الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خلافات أوباما وهيلاري كلينتون حول ثورة يناير ومصير مبارك توضح سياستها المستقبلية

صدى البلد



كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما يتابع بقلق الأحداث في ميدان التحرير المصري في 1 فبراير عام 2011، وكان يناقش مع مستشاريه الأزمة المصرية في ذلك الوقت، والقرارات التي يمكن للولايات المتحدة الأمريكية اتخاذها حيال هذه الأزمة.

وكانت المظارهرات قد بدأت في مصر قبل أسبوع في ميدان التحرير، وسط انقسامات في البيت الأبيض بين أجيال مختلفة من القادة.

وحذرت هيلاري كلينتون – التي كانت تشغل منصب وزيرة الخارجية في ذلك الوقت – من أن تكوين ديمقراطية في مصر قد يستغرق عقدين على الأقل، إلا أن مستشاري الرئيس الأمريكي الأصغر سنا نصحوا الرئيس الأمريكي بأن يميل للجانب الصحيح.

ثم ساد غرفة الاجتماعات صمت رهيب، نظرا لأن مسئولا مصريا يتحدث على التلفزيون، ليقول إن الرئيس المصري مبارك لا يسعى للترشح مرة أخرى، ولم يتحدث هذا المسئول المصري عن تسليم السلطة قبل ذلك الوقت.

بعدها قام الرئيس الأمريكي بالاتصال بهذا المسئول المصري ليحثه على القيام بالمزيد لإنهاء الأزمة، ثم قام الرئيس الأمريكي يإلقاء خطاب على الرغم من تحفظات من بعض مستشاريه، وكان هذا الخطاب من بين أهم خطاباته.

وفي هذا الخطاب سحبت الولايات المتحدة الأمريكية دعمها للرئيس المصري السابق مبارك، وطالب أوباما بعملية انتقالية سلمية، وحث على بدئها الآن.

وكان المظاهرات المصرية في ميدان التحرير واستقالة مبارك أولى المشكلات التي تواجه الثنائي أوباما – كلينتون، وكانت بمثابة اختبار لموهابهم ولنظرتهم العالمية.

وتعطي هذه الحادثة نظرة حول الطريقة التي قد تدير بها هيلاري كلينتون العملية الانتخابية، وهي التي ألمحت إلى أنها ستتخذ سياسة خارجية أكثر اعتدالا من أوباما، تتسم باحترام الحلفاء، وتظهر المزيد من الثقة في قدرة الولايات المتحدة على التأثير في الأحداث في الخارج.

ويبدو أن الخارجية الأمريكية تشعر بالحماسة من تبني هذه السياسة الجديدة الأكثر فاعلية في الخارج، إذ أن تحذيرات هيلاري حول الأزمة المصرية في ذلك الوقت أثبتت صحتها.

وكان جوهر الخلاف بين هيلاري وأوباما هو رد فعل المنطقة على التصريحات الأمريكية، وليس حتمية التغيير الحاصل في المنطقة.
وتتسم هيلاري بأنها من تيار الصقور نظرا لدعمها لحرب العراق، على عكس أوباما، وهو ما عززه رد فعلها على الأزمة في الأراضي الليبية والسورية.

إلا أن كلاهما اتفقا على رد فعل موحد حيال الأزمة المصرية، وهو أن التغيير قادم، وأن لا يمكن لهما السماح باستخدام العنف ضد المتظاهرين، حسب مسئول كبير في الإدارة الأمريكية.

وقد بدأت الخلافات بين كبار مستشاري أوباما في واشنطن منذ "جمعة الغضب" في 28 يناير، حيث رأى الصغار منهم في المظاهرات المصرية فرصة لفتح صفحة جديدة مع الشعب المصري، وسألت سوزان رايس – التي كانت وقتها تشغل منصب السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة – ما إذا كان يريد أن يذكره التاريخ كشخص وقف مع المصريين أم كشخص وقف مع مبارك.

إلا أن هيلاري قالت إن مثال الثورة الإيرانية كان أقرب إلى مصر، التي بدأت ليبرالية لتنتهي في يد الإسلاميين.

مما دفع الرئيس الأمريكي للاتصال بمبارك، الذي طمأنه أنه لا داعي للقلق، وهي نفس الإجابة التي تلقاها السفير السابق للولايات المتحدة في مصر – فرانك ويزر، حيث رد عليه مبارك بقوله إنه يحتاج فقط المزيد من الوقت.

إلا أن مصدر قلق هيلاري في ذلك الوقت كان رد فعل الخليجيين حول مساعدة الولايات المتحدة الأمريكية عزل الرئيس الأمريكي، وقد استمع أوباما لهذه الاعتراضات، إلا أنه استمر في طريقه، ووافق على أن تقوم الولايات المتحدة بالحث على فترة انتقالية منتظمة، وهي كلمات تتسم بالغموض، إلى أن ظهر السكرتير الصحفي للبيت الأبيض – روبرت جيبز – وقال "الأن تعني بالأمس."

وقد أثار ذلك قلق حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة العربية ومنها المملكة العربية السعودية والإمارات وحتى إسرائيل، حتى قام مبارك في 11 من فبراير بتسليم السلطة للجيش، وكانت هيلاري خلال ذلك الأسبوع في مكتبها تنظر إلى "معركة الجمل" لتقول أنه لا حل الأن إلا التغيير.

وقال أوباما إن التغيير إلى شكل جديد من أشكال الحكومة ستكون أمرا صعبا وطويلا.