الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رئيس تحرير الأهرام: ضباطنا وجنودنا البواسل فى جيش مصر يدفعون أثمانا باهظة فى مواجهة مع عدو حقير.. ونريد «حكومة لا تلعب لعبة المواءمات فى زمن الحرب".. والأمل فى شباب مصر وتكتلهم والتفافهم حول الرئيس

محمد عبد الهادى رئيس
محمد عبد الهادى رئيس تحرير الاهرام

محمد عبد الهادي رئيس تحرير الأهرام:
ضباطنا وجنودنا البواسل فى جيش مصر الأبى يدفعون أثمانا باهظة فى مواجهة مع عدو حقير
الرئيس عبد الفتاح السيسى حدد هدفا إستراتيجيا واضحا هو «تثبيت أركان الدولة» لمواجهة الأخطار
تاريخنا المعاصر لم يشهد كل تلك المساحات من التشتت والبعد عن واقع القضايا العامة
الجبهة الداخلية فى حاجة ماسة إلى تماسك أكبر وفى حاجة إلى إغلاق ملفات مفتوحة دون حسم
التجاوب مع خطاب الكراهية ضد حماة الوطن يقول إننا أمام خطر داهم
يدفع جيش مصر اليوم ثمن خيانة الدم من قبل الفساد والتهاون فى محاربته ومن قبل نخب سياسية
نريد «حكومة لا تلعب لعبة الموائمات فى زمن الحرب"
الأمل فى شباب مصر وتكتلهم والتفافهم حول الرئيس والجيش فى معركة حاسمة ضد الإرهاب

أكد الكاتب الصحفي محمد عبد الهادي علام، رئيس تحرير الأهرام أن ضباطنا وجنودنا البواسل فى جيش مصر الأبى يدفعون أثمانا باهظة فى مواجهة مع عدو حقير لا يتورع عن سفك دماء الأبرياء من أجل وصوله إلى هدفه فى القفز على السلطة من جديد.. نصحو دولة وحكومة وشعبا ولسان حالنا يقول «إحنا آسفين يا شهيد» لكننا فى واقع الأمر مشغولون بالعبث الحاصل على أصعدة عدة.

وأشار رئيس تحرير الأهرام عبر مقاله الأسبوعي فى جريدة الأهرام والذي حمل عنوان "وقفة مع خيانة الدم" إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى حدد هدفا إستراتيجيا واضحا هو «تثبيت أركان الدولة» لمواجهة الأخطار الداخلية والوضع الإقليمى المتردى فى ظل دعم من قوى خارجية للجماعة الإرهابية التى يتم الإنفاق عليها بسخاء من أطراف عديدة، ومن ثم كان الأمر يتطلب التفافا شعبيا واسعا حول القوات المسلحة ولم يتحقق ذلك وبات الالتفاف منقوصا اليوم.

وشدد علام على أن تاريخنا المعاصر لم يشهد كل تلك المساحات من التشتت والبعد عن واقع القضايا العامة مثلما نحن فيه اليوم فهناك من ينفذ أجندة اشغال المواطن عن رؤية حجم تضحيات القوات المسلحة والشرطة ببراعة، خاصة فيما يتعلق بالأمور الحياتية الضرورية التى لا يمكن بالقطع المجادلة فى أهميتها القصوي.. وإلى نص المقال:

"وقفة مع خيانة الدم"
تصحو مصر من وقت إلى آخر على خبر مفزع. يدفع ضباطنا وجنودنا البواسل فى جيش مصر الأبى أثمانا باهظة فى مواجهة مع عدو حقير لا يتورع عن سفك دماء الأبرياء من أجل وصوله إلى هدفه فى القفز على السلطة من جديد.. نصحو دولة وحكومة وشعبا ولسان حالنا يقول «إحنا آسفين يا شهيد» لكننا فى واقع الأمر مشغولون بالعبث الحاصل على أصعدة عدة.

فى بداية حكمه، حدد الرئيس عبد الفتاح السيسى هدفا إستراتيجيا واضحا هو «تثبيت أركان الدولة» لمواجهة الأخطار الداخلية والوضع الإقليمى المتردى فى ظل دعم من قوى خارجية للجماعة الإرهابية التى يتم الإنفاق عليها بسخاء من أطراف عديدة، ومن ثم كان الأمر يتطلب التفافا شعبيا واسعا حول القوات المسلحة ولم يتحقق ذلك وبات الالتفاف منقوصا اليوم سواء عن عمد بإغراق الوطن فى متاهات مقصودة وأزمات خانقة أو عن غير قصد بحماقات متخاذلين لا يراعون قيمة مناصبهم، ويتركون الأرض يمرح فيها المتآمرون والمجرمون والقتلة والفاسدون.

لم نشهد فى تاريخنا المعاصر كل تلك المساحات من التشتت والبعد عن واقع القضايا العامة مثلما نحن فيه اليوم فهناك من ينفذ أجندة اشغال المواطن عن رؤية حجم تضحيات القوات المسلحة والشرطة ببراعة، خاصة فيما يتعلق بالأمور الحياتية الضرورية التى لا يمكن بالقطع المجادلة فى أهميتها القصوي... لكن نتيجة تقاعس المسئولين عن أداء مهامهم بكفاءة تمددت حالات الجشع والاتجار بقوت الشعب وتمددت سطوة الفاسدين حتى بات الموقف الاقتصادى خطيرا رغم كل ما يفعله رئيس الدولة من جهود صادقة لوضع مصر على الطريق الصحيح، ومد الإرهابيون أيديهم إلى عمق الوطن ليسقط شهداء مثل العميد عادل رجائى أمام منزله فى مدينة العبور وهو جندى آخر مجهول فى معركة مواجهة الجماعات المارقة ومن يقف وراءها، لا نعلم بتضحيات أمثاله من الأبطال الأبرار إلا بعد أن يسقط فى الميدان فداء لبلده وتضحية من أجل علم وطنه.

الجبهة الداخلية فى حاجة ماسة إلى تماسك أكبر، وفى حاجة إلى إغلاق ملفات مفتوحة دون حسم، ومراجعة وجود شخصيات فى مواقع المسئولية دون أحقية فى المنصب، والتوقف عن النهم «الفئوي» من جانب بعض النقابات للحصول على مكاسب على حساب الآخرين ومواجهة فساد المحليات، ووضع نهاية لطوابير المرتشين (الذين ينهكون المواطن من أجل إنجاز أعمال مشروعة أو تحقيق مطالب مشروعة) وهو ما يفت فى عضد الجبهة الداخلية، ويمزق وحدة الأمة فى مواجهة الإرهاب اللعين.

نعم، عدم الالتفاف حول القوات المسلحة بالشكل الأمثل هو نتيجة وجود كثير من بؤر التوتر التى تضعف تماسك الجبهة الداخلية، حيث أصبح كل مواطن مشغولا بمسافة ربع متر يعيش فيها ولا يشغله ما يواجه الوطن على اتساعه من مخاطر بعد أن تمكن البعض من أن يزرع فينا شعورًا بعدم المبالاة بما يجرى على أرض سيناء أو تصوير المعركة مع الإرهاب على أنها «صراع متبادل بين فصيلين» مثلما فعل القابع فى بلد أجنبى وكان يوما يشار إليه باعتباره من رموز الثورة على نظام حسنى مبارك! أصبحت حالنا اليوم «لا وقت للوطن»!!

ما يحدث من بعض ردود أفعال على استشهاد رجال الجيش والشرطة من جانب بعض الفئات، التى تحسب زورا على السياسة والنضال!! والتجاوب مع خطاب الكراهية ضد حماة الوطن، يقول إننا أمام خطر داهم، وأن عدونا يكسب أرضا بتراخينا وباستمرار مسلسل الإهمال واللامبالاة فى المجتمع المصري، ويعنى أن الفاسدين وجماعات المصالح وامتداداتها فى بعض مؤسسات الدولة والانتهازيين والمشتاقين والمبتزين باسم ثورة يناير والقافزين على ثورة 30 يونيو والممولين من الخارج، ونخبا سياسية مشغولة بمكاسبها وبمحاولة إجهاض المشروع الوطنى عبر رسم صورة سوداوية عن الأوضاع بلا هوادة يجنون ثمار ما يفعلون .

هؤلاء يرون أن فرصتهم فى دفع الناس إلى الخروج والتخريب فى المنشآت العامة مثل دعوة 11/11 ... هؤلاء باعوا ثورة 25 يناير يوم 28 يناير للجماعة الإرهابية التى كانوا يلقبونها بالفصيل الوطنى فى حينه! ... هؤلاء هم من تحالف مع الجماعة الإرهابية فى انتخابات 2012 ثم باعوا الوطن من فوق منصة فيرمونت فى الانتخابات الرئاسية لتوصيل الجماعة إلى السلطة فى 2012 ... هؤلاء من شاركوا الجماعة فى جمعية تأسيسية لصياغة دستور «الإخوان» لمصر... وللأسف بعض هؤلاء لايزال يبيع الوهم لمسئولين فى هذا البلد، ويمارسون تصفية الحسابات والانتقامات الشخصية فى مواقع مسئولية تولوها بدعوى المشاركة فى ثورة 30 يونيو تماما مثلما فعلت عناصر الإخوان فى مواقع تولوها بعد ثورة 25 يناير.

نخب سياسية، لا تستحق كلمة نخبة، تساوى اليوم بين دم الشهداء الذكى والإرهابيين فى مشهد نادر من مشاهد الخسة والوضاعة لم نعاينها فى تاريخ مصر الحديث... نخبة من السوداويين سمموا حياتنا وشغلوا الناس عن الوطن .. ولم لا؟.. فهم يعرفون أن الرجال الشجعان يموتون فى الحروب ويحصد الجبناء الثمار... هؤلاء ليسوا سوى قلة من العملاء الذين يعملون ضد الجيش العظيم الأبي، وهم يدركون أنه بدونه لا كرامة ولا عزة لمصرى فى وطنه. هم يريدون كسر جيش مصر من أجل نجاح مخططات شريرة تريد هدم الدولة بعد أن نجح مشروع الهدم على يد جماعات التطرف والإرهاب فى دول شقيقة كبيرة. الواقع يقول إن الجيش هو من وقف إلى جانب تحقيق إرادة الشعب فى يناير، ثم فى يونيو تدخل ضد نظام حكم إرهابى كاد يدفعنا إلى عمق الظلام.

بصراحة شديدة، يدفع جيش مصر اليوم ثمن خيانة الدم من قبل الفساد والتهاون فى محاربته، ومن قبل نخب سياسية، ومن قبل جشع التجار، ومن قبل التهاون فى التعامل مع الداعمين والراعين والمحرضين على القتل.

..وبمناسبة مؤتمر الشباب الذى ينطلق غدا فى شرم الشيخ، لا يكفى أن نقف دقيقة حدادا على أرواح الشهداء، ولا يكفى أن نقول كلامًا يجبر الخواطر مثل: أن تلك الحوادث الآثمة لن تزيدنا إلا إصرارا على محاربة الإرهاب ومستمرون فى المعركة، فمثل تلك التصريحات لا تصدر عن أصحاب الهمة، ولابد من الإجابة عن سؤال واضح: كيف تركنا تلك الدماء الذكية لتجار الإرهاب والسياسة؟ مرة يتسببون فى قتلهم.. ومرة يمارسون فيهم جريمة خيانة وإهانة الدم؟!

نريد «حكومة لا تلعب لعبة الموائمات فى زمن الحرب...» ولا نريد تصريحات لا تزيد الناس إلا فتورا وقلقا وتخبطا.. نريد حكومة شجاعة وصاحبة همه وجرأة من أجل الوطن وحينها سيكون الكل مستعدا للشهادة، وليس رجال الجيش والشرطة وحدهم فقط.

الأمل فى شباب مصر وتكتلهم والتفافهم حول الرئيس والجيش فى معركة حاسمة ضد الإرهاب، فلا نريد التعايش مع حالة اعتياد جرائم الإرهاب .. فتلك حالة هى أسوأ ما يضرب أمة يمثل شبابها اليافع النسبة الأكبر من مواطنيها.. الأمل قائم لا شك لدي..

يحيا جيش مصر وعاش نضال المصريين من أجل دولة تليق بهم.