الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زوجة تطلب الخلع.. طلب منها زوجها الخروج من المنزل.. وعادت فجأة لتراه فى أحضان رجل

صدى البلد

على مقعد خلفى بإحدى قاعات الجلسات بمحكمة الأسرة بزنانيرى، جلست الزوجة الثلاثينية فى سكون يشبه سكون الموتى، تسترجع تفاصيل الصفقة التى قلبت حياتها رأسا على عقب، وتتذكر لعاب أبيها السائل على حفنة من الأوراق البالية غازل بها العريس فقره ليدارى بها على شذوذه ويجمل صورته أمام العالمين على حسابها، وزغاريد أمها التى رجت أركان بيتهم الآيل للسقوط معلنة تشييعها إلى أحضان رجل كل مؤهلاته أنه ميسور الحال، وكلما علت موجات مد الذكريات المؤلمة أحكمت السيدة ذات الرداء الأسود قبضتها على حافظة المستندات التى تحوى أوراق دعوى الخلع التى أقامتها ضد زوجها بعد مصارحته لها برغبته فى الزواج من رجل بحسب روايتها.

بدأت الزوجة البائسة رواية تفاصيل حكايتها لـ"صدى البلد":"كان مال زوجى كفيلا أن يجعل أهلى يسلموننى له على طبق من فضة فى أقل من شهر دون أن يتقصوا أثره أو يتحروا عن سيرته، أو يتسأولوا حتى عن أسباب بقاءه دون زواج حتى سن الأربعين رغم يسار حاله، واهمين بأنه الرجل المنقذ الذى سيريحهم من الفقر الذى طحن عظامهم وسيخرجهم من القبر الذى يحيون به، وفى ليلة الدخلة التى تنتظرها كل فتاة ذقت مرارة الحسرة، حيث أدار زوجى ظهره لى فى أولى ليالينا، وتحجج بأن جسده منهك، فى البداية صدقته ولم أبال بتصرفه، لكن مع مرور الأيام وتوالى محاولات هروبه منى فى الفراش، جعلتنى أدركت أن يعانى من شىء ما، وشكيت حاله إلى أهله الذين لم يبدوا اهتماما ولم تظهر عليهم أى علامات للخوف أو الفزع أو حتى الغضب وكأنهم كانوا يعلمون بحالته، فصمت خوفا من كلمات الناس وبطش أبى إذا طلبت الطلاق".

تغالب الدموع الزوجة الثلاثينية وهى تقول:"عشت فى عذاب، فما أصعب من أن تحيى كزوجة مع إيقاف التنفيذ، تحترقين كل يوم بنار الشوق ولا تجدين من يطفؤها، وتخضعين لسلسلة من المحاولات الفاشلة والشاذة، وليهرب زوجى من تساؤلاتى بات يقضى معظم وقته خارج البيت، ويعود متعبا ومنهكا كأنه كان يصارع فى حلبة، واستمر على هذا الحال حتى جاء اليوم الذى اكتشفت فيه السر وراء هروبه المستمر منى والذى يعلمه الجميع إلا أنا، لا أزال أتذكر تفاصيله وكأنه حدث بالأمس، يومها أخبرنى زوجى بأنه سيستقبل رفيق له فى البيت، وطلب منى أن أقضى هذا اليوم فى منزل أهلى وألا أعود حتى يأذن لى".

ينتفض جسد الزوجة وهى تسرد تفاصيل الليلة المشئومة التى قصمت ظهر زواجها:"وبالفعل التزمت بأوامر زوجى ، وذهبت إلى منزل أهلى لكن ظلت الظنون تعصف بذهنى، فقررت أن افاجئه، وبمجرد أن انهى المفتاح دورته الأولى حتى سمعت تأوهات وأصوات مريبة تتسلل من باب الغرفة التى يجلس بها زوجى مع رفيقه، تجاهلتها فى بادئ الأمر لكنها تمادت فى الارتفاع، فاقتربت من باب الغرفة المنشودة بخطوات مترددة، ونظرت من الثقب بحذر، فرأيت رجلى وهو يمارس الشذوذ مع صديقه، ويطلب منه ماكان يطلبه منى فى لقاءاتنا القليلة البائسة، تسمرت فى مكانى، وكدت أن أفقد وعيي من هول ما رأته عينى، وبدأت اترجم كثيرا من طلبات وتصرفات زوجى الغريبة، فلملمت شتات نفسى وخلعت عنى ثوب خوفى وواجهته فلم يجد مفرا من الاعتراف بأنه شاذ، وأن زواجه منى كان لتجميل صورته أمام الناس وليدارى به على شذوذه وأنه يرغب فى الزواج من رجل مثله".

تشيح الزوجة بوجهها صوب نافذة زجاجها يقاوم السقوط وهى تنهى حكايتها:" أطلقها فى وجهى ولم يستح، فتركت له البيت عائدة إلى منزل أهلى، وحررت محضرا ضده بقسم الشرطة وسردت فيه ما قاله لى وما شاهدته، ثم طرقت أبواب محكمة الأسرة طالبة تطليقى منه طلقة بائنة للخلع، وكل ما أتمناه الآن أن يصدر الحكم سريعا فى الدعوى، وأن أجد عملا يرحمنى من سيطرة أهلى ومتاجرتهم بى".