عون "نابع من ضرورة حماية لبنان وحماية النظام وحماية الدولة وحماية اللبنانيين".

وسريعا، انطلقت التكهنات والتحليلات في لبنان وخارجها، كما انقسم الشارع اللبناني بين مؤيد ومعارض، لهذه الخطوة، إذ أن هناك من يرى في خطوة الحريري قفزة من حضن المملكة العربية السعودية إلى إيران، التي تثير جدلا واسعا داخل لبنان وخارجها، في حين يرى أخرون أنها محاولة من الحريري استعادة التيار البرتقالي إلى صفوف قوى الرابع عشر من مارس.

الغريب في هذه الخطوة انها تأتي رغم وجود خلافات واسعة بين الحريري وعون، فعون كان من أشد المعارضين للرئيس التوافقي، سليمان فرنجيه، الذي كان مدعوما بقوة من الحريري، غير أن الحريري أعلن ان تأييده لترشيح عون جاء بعد استنفاذ كل الخيارات الأخرى من مرشحي 14 آذار.

منصب رئاسي شاغر منذ منتصف 2014

تشهد الساحة السياسية اللبنانية حالة من الجمود السياسي منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان في مايو 2014، وفشل البرلمان لأكثر من 35 مرة في اختيار رئيس، نتيجة عدم اتفاق الكتل السياسية على الشخصيات المطروحة، والتي كان من بينهم، سليمان فرنجية.

ويرجع هذا الفشل في البرلمان للتنوع في الكتل داخله، إذ تبلغ أصوات كتلة المستقبل 33 نائبا، وحزب الله 13 نائبا، والقوات اللبنانية، 8 نواب، بالإضافة إلى كتلة التيار الوطني الحرب، الذي يرأسه عون ومكون من 20 نائبا، وكذلك عدد من النواب المستقلين، ومن أجل انتخاب الرئيس يلزم 65 صوت التي تمثل الأكثرية.

وعلى الرغم من أن الكثيرين يرون في خطوة الحريري، بأنها ستنقل لبنان للتبعية الإيرانية بدلا من السعودية، لاسيما وأن عون حليف لحزب الله، الذي يريد تحويل لبنان إلى ولاية إيرانية ضد المملكة السعودية، إلا أنه في الحقيقة، يحاول الحريري أن يضع إيران وحزب الله في موقف صعب، مع وصول زعيم الرابية إلى سدة الرئاسة، حيث أنه سيحشر حلفاء إيران في لبنان في الزاوية عبر تجريدهم من الغطاء المسيحي في لبنان.

حزب الله يحتشد لدعم عون

ولأنه أقرب المسيحيين الموارنة لحزب الله، يعمل التنظيم الشيعي اللبناني على تحريك شبكته لدعم عون بأكبر قدر ممكن قبل جلسة الانتخاب في البرلمان، وبحسب صحيفة "الأخبار" اللبنانية، فإن الحزب يتواصل مع قيادة حركة أمل والتيار والطني الحر وتيار المردة لتخفيف حدة التشنج بين ميشال عون، وبين باقي الموارنة المسيحيين، كما أنه من المتوقع أن يطلب حزب الله من الرئيس السوري بشار الأسد محاولة الاتصال والضغط على حلفاءه في لبنان من أجل إتمام نجاح عون.

"شبكة دعم جديد لميشيل عون"

يحظى ميشال عون بعلاقات وثيقة بحزب الله اللبناني، تعود إلى عام 2006، لكن خلال الأشهر الأخيرة استطاع الجنرال الموارني أن يبني شبكة جديدة من العلاقات داخل سوريا.

خلال الأشهر الاخيرة، استطاع عون أن يحصل على دعم حزب القوات اللبنانية، برئاسة سمير جعجع، الزعيم المسيحي القوي الآخر الذي كان على خلاف معه حتى قبل أشهر، وحصلت مصالحة لدى تبني جعجع ترشيح عون باسم توحيد المسيحيين.

وحصول عون على دعم الحريري، ربما يكشف خلف الكواليس، حدوث تقارب في الرؤى بين عون وتحالف 14 آذار، إذ يرى مراقبون أن الحريري لا يمكنه أن يقدم على هذه المجازفة بدون أن يكون قد توصل إلى اتفاق على الأرض أيضا، يضمن بعد لبنان عن إيران.

فخلال التصريحات الأخيرة للحريري، قال:" بقي خيار واحد العماد ميشال عون، هكذا بوضوح وصراحة خصوصا منذ أن تبنى حلفاؤنا في القوات اللبنانية ترشيحه، لكن الأهم أننا والعماد ميشال عون وصلنا في حوارنا أخيرا إلى مكان مشارك اسمه الدولة والنظام".

أمريكا حذرة من هذه الخطوة

وعلق وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري على دعم الحريري لعون بالقول:" نحن نأمل بالتأكيد أن يحدث تطور في لبنان، لكنني لست واثقا من نتيجة دعم سعد الحريري، لا أدري".

وأضاف كيري الذي نادرًا ما يعلق على الشأن اللبناني، بحذر "نحن نأمل أن يتم تجاوز هذا المأزق الذي يؤثر على لبنان والمنطقة".

غير أن محللين لبنانيين يرون هذا الحذر يخفي وراءه مباركة أمريكية لهذه الخطوة، بحسب ما ذكرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية.