الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

واشنطن بوست تكشف عن أكبر الداعمين اليهود لهيلاري كلينتون.. منهم رجل الأعمال مصري الأصل حاييم صبان

صدى البلد

قلق هيلاري كلينتون دفعها لزيادة عمليات جمع الأموال
أكبر داعمي هيلاري من مليارديرات اليهود
حاييم صبان - مصري المولد - من أقرب الشخصيات الداعمة لهيلاري

عانت مرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات الأمريكية هيلاري كلينتون من القلق حيال تمويل حملتها الانتخابية حتى قبل أسابيع من بدئها.

وأكدت هوما عابدين - مستشارة هيلاري - قلق كلينتون حيال عمليات التمويل، مما دفع هوما لمطالبة كبار مسئولي الحملة في مارس 2015 التباحث حول تمويل الحملة خلال الربع الأول.

كما أبدى روبي موك – مدير حملة هيلاري - قلقه حيال تمويل الحملة.

وكان مرشح الرئاسة الأمريكية جيب بوش يتلقى الملايين من الدولارات دعما لحملته الانتخابية التي لم تكن قد بدأت بعد. وقد دفعت الملايين التي تلقاها جيب بوش إلى قلق كلينتون، حسب وثائق نشرها موقع ويكيليكس.

إلا أن هيلاري كان لها سلاحها المالي الخاص، وهو مجموعة من الداعمين السياسيين، حازت هيلاري وزوجها الرئيس الأمريكي الأسبق بيل على دعمهم على مدى 40 عاما.

ولضمان نجاحها في سباق التمويل قبل السباق الرئاسي، قامت هيلاري بطلب مساعدة المتبرعين الكبار، كما قامت بتجاهل القواعد التي وضعها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما على فريقه الخاص بجمع تمويلات حملته الانتخابية.

وعلى الرغم من قلق مستشاريها حول ارتباط هيلاري بأثرياء الولايات المتحدة، إلا أنهم وافقوا على قيام جماعات الضغط بجمع الأموال لحملتها، حسب الرسائل الإلكترونية المسربة الأخيرة.

وأفضت هذه النتائج في النهاية إلى نتائج رائعة، إذ استطاعت حملة كلينتون وجماعات الضغط الموالية لكلينتون جمع ما يقرب من 1.14 مليار دولار دعما للحملة بنهاية ديسمبر الماضي، وهو ما يضاهي ما جمعه أوباما خلال حملته الانتخابية الثانية في 2012.

ولم يبدأ مرشح الجزب الجمهوري دونالد ترامب عمليات جمع الأموال إلا بنهاية شهر مايو، وجمع 712 مليون دولار، بما فيهم 56 مليون دولار من جيبه الخاص.

وعلى عكس أوباما، لجأت هيلاري إلى جماعات الضغط منذ اللحظات الأولى للحملة، مما ساعدها على جمع أموال أكثر من الرئيس الأمريكي.

ويظهر تحليل قامت به جريدة واشنطن بوست أن أكثر من 20% من الأموال التي تلقتها هيلاري جاءت من 100 من الأثرياء الأمريكيين ومن اتحادات عمالية ترتبط بتاريخ طويل مع عائلة كلينتون.

خمسة فقط من بين المتبرعين لها لحملتها منحوا ملايين الدولارات ، وهؤلاء الخمسة من رجال الأعمال اليهود، إذ تبرع دونالد ساسمان بحوالي 20.6 مليون دولار، وجاي روبرت بيرتسكر بمبلغ 16.7 مليون دولار، ورجل الأعمال المصري حاييم صبان وزوجته بمبلغ 11.9 مليون دولار، وجورج سوروس بمبلغ 9.9 مليون دولار، ودانيال إبراهام بمبلغ 9.7 مليون دولار.

ولم يحدث منذ وضع قوانين تمويل الحملات الانتخابية في سبعينات القرن الماضي، أن قام رئيس منتخب بجمع كل هذه الأموال. إلا ان الأوضاع تغيرت بعد عام 2010، مع ظهور جماعات الضغط، التي يمكنها قبول مبالغ لا حصر لها من الأشخاص والشركات.

ويقول ساسمان - أكبر داعمي هيلاري – إن أولوياته هي إلغاء نظام التبرعات الضخمة التي ازدهرت أخيرا في الولايات المتحدة الأمريكية.

ويؤكد ساسمان أن الأمر يبدو غريبا، فهو ينفق الكثير من الأموال ليمنع الأموال من التدخل في السياسة، ويفسر موقفه بقوله إن هيلاري هي من يمكنها أن توقف هذا الأمر عند حصولها على منصب الرئاسة.

وتعد هيلاري من أكثر منتقدي تدخل المال في السياسة، مع أنها أكبر المستفيدين من هذا النظام. إذ دعت إلى إصلاح نظام تمويل الانتخابات وتعهدت بإلغاء قانون يسمح للشركات بإنفاق الأموال على أنشطة السياسيين.

ويقول مراقبون إن 2.6 مليون أمريكي تبرعوا لحملة هيلاري لإيمانهم بقدرتها على بناء مجتمع أكثر تعددية وإيمانا بقدرتها على بناء اقتصاد لكل الأمريكيين.

إلا أن كلينتون – في حال نجاحها – ستدخل البيت الأبيض مدينة لداعميها وداعمي زوجها على مدى العقود السابقة.

وجمع هؤلاء ما يقرب من 4 مليارات دولار لعائلة كلينتون على مدى عقود.

وتظهر تقارير قيام العائلة بجذب المجموعات المتنافسة من كل من وول ستريت وقطاع التكنولوجيا.

ولم يدعم هؤلاء العائلة في السياسة فقط، بل في أعمال العائلة الإنسانية، واحتياجاتها القانونية. وحصلت مؤسسة كلينتون على نصف التبرعات أو 2 مليار دولار، وتذهب هذه التبرعات لمجالات الصحة والتعليم، إلا أن هناك من انتقدها خلال حملة الانتخابات الحالية لحصولها على تبرعات من دول أجنبية عندما كانت تشغل منصب وزيرة الخارجية الأمريكية.

وتلقى كل من هيلاري وبيل كلينتون 888 مليون دولار خلال ترشح بيل للرئاسة مرتين، وخلال ترشح هيلاري لمجلس الشيوخ مرتين وحملتها الرئاسية خلال عام 2008.

ويشعر مستشارو كلينتون لحملتها الانتخابية الحالية بالقلق من أن حديث كلينتون حول محاربة تدخل المال في السياسة، لن يكفي للتغطية على قربها الشديد من أصحاب المصالح من الأثرياء.

وأظهرت الرسائل المسربة في مايو 2015 قلق المدير المسئول عن خطابات كلينتون من "شكاوى النفاق"، أو أن كلينتون تقول ما لا تفعل.

إلا أن حملتها كانت أيضا على وعي بأهمية جماعات الضغط، وأن مرشحي الحزب الديموقراطي المنافس مثل جيب بوش، وسكوت ووكر يستخدمان نفس هذه المجموعات بشكل كبير.

وتظهر إحدى الرسائل الإلكترونية قلق كلينتون من اندفاع الجمهوريين في جمع التمويلات، ومن قلة الرقابة من لجنة الانتخابات الفيدرالية المسئولة عن مراقبة القواعد الانتخابية.

ورد عليها جون بوديستا – مدير الحملة – بنصحها بتوسيع شبكة داعميها، وقد وسعت كلينتون من عمليات جمع التمويلات بشكل "جنوني" كما قالت هوما عابدين.

وقامت الحملة بجمع أموال من جماعات الضغط التي تمثل الدول الأجنبية، كما نصح محاموها بأنها سيتم مهاجمتها في حال التزمت بقواعد التمويل أم لم تلتزم، لذلك عليها أن تأخذ الأموال على كل حال.

وعملت كلينتون مع جماعات الضغط "برايوريتيز" و جماعة "كوريكت ذا ريكورد." وقد عملت هذه الجماعات كوحدة واحدة ترأسها مصرفي يدعى "هيرب ساندلر"، وأسماها "كلينتون سوبرباك،" وبعدها بشهرين تبرع ساندلر بمليون دولار للحملة.

ويتدخل العديد من الداعمين الأغنياء في أمور الحملة من خلال طلبات أو نصائح.

ومن بين هؤلاء كان حاييم صبان – أمريكي إسرائيلي – الذي يعطي نصائح حول اجتذاب الناخبين اللاتينيين واليهود، وعندما وصف ترامب اللاتينيين بأنهم مجرمون ومغتصبون، نصح صبان حملة كلينتون باغتنام الفرصة في الرد بقوة على كلام ترامب.

كما نصحها صبان بأن تبرز الفارق الإيجابي بين مواقفها ومواقف أوباما حيال إسرائيل، وأكد لها أنه يمكنها القيام بهذا الأمر دون انتقاد الرئيس أوباما، من خلال رفض العداء للسامية ومقاطعة إسرائيل و التعهد بالالتزام بأمن إسرائيل وغيره.

وعندما تفوقت هيلاري على ساندرز في الانتخابات الأولية في 15 مارس، هنأها صبان، وأخبرها أنه سعيد وزوجته لهذا الانتصار.