الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أكثر حكام التاريخ "جنوناً".. أحدهم ظن أنه صنع من زجاج وأخرى «شربت الدماء»..صور

صدى البلد

عرف العالم على مر التاريخ حكاما وملوكا غريبي الأطوار لدرجة تصل إلى الجنون في بعض الأحيان، فالبعض منهم تجرد من آدميته وارتكب جرائم بشعة والبعض الآخر سيطرت عليه الوساوس والأوهام فأصبح غير قادر على التعرف حتى على أقرب الناس إليه.

وسنعرض في التقرير التالي مجموعة من أكثر الحكام "جنونا" على مر التاريخ:

1. الإمبراطور الصيني "كي شي هوانج":

يعتبر الإمبراطور "كي شي هوانج"، والذي تولى حكم الصين خلال الفترة ما بين ما بين عامي 221 إلى 210 قبل الميلاد من أكثر الشخصيات إثارة للجدل في التاريخ، وهو يصنف ضمن قائمة أغرب الحكام وأكثرهم توهما، إذ أنه كان مصابا بـ"بارانويا الموت"، وقضى العديد من سنوات حكمه خائفا من الموت وحاول جاهدا البحث عن "إكسير الحياة" الذي يمكنه أن يمنحه الخلود؛ وسخر علماء الأعشاب والأطباء من أجل اختراع ذلك الإكسير.

وانتشرت الكثير من القصص والأقاويل حول مدى غرابة ذلك الإمبراطور، والتي يظل الكثير منها مثارا للجدل حتى وقتنا الحالي، ومن أبرز ما قيل عنه أنه أصدر قانونا يحكم بالإعدام على من يفشي سر مكان تواجد الإمبراطور، كما كان لا ينام في نفس المكان ليلتين متتاليتين، وكان لا يحب الاقتراب من البحر لاعتقاده بأن هناك وحشا كبيرا سيخرج من البحر ليبتلعه، وأصدر حكما بذبح كل حيتان البحر لأنها تتآمر مع الوحش المزعوم لقتله.

وقضى أغلب سنوات حكمه في حفر خنادق أسفل قصوره ليتمكن من الهرب عند وقوع خطر؛ وبنى لنفسه قبرا يتسع لـ8000 شخص وصممه على نفس شاكلة المدينة التي يحكمها، حتى إذا مات يحكم من العالم الآخر.

2. شارل السادس ملك فرنسا أو "شارل المجنون"

تُوج الملك "شارل السادس" على عرش فرنسا في عام 1380 ميلاديا، حيث كان آنذاك في الحادية عشر من عمره، وتولي كامل مسئوليات المُلك عام 1388؛ ولقب خلال فترة حكمه التي استمرت حتى وفاته عام 1422، بلقبين هما "شارل المحبوب" ولاحقا "شارل المجنون".

ويرجع السبب وراء ذلك إلى أنه كان طبيعيا تماما في بداية حكمه، لكن بعد مرور عدة سنوات بدأت أعراض المرض النفسي تظهر عليه، فعلى سبيل المثال كان ينسى أنه ملك فرنسا، وحتى ينسى اسمه تماما كما كان ينسى زوجته وأولاده بشكل متكرر ويعتبرهم غرباء عنه.

وفي عام 1405، أصيب بحالة غريبة، حيث رفض أن يستحم أو يغير ملابسه لمدة 5 شهور متواصلة، كما انتابته حالة أخرى جعلته يعتقد أن جسمه مصنوع من الزجاج، فكان يرفض أن يقترب منه أي شخص وكان يرتدي درعا حديديا طوال الوقت حتى لا يتهشم جسده الزجاجي.

3. السلطان العثماني إبراهيم الأول

تولى حكم الدولة العثمانية خلال القرن السابع عشر، بعد وفاة اخيه السلطان "مراد الرابع"، وشهد مقتل إخوته الأربعة الكبار قبل توليه الحكم وبقى ينتظر مصيره مثلهم، مما أثر عليه لاحقا في حياته فجعله عصبيا مضطربا ولا يستقر على أي شئ، فأطلق عليه لقب "إبراهيم المجنون".

وخلال حكمه، أراد قتل جميع المسيحيين في أسطنبول، لكن بعد ضغط من وزرائه اكتفى بقتل الكهنة الكاثوليك فقط؛ كما ورد عنه أن إحدى زوجاته غضبت منه لأنه كان يفضل ابن إحدى جواريه الذي لا يمت له بصلة على ابنه، فأصيب السلطان بالغضب وأمسك بابنه وألقاه في بركة، لكن تم إنقاذ الصبي من الغرق، وقضى بقية حياته مصابا بندبة على رأسه.

كان مولعا بالنساء البدينات؛ وقبل إعدامه، أمر بإغراق 280 سيدة من حريمه، ويُعتقد أنه لم تنج منهن سوى واحدة فقط.

4. الملكة "ماري الأولى"

هي ابنة الملك "هنرى الثامن"، ولدت عام 1516 وتوفيت عام 1558؛ وتربعت "مارى الأولى" على عرش بريطانيا بعد وفاة شقيقها "إدوارد السادس" وبعد الملكة "جين جراى" التى تربعت على العرش لمدة تسعة أيام فقط؛ وكانت "مارى" شديدة التعصب للمذهب الكاثوليكى فأجبرت رعاياها على اعتناق الكاثوليكية، وحاربت البروتستانتيين طويلا.

وارتكبت مذابح رهيبة، خلال فترة حكمها التي استمرت لخمس سنوات، حيث أمرت بإعدام أكثر من 300 شخص من البروتستانتيين حرقا بتهمة الهرطقة، فيما هرب أكثر من 800 شخص من بريطانيا خوفا منها ولم يعودوا إلا بعد وفاتها، كما أمرت باحتجاز شقيقتها "إليزابيث" لاعتقادها أنها تحيك مؤامرة ضدها؛ ولذلك فقد لقبت باسم "مارى الدموية".

5. الكونتيسة "إليزابيث باثوري"

تنتمي "إليزابيث باثوري"، أو "كونتيسة الدم" كما أطلق عليها، إلى عائلة "باثوري" التي أنجبت ملوكا ونبلاء حكموا المجر وبولندا وترانسلفانيا؛ وتعد "باثوري"، التي ولدت عام 1560، واحدة من أسوأ الشخصيات فى التاريخ، حيث قامت بشرب دماء أكثر من 600 فتاة من خادماتها و25 فتاة من الأسرة الحاكمة.

وكانت "باثوري" في البداية تقوم بتعذيب الخادمات للتسلية وطرد الملل وكان زوجها "فيرنس نادساى"، قائد جيوش المجر آنذاك، هو من علمها تعذيب الخادمات، لكن تحول الأمر بعد ذلك الى هوس حقيقي، فابتكرت طرقا جديدة للتعذيب شديدة القسوة وكانت تقوم بضرب الفتيات ضربا مبرحا وعض وجوههن وتجويعهن حتى الموت وتمزيق لحمهن وغرز الدبابيس فى الشفتين وتحت الأظافر فضلا عن الاغتسال فى دمائهن للحفاظ على جمالها.

وتحول قصرها الى مقبرة للخادمات من يدخله لا يخرج منه أبدا؛ وعندما ذاع خبر الجرائم التى كانت تقوم بها، تمت محاكمتها صوريا وسجنت فى أحد قصورها نظرا لمكانتها؛ وتوفيت عام 1614.