الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

واشنطن بوست: المستثمرون الأجانب يبحثون عن فرص حقيقية في مصر.. الحكومة بين «سندان» سياسات الإصلاح و«مطرقة» مخاطره.. الدولة تعاني من عمق أزمة الدين.. والرئيس ليس لديه خيار سوى إطلاق العنان لقوى السوق

صدى البلد

مستثمرون في اجتماعات غرفة التجارة الأمريكية بالقاهرة:
- مستشار وزير الخارجية الأمريكي: دعمنا مستمر لمصر والتزام السيسي بتنفيذ الإصلاحات ليس موضع شك
- مستشار شركة «بيجاسوس» العالمية: توجد فرص كبيرة للاستثمار على أراضي مصر
- رئيس مجلس إدارة السويس للأسمنت: أثق في إصلاحات الحكومة الاقتصادية والسياسية



تجمع المئات من نخبة رجال الأعمال في القاهرة الحريصون على وضع سنوات من الاضطرابات والفرص الضائعة وراءهم، هذا الاسبوع، في فندق «النيل ريتز كارلتون» بميدان التحرير، في الحدث الي نظمته غرفة التجارة الأمريكية، بهدف دعم الحكومة المصرية في الوقت الذي تستعد فيه لاتخاذ تدابير تقشف وإصلاحات اقتصادية.

و يأتي هذا أيضا في الوقت الذي تشتد فيه الحاجة إلى تحركات على مستوى السنوات المقبلة لتحقيق فائض للدولة، و تقليص الآلام التي يئن منها الشارع المصري على مدى قصير.

و وفقا لتقرير اقتصادي نشره موقع «واشنطن بوست» يفيد بأن معظم المراقبين و الرؤية الافتراضية للحكومة الفترة المقبلة سوف تذهب إلى هذا الافتراض، و لكن سؤالا يطرح نفسه وهو متى؟

و يؤكد الموقع الأمريكي أنه في الوقت الذي تعاني فيه مصر من فجوة عميقة على مستوى الدين والمال، بفعل الأموال السهلة القادمة من الخليج العربي، فإن الرئيس عبد الفتاح سيسي ليس لديه خيار سوى إطلاق العنان لقوى السوق.

و يضيف الموقع أن الخطوات في سبيل ذلك سوف تكون مؤلمة، بسبب تخفيض قيمة العملة بشكل كبير، وفرض المزيد من الضرائب وخفض الدعم على الوقود، وكل ما يلزم لإنجاح خطة الانقاذ لتلقي تمويل صندوق النقد الدولي، وختم الموافقة التي من شأنها ان تشجع المستثمرين الأجانب.

و يحذر التقرير المنشور على موقع «واشنطن بوست» من تزايد المخاوف أكثر من رد فعل محتمل من الجمهور الذي ستواجه ضغوطا؛ بسبب ارتفاع التضخم والبطالة، و تهديدات بتقويض الاستقرار الحالي في مصر.

و تلقى «واشنطن بوست» في تقريرها المنشور على موقعها الإلكتروني اليوم، الضوء على ما تتناقله وسائل الإعلام الاجتماعي عن المظاهرات المحتملة يوم 11 نوفمبر و التي دفعت وزارة الداخلية إلى التحذير من أن قواتها جاهزة للرد بحزم على أي "مؤامرات لإثارة الفوضى"

و يتابع الموقع الأمريكي قائلا: إن الحكومة في مصر تشعر بالقلق بشكل واضح من مدى انعكاسات إجراءات الإصلاحات الاقتصادية، وطول الفترة التي تستلزم تنفيذها، كما أن المستثمرين يشعرون بالقلق من جلب رأس مال أجنبي جديد إلى مصر

و يعلق على ما استعرضه التقرير الأمريكي، عمر مهنا، رئيس مجلس إدارة السويس للأسمنت، وفق ما نقلته عنه «واشنطن بوست»، قائلا: إن الحكومة تتشاور بشأن المشهد على المستوى السياسي، وانا واثق من أن الإصلاح قادم في الفترة المقبلة، والتي ستشهد إصلاحات ضرورية.

و يضيف أن الحكومة المصرية قد أنفقت ببزخ كبير، مواردها، على مدى عقود، في ميزانيتها، ودعم السلع الأساسية والوقود، لضمان الحفاظ على السلم الاجتماعي في بلد سريع النمو يصل عدد سكانه حاليا غلى من 90 مليون شخص ثلثهم قرب أو تحت خط الفقر.

و يستدرك «مهنا» قائلا: إنه في السنوات الخمس الماضية شهدت مصر اضطرابا سياسيا دمر بعمق منافذ دخول العملة الصعبة إلى البلاد، كما التهم صناعة السياحة، و تراجع الاستثمار الأجنبي، ونزف الاحتياطي النقدي، في محاولات فاشلة لدعم الجنيه المصري، الأمر الذي أثار نقص في الأموال الأجنبية بالسوق السوداء، ليتم تداول الدولار الآن في نحو 16 جنيها مقابل السعر الرسمي في البنوك 8.9 جنيه.

كما لفت إلى أن سياسات رأس المال التي اتخذت للحد من نقص الدولار ظهرت يائسة على نحو متزايد، مستشهدا بأن الشركات التي تشتري مواد من الخارج تبحث جاهدة للحصول على الدولارات، ما اضطر البعض لوقف عملياتها.

كما أن الفنادق الآن تستضيف عددا من السياح الأجانب و تصر على أن تتم تسوية جميع الفواتير بالعملة الأجنبية، وفق قاعدة قديمة قسرية فجأة ظهرت بقوة.

و أيضا من ضمن تلك السياسات تحديد تحديد إمكانية المصريين المسافرين إلى الخارج في عمليات السحب حيث يسمح فقط بسحب 100 دولار شهريا من العملات الأجنبية في حساباتهم.

و وفقا لتقرير الصحيفة الأمريكية، في الأسبوع الماضي، انتقدت الدولة الشركات في محاولة لحل نقص ازمة السكر المدفوعة بأزمة العملة، و هو ما قلص توفير تلك السلعة الضرورية للإنتاج لدى الشركات العاملة في إنتاج الأغذية ، بما في ذلك «إيديتا»، و أيضا شركة بيبسي، و التي أعلنت رسميا عم الاستجابة لطلبات التعليق، رغم من أن بعض الممثلين في «النيل ريتز كارلتون» أصروا على أن كل شيء على ما يرام.

وتنقل «واشنطن بوست» تصريحات تلفزيونية لرئيس شركة «ايتيدا» قال فيها إنه على الرغم من الجهود المبذولة للحفاظ على كل دولار في الدولة، لا يزال أمام الحكومة الكثير من أجل الحفاظ على رفع الاحتياطي النقدي، في ظل ما تعانيه الدولة من أزمات تحتاج إلى العثور على المال الطائل بسرعة.

و تشير الصحيفة إلى أن مصر تواجه أيضا ضربة أخرى، بعد ان أوقفت المملكة العربية السعودية، هذا الشهر تسليم كميات النفط الممنوحة بموجب شروط سداد سخية، لافتة إلى أن الخوف يضهر في قفزة جديدة للأسعار تتطلب تخفيض قيمة العملة وما يتبعها من خطوات أخرى تمثل ضغطا إضافيا على الجمهور.

وتلفت الصحيفة الأمريكية إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان قد تعهد لحماية الفقراء و تحسين سبل تقديم الرعاية المستهدفة لهم بأفضل طريقة، كما تشير إلى توجيهه للجيش بصرف كميات من السلع التي تعاني عجزا في الشارع المصري لتخفيف الأثر على نطاق واسع.

و تضيف واشنطن بوست أنه رغم كل ما يدور في الشارع المصري إلى أن الدولة تحرص على زيادة الاستثمار وتدفق مليارات الدولارات بما يعزز فرص العمل والأجور، و تقيم مؤتمرات لرجال الأعمال كما في فندق «ريتز كارلتون» و المقام بعنوان «الشراكة من أجل مستقبل مصر»، حيث ترسم الدولة باستمرار صورة وردية للواقع.

و يقول «مهنا» إنه بمجرد أن يتم سن الإصلاحات، فسوف تطلق الإمكانات الحقيقية لمصر، وفي هذه الأثناء، فالشركات الأجنبية لا تزال تعمل في جميع الأنحاء.

لافتا إلى أن المستثمرين يبدون أكثر تفاؤلا من الأشخاص الذين لهم عقود مرتبطة بمساعدات التنمية الخارجية أو المشاركة في مبيعات مضمونة لأن تدفع بالدولار خلاف ذلك.

و أكد ديفيد ثورن، أحد كبار مستشاري وزير الخارجية جون كيري، في المؤتمر الذي عقد بالقاهرة، أن الدعم مستمر من قبل مجتمع الأعمال الأمريكي إلى مصر، قائلا: إن التزام السيسي لتنفيذ الإصلاحات ليس موضع شك، و انها مجرد مسألة وقت. .

و أضاف وفقا لصحيفة «واشنطن بوست» وقال "إن الإصلاحات صعبة للغاية، و من الواضح أنها سوف يكون لها تأثير كبير على حياة الناس وحياة الأعمال التجارية واضاف «إن استقرار مصر يصب في مصلحة الولايات المتحدة وعلى الجميع أن يعمل من أجل ذلك»

وقال شهريار أوفيسي، مستشار التشغيل لشركة الأسهم الخاصة «بيغاسوس» التي تتطلع لإنشاء مصانع تعمل بالطاقة في مصر إن الشركة اختارت مجال العمل في إنتاج مصابيح الشوارع و إضاءتها بالطاقة الشمسية، مضيفا «هناك فرصة كبيرة هنا».