الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ألا ليت الشباب يعود يوما.. من شرم الشيخ.. بالمحليات


بعيدا عن الهري اللي شغال على السوشيال ميديا حول "تلاجة السيسي واللي ماكانش فيها غير ميه لمدة عشر سنين"، واللي بيؤكد كل يوم أن الشعب المصري كله "شمال"، وأنه كلما ارتجل السيسي في كلامه وبعفويته ونرجوه مرة أخرى ألا يرتجل ومش عيب إنه يقرأ من نص مكتوب كل وهذا أسلم، خاصة لما يكون بيوجه كلامه لعالم كلهم شمال قاعدين على "الساقطة واللاقطة" وبيدوروا على أي هري وبيغضوا البصر فقط عن أي شيء إيجابي.

والشيء الإيجابي هنا هو المؤتمر الأول للشباب في شرم الشيخ واللي شارك فيه 3000 شاب من جميع التيارات زي ما شوفنا ومنهم معارضين للسيسي وكمان كان مشاركين في حملة حمدين صباحي اللي كان منافس له في الانتخابات الرئاسية، وشفنا كمان إبراهيم عيسى بحمالاته وبرجالاته، ورغم أنه بيبث روح التشاؤم على الهواء من خلال برنامجه يوميا، ورغم ذلك تم دعوته وبغض النظر عن أي سلبيات في تنظيم المؤتمر، إلا أن هناك إيجابيات كثيرة جدا في المؤتمر ومشاركة الشباب في جلسات حوار جادة وشارك فيها السيسي ودخل في مناقشات مع الشباب.

وكمان قرر الرئيس السيسى عقد لقاءات شهرية، لمناقشة كل ملفات المؤتمر الوطنى للشباب، وقال: "لن ننتظر لعام 2017 بل سنلتقى شهريا لمناقشة جميع ملفات المؤتمر، وطالب اللجان اللي طرحت أفكارا فى المؤتمر الوطنى بطرح أفكارها خلال اللقاء الشهرى.

ومن الإيجابيات أيضا أن السيسي اتكلم بشكل مباشر في ملف الحريات العامة والمشاركة السياسية وقال إنه على اللجان التى طرحت أفكارا لمناقشة كل الموضوعات الخاصة بالمؤتمر أن تأتى شهريا وتقدم ما توصلت إليه من توصيات ونسبة النجاح والإخفاق فى كل الملفات... وده معناه إنه هيتم متابعة دورية للموقف القانوني الخاص بالشباب اللي بيقضوا أحكام قضائية في السجون، وإنه هايتم متابعة كل حالة كما قال السيسي للدكتور أسامة الغزالي حرب.

الجديد في هذا المؤتمر هو تأكيد الرئيس السيسى على عقده في شهر نوفمبر سنويًا، مع دعوته لعقد جلسات نقاش شهرية لمناقشة ما تم الاتفاق عليه في المؤتمر، وليكون فرصة لتبادل الأفكار والرؤى، ولمنح الفرصة لأكبر عدد من شباب مصر ليكونوا مشاركين في الحوار الوطنى، وهو ما يساعد في خلق حالة من الحوار الصحى بين الشباب والدولة.

ورغم احتواء المؤتمر على جلسات عمل متعددة، تناولت الكثير من الملفات مثل الهجرة غير الشرعية، والبحث عن حلول للمشكلة التعليمية وأمور أخرى، إلا أن المشاركة السياسية للشباب استحوذت على اهتمام كبير من الشباب المشاركين في المؤتمر، حيث أجمع المشاركون في المؤتمر على أهمية التنشئة السياسية للشباب والنشء، على أن تتولى الوزارات المعنية تنفيذ استراتيجية خاصة، ومنها على سبيل المثال وزارات الثقافة والتربية والتعليم والشباب والرياضة، مع التأكيد على ضرورة الاهتمام بالتنشئة الوطنية للشباب، ملمحين إلى ضرورة إعادة تدريس مادة التربية الوطنية مرة أخرى في المدارس.

ومن الإيجابيات أيضا أننا شاهدنا مدينة شرم الشيخ تتحول من مدينة السلام إلى مدينة "الشباب"، بعدما استضافت أكثر من 3 آلاف شاب يمثلون جميع أطياف المجتمع المصرى، ما بين مؤيد ومعارض، في حدث هو الأول من نوعه الذى تستضيفه المدينة التي اعتادت أن تكون مكانًا للمؤتمرات السياسية والاقتصادية المحلية والدولية، لكنها بالمؤتمر الوطنى الأول للشباب أخذت طابعا جديدا يفتح أبواب الامل أمام الشباب للمشاركة في الحياة السياسية والمجتمعية والفرصة أمامهم في الانتخابات المحلية المقبلة، والتي ستنعقد بعد إقرار القانون الجديد، وهو ما أتوقع حدوثه قريبا وبنص الدستور على أن "يحصل الشباب على 25% من إجمالي المقاعد".

وأوجه كلمتي هنا للأحزاب الفاعلة وإن كانت قليلة أن تستعد وتدفع بشبابها إلى الانتخابات المحلية والشباب المصري قادر ومؤهل رغم محدودية الإمكانيات أن يغير وجه مصر من خلال المحليات، وكمان هو اللي هيقدر يقضي على الفساد في المحليات اللي عدى الركب ووصل للأنف والأذن والحنجرة.

وفي الختام أتمنى تكرار تجربة المؤتمر الأول للشباب وأن تعقد جلسات حوار شهرية وأن يكون من نتائجها حصول الشباب على نسبة أكتر من الـ25% من المحليات.. والله المستعان.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط