الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحرب الاقتصادية النفسية على مصر


شرفت أن أكون حاضرا جلسة في مؤتمر الوطني الأول للشباب تحت رعاية السيد رئيس الجمهورية والجلسة كانت تحت عنوان أزمة سعر الصرف السياسة النقدية الأسباب والحلول .

تكلم العديد من خبراء الاقتصاد ووزير المالية ورئيس لجنة الخطة والموازنة في مجلس الشعب، وشباب البرنامج الرئاسي لإعداد الشباب. علق الرئيس على كلام الجالسين لمدة لا تزيد عن خمس دقائق .

بدأ كلامه أن ما يحدث في أزمة الدولار هو من فعل أهل الشر، وأنه مدبر ومنظم وبأسلوب ممنهج من قوى معادية تريد إسقاط مصر وإحباط الشعب.

الرئيس تكلم قبل ذلك عن الحروب النفسية وحروب الجيل الرابع وحروب المعلومات وحاول أن يبسط للمواطن المصري البسيط المخلص لوطنه هذه المصطلحات والمفاهيم وهذه الأنواع من الحروب الحديثة.

الرئيس على اطلاع تام نظريا وعمليا بهذه الأنواع من الحروب بحكم عمله كمدير للمخابرات الحربية ووزير دفاع قبل أن يصبح رئيسا، فهو خبير في هذا المجال، ولكن كعادة الرئيس يريد أن توصل معلوماته وخبرته للمواطن البسيط فيختار كلاما بسيط به عمق يلمس القلوب، ويجعل المواطن يدرك خطورة المشكلة وطرق الحل. 

نأتي إلى التعريف العلمي للحروب الاقتصادية وكيفية استخدامها في الحروب النفسية.

تعرف مراجع القانون الدولي الحروب الاقتصادية بأنها إجراءات وتحالفات عدائية من دولة أو عدة دول دولة أخرى من أجل انهيار اقتصاد هذه الدولة، ما سوف يؤثر على الوضع العسكري والسياسي لهذه الدولة ويجعل نظامها وسلطتها تخضع وتقدم تنازلات تجاه هذه الدول..

 

وضمن صور وأنماط الحروب الاقتصادية 


الحصار الاقتصادي.. وهي أن يتم منع توريد أي مواد خام أو عملة أو تبادل تجاري مع هذه الدولة. 
المقاطعة.. مثلما فعل كفار قريش مع رسول الله سيدنا محمد صلى لله عليه وسلم.
و بنود المقاطعة.. أبرموا فيه أنه على أهل مكة بكاملها في علاقتهم مع بني عبد مناف ما يلي:

أن لا يناكحوهم -لا يزوّجونهم- ولا يتزوجون منهم، وأن لا يبايعوهم، لا يبيعون لهم ولا يشترون منهم، وأن لا يجالسوهم، ولا يخالطوهم، ولا يدخلوا بيوتهم، ولا يكلموهم، وأن لا يقبلوا من بني هاشم وبني المطلب صلحًا أبدًا، ولا تأخذهم بهم رأفة حتى يُسْلموا رسول الله لهم للقتل.

قطع أي معونات عسكرية أو اقتصادية تقدمها الدولة الكبرى لبعض الدول النامية. 
منع الشراء والاستيراد من هذه الدولة. 
التحفظ على أي أصول مالية لهذه الدولة محتفظ به في بنوك الدول الكبرى. 
وضع هذه الدولة في قائمة سوداء ويمنع السفر إليها خصوصا لو كانت بلد سياحية .
لو نظرنا إلى الأنماط والنماذج من هذه الحروب لوجدنا أن أغلبها يتم تطبيقه على مصر منع مقاطعة والتهديد بقطع مساعدات وعدم التبادل التجاري، وعدم توريد عملات ومواد خام تشارك في صناعات كبرى. 

ولو نظرنا سوف نرى أن هذه الحروب طُبقت في سوريا وليبيا والعراق واليمن ونجحت لأن جيش هذه البلد لم يصمد.


لذلك شدد الرئيس السيسي على أن القوات المسلحة مسئولة عن الأمن القومي في مصر وتدخلها في تولي مسئولية بعض الأمور الحياتية كان ضرورة وأن التدخل الاقتصادي للجيش هو جزء من إنقاذ مصر من حجم المؤامرة التي تحاك ضدها؛ لأنها لم تطمع مطامع الدول المعادية .

نأتي إلى الجزء النفسي في الحروب الاقتصادية

من يقومون ويخططون للحروب الاقتصادية لديهم خبرة كبيرة بعلم النفس الاقتصادي والسياسي ويعلمون أن الشعوب عندما تجوع أو لا تحصل على الاحتياجات الأساسية من مأكل ومشرب ومسكن تصاب بالإحباط وفقدان الأمن، ما يؤدي إلى تحول العنف وفوضى وضغط على النظام .

القائد الناجح والنظام الناجح هو من يستطيع احتواء الشعب نفسيا وتأهيله نفسيا لمواجهة هذه النوع من الحروب غير التقليدية، ويكلمهم عن الصمود والأمل والعزة والمحافظة على كرامة الوطن . 

تكلم الرئيس عن الصمود والجهاد وعن الشرف وأنه واثق منه يؤدي دوره وطلب من الشعب أن يؤدي دوره وأكد أنه اختار الطريق الصعب، ولكنه سوف يصل، وعلى الشعب أن يسلك الطريق معه.

 
الرئيس قالها بقوة وثقة والله العظيم يا مصريين لأحاججكم يوم القيامة أمام الله.


مدارس علم النفس السياسي الحديث تقول إن الشعب يستجيب لكلام القائد الواثق من نفسه المؤمن بربه ومؤمن بقدرة شعبه على الوقوف معه وقت الشدة .

في جملة قالها الرئيس وتوقف عندها الناس كثيرا خصوصا وسائل التواصل الاجتماعي .


قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إنه واحد من المصريين، مضيفًا: «والله العظيم قعدت 10 سنين ثلاجتي لا يوجد بها سوى المياه فقط، ومحدش سمع صوتي.

الجملة تعجب منها الكثير وفسرها بعض السذجاء والمُدعين تفسيرا سطحيا وتفسيرا حرفيا وسخروا منها وتعجبوا، لكن الرئيس كان يريد أن يوصل الرئاسة ويضع نفسه قدوة ونموذجا، وأنه عندما طلب من الناس أن تضحي ضحي هو قبل منهم، فالقائد كما ذكرت مراجع علم النفس السياسي يجب أن يكون ملهما ونموذجا بالفعل وليس بالشعارات والكلام الرنان .

الرئيس قالها صريحة وأعلنها بوضوح إنه سوف يخوض هذه الحرب وعلى الشعب أن يختار ويحدد مصيره إما أن ينتصر الشعب في معركته ضد قوى الشر، وإما أن يستسلم ويختار مصير الشعوب التي خضعت للمعارك الاقتصادية .

وأعتقد أن الرئيس على يقين تام بأن الجيش المصري الأصيل والشعب المصري الذين هم نسيج واحد فالجيش من الشعب والجيش ملك الشعب سوف ينتصرون في هذه المعركة، ولن يخذله أو يخذلون أنفسهم. 




المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط