الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لدولة القانون نقول ...انتى مكسوفة؟؟؟؟


أعد كل شىء يلزمه فى اجتماع اليوم والذى رتب له منذ أسبوعين ودعا فيه كل من يهمهم الأمر على اختلاف درجاتهم العلمية ومناصبهم ، ارتدى أجمل ماعنده ووضع أفخم العطور وسلم على أهله كلهم صغيرا وكبيرا مذكرا إياهم بأنه سيدعوهم على العشاء فى أفخم المطاعم حينما يعود من الاجتماع المصيرى.

نزل من فيلته الفخيمة ،وعندما رآه سائقه جرى مسرعا وأخذ منه حقيبته وفتح له باب السيارة الأفخم والتى يصل ثمنها لما يقارب المليونين من الجنيهات المصرية..جلس فى السيارة وفتح حقيبته وأخرج منها أوراقا يراجع مافيها قبل أن يطرحه لاخذ الموافقة عليه .رن هاتفه رد بسرعه ولايدرى السبب فى سرعة رده ربما القلق وربما الانتظار..

وعندما رد وجد صديقه يسأله عن سبب تأخره وبأن كل القضاه ووكلاء النيابة والمحامين فى انتظاره ،وحينها رد عليه بأنه على وشك الوصول، دقائق معدودة ووصل الى حيث الملتقى تلك الدار العتيقة والتى شهدت أجيالا وأجيالا من صولات وجولات رجال القضاء الشامخ.
 
دخل رافعا يديه بالسلام ومن ورائه سائقه حاملا تلك الحقيبة المليئة بأوراق ستغير تاريخ بلاط صاحبة العدالة التى تمسك بيدها ميزان العدل ،وتغطى عينيها حتى يكون حكمها عادلا لايؤثر فيه جاه أو سلطان أو أموال نظر الى صولجان القاعة والى هذا التمثال التاريخى وطمأن نفسه بأنه ماجاء إلا للخير فقط .

بدأ كلامه بالتحية وبتذكير الحضور بأهمية المرحلة التى تمر بها الأمة وبأن الساحة بحاجة لقرار حاسم، الا وهو النظر الف مرة ومرة قبل الحكم بانهاء حياة إرهابى؛ وبرر ذلك بان من قتل نفسا فقد قتل الناس جميعا ولم يذكر الصحيح من كونها ايه وفيها بغير حق.

ولم يستوقفه أحد فأكمل حديثه وقال :نحن معشر القضاة نؤكد على ضرورة استشعار الحرج فى اية قضية من هذا النوع وبالتالى نستخدم التسويف حتى يقضى الله امرا كان مفعولا .ونظر اليهم قائلا :بالطبع موافقون، وهذا التزام والزام سنسرى به وعليه .وخرج من القاعة سعيدا ولم ينس ان ينظر شذرا لصاحبة الدار التى أسعده انها لن تراه لانها مغمضة العينين.

ركب سيارته وامسك بهاتفه طالبا آل بيته لكى يستعدوا لاصطحابهم الى افخم وارقى المطاعم لقضاء سهرة تليق بالقرار الذى اصدره والذى سيريح باله وفكره لمدى حسبه طويلا..وفى استغراقه فى تصور غده وكم الاضواء التى ستسلط عليه وكم العروض التى ستلاحقه لم يلحظ متابعة سيارة له وعندما استوقفه ان بداخلها سيدة فائقة الجمال تبتسم له وقبل ان يرد على ابتسامتها بضحكة قبول، انهمر عليه وابل من الرصاص وغاب عن الوعى وفى غيبه سرى القانون الذى اقره فرحا بتسويف محاكمة القتلة لاستشعار المحكمة بالحرج.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط