الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تحقيق استقصائي بريطاني يكشف زيف أكذوبة "تركيا جنة الأطفال اللاجئين السوريين".. منظمة حقوقية توثق معاناة أبناء دمشق في بلاد أردوغان

صدى البلد

  • بي بي سي: متاجر بريطانية تستفيد من عمالة الأطفال السوريين
  • تحقيق لرويترز يرصد إجبار السوريين الصغار على العمل مخالف للقانون
  • هيومان راتس ووتش أكدت معاناة أطفال سوريا في تركيا

كشف تحقيق استقصائي لهيئة الإذاعة والتليفزيون البريطانية (بي.بي.سي)، الاثنين، عن المعاناة التى يعشيها الأطفال اللاجئين السوريين في تركيا، حيث خلص التحقيق إلى أن اللاجئين السوريين في سن يصل إلى الخامسة عشرة يعملون لساعات طويلة مقابل أجور ضئيلة وهم يصنعون الملابس ويقومون بكيها قبل شحنها إلى بريطانيا.

وقال متحدث باسم أحد المتاجر البريطانية: "لم نجد في السابق أدلة على تعيين عمال سوريين في المصانع التي تزودنا بالمنتجات لذلك لقد صدمتنا تلك النتائج الخطيرة جدا وغير المقبولة لنا"، وقال المتجر: "نعمل مع المورد التركي ليقدم وظائف ثابتة وقانونية لأي عمال سوريين في المصنع".

وتعتبر تركيا نقطة دخول أساسية للاجئين الفارين من الصراع الدائر في سوريا وبها ما يقدر بثلاثة ملايين سوري، ووقعت أنقرة اتفاقا، في مارس، مع الاتحاد الأوروبي لكبح تدفق اللاجئين إلى دول التكتل.

ولم تكن بي بي سي أول من توصل لمعاناة الأطفال السوريين في تركيا بل قامت وكالة الأنباء "رويترز"، هذا العام أيضا إلى أن أطفال لاجئين سوريين في تركيا يعملون في مصانع ملابس في ظروف غير قانونية.

ومنذ انطلاق الثورة السورية، في ربيع 2011، الأطفال هم أكثر المتضرّرين من الصراع المستمرّ حتى الآن، حيث أنهم شهدوا كل أنواع الانتهاكات وتعرضوا للقتل والتهجير إلى دول الجوار.

وفقًا لاحصائيات الأمم المتحدة، عدد الأطفال السوريين الذين عبروا الحدود كلاجئين تجاوز حاجز المليون طفلٍ، موزّعين على دول الجوار، أكثر من ثلثي هذا العدد هم دون سنّ الحادية عشرة.

وتعتبر غازي عنتاب في جنوب شرق تركيا، من المدن التي تستضيف أكبر عدد من اللاجئين السوريين الفارين من البلاد التي مزقتها الحرب.

يذكر أن منظمة "هيومن رايتس ووتش" لحقوق الإنسان أصدرت تقريرا في 2015 قالت فيه إن أكثر من 400 ألف طفل لاجئ سوري يعيشون في تركيا لا يذهبون إلى المدرسة، ويواجهون مشاكل في ضمان حصولهم على فرص تعليم، كما ينص على ذلك القانون الدولي.

وأكد التقرير أن هناك عقبات رئيسية تحول دون ذلك، ومنها حاجز اللغة، وقضايا الاندماج الاجتماعي، والصعوبات الاقتصادية، ونقص المعلومات حولها.

وقال ستيفاني جي، الحاصلة على زمالة برنشتاين في برنامج حقوق اللاجئين في هيومن رايتس ووتش: "يعرّض الفشل في تزويد الأطفال السوريين بالتعليم جيلا كاملا للخطر. ومع عدم وجود أمل حقيقي في مستقبل أفضل، قد ينتهي المطاف باللاجئين السوريين اليائسين إلى المغامرة بحياتهم عبر العودة إلى سوريا أو القيام برحلات خطيرة إلى أوروبا".

وقالت هيومن رايتس ووتش إن على الحكومة التركية والشركاء الدوليين العمل بسرعة لضمان التحاق الأطفال السوريين في تركيا بالمدارس، وسيقلل التعليم من مخاطر الزواج المبكر والتجنيد العسكري للأطفال من قبل الجماعات المسلحة، وسيحقق استقرار مستقبلهم الاقتصادي عبر زيادة مكاسبهم المحتملة، وسيضمن تجهيز الشباب السوريين اليوم بشكل أفضل لمواجهة الأمور غير المؤكدة في الغد.

وهناك 708 ألاف طفل في سن المدرسة، واستنادا لبيانات وزارة التربية التركية، التحق في 2014ـ2015 ما يزيد قليلا عن 212 ألف طفل بالتعليم الرسمي في المرحلتين الابتدائية والإعدادية، وبلغ معدل الالتحاق داخل مخيمات اللاجئين ما يقرب من 90 بالمائة، لكن بالنسبة للغالبية التي تعيش خارج المخيمات، لم تتجاوز نسبة التحاق للأطفال بالمدرسة 25 بالمائة. وبشكل عام، لا يتلقى أكثر من ثلثي الأطفال السوريين أي تعليم رسمي في تركيا.

وأكدت المنظمة أن مراكز التعليم المؤقتة محدودة العدد وغير متوفرة على نطاق واسع في جميع المناطق الجغرافية التي تستضيف لاجئين سوريين في تركيا، أما الموجودة حاليا فغير قادرة على استيعاب عدد كبير من طلاب المدارس السوريين ممن يحتاجون لتعليم، وتطلب العديد من تلك المراكز رسوم تدريس أو تطالب الأسر بدفع رسوم مواصلات إضافية، ما يجعلها ليست في متناول بعض الأسر السورية التي تعاني من أزمات مالية.

وتشكل الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها الأسر السورية في تركيا أيضا عائقا رئيسيا أمام تعليم الأطفال، فاللاجؤون السوريون ممنوعون من العمل بشكل قانوني في البلاد، وأحيانا، لا يتمكن الأولياء من إعالة أسرهم بسبب الدخل المتدني الذي يحصلون عليه في سوق العمالة غير الرسمية، ما أدى لتفشي عمالة الأطفال بين اللاجئين السوريين.