الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

القفزة الأخيرة إلى النهاية السوداء


كلمتي هي حسبة لله وحده ، وأقسم بجلال الله على صدق كل حرف فيها ، فما قصدت منها ولا بها غير وجه الله سبحانه وتعالى ، لا أنافق أحدا ولا أجامل أحدا على الإطلاق على حساب دولة ليست كأي دولة ، إنها مصر وما أدراك ما مصر ومكانتها المقدسة العظيمة.

الداعون للنزول يوم 11/11 أقول لهم - على رسلكم يا سادة ؛ فلو أن النزول في هذا اليوم الذي حددوه بيوم 11/11 ، وأطلقوا عليه (ثورة الغلابة) سيكون مجديا ، وسيحقق العدل وليس مزيدا من الظلم لكنت أول النازلين، لو أن النزول سيحقق الحياة الكريمة وليس إسالة دماء جديدة لنزلت، لو أن النزول سيحقق الحرية المنشودة التي نأملها لنزلت ، لو أن النزول سيجعل مصر في الريادة والصدارة ، وليس مزيدا من التراجع للخلف لنزلت ، فقبل أن نفكر في النزول لابد أن نفكر في جدواه وماذا سيحقق لنا من أهداف ؟ نعم نعانى كثيرا ، نعانى من الظلم والقهر والفقر والغلاء ، نعانى من القيود المفروضة على حرية الرأى ، نعانى من هوس المطبلاتية الذين يهللون للحكومة وللنظام دون وعى ودون علم ببواطن الأمور ، وهم منتشرون في كل مكان وزمان.

أهمس في أذن هذه الفئة الضالة الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ؛ أستحلفكم بالله " لو لم تستطيعوا الوقوف إلى جانب الحق فلا تصفقوا للباطل، لقد اجتمعنا يوما ما على قلب رجل واحد وهتفنا فى نفس واحد وبصوت واحد (الشعب يريد) وكان للشعب ما أراد فى سقوط الحاكم والحكومة دون إسقاط النظام بأكمله لأنها كانت ثورة بلا قائد ، لم نجن منها سوى استشهاد الآلاف من زينة شباب مصر الذين كانوا يتمنون أن يروها أجمل وأفضل، كانوا يريدون فقط أن يتحقق للمصريين أهم وأبسط مطالب الحياة الكريمة ( عيش ، حرية ، عدالة اجتماعية).

مازال الأمل موجودا ما دمنا مؤمنين بالله بأن هناك "يوم معلوم لابد أن تُرد فيه المظالم أبيض على كل مظلوم، أسود على كل ظالم ، يوم الخلاص من الظلم والظالمين وسيكون ساعتها القصاص أولا من الهتيفة والمطبلاتية وأصحاب المصالح والمستفيدين والمتسلقين وأولاد البطة البيضاء والمنتفعين والفاسدين والمفسدين ، حتى نطهر بلادنا أولا من شرذمة هي الأهم والأولى للقضاء عليها لنتطهر إلى الأبد ولنبدأ من جديد لكن على نظافة.

إن الداعين للنزول ليوم 11/11 قد يكون من بينهم من ضاق ذرعا بما يحدث ولكن ( النزول ليس هو الحل) فالنزول يوم 11/11 سيكون نزولا بمصرنا إلى الهاوية - فمصر لا تتحمل مهازل جديدة وكفانا ماحدث في ثورة من أروع ثورات الدنيا ومع ذلك فشلت - كل ما أخشاه أن تكون هذه الثورة المزعومة لو تحققت تدابيرها كما قال أحد أصدقائي المثقفين القفزة الأخيرة إلى النهاية السوداء - حفظ الله مصر وحفظ شعبها العظيم.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط