الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دول الخليج تنتفض عقب استهداف الحوثيين لـ«قبلة المليار والنصف مسلم».. وهيئة العلماء: المخلوع صالح «قرين أبرهة الحبشي»

صدى البلد

  • التحالف يسقط الصاروخ ويتوعد الحوثيين
  • تنديد خليجي بالحادث وتوجيه الاتهامات لإيران
  • الحكومة الشرعية ترد على خريطة الطريق الأممية
أثار استهداف ميليشيات الحوثيين مدينة مكة المكرمة بصاروخ باليستي غضب دول الخليج العربي، لما تمثله المدينة من قيمة لأنها قبلة مليار ونصف المليار مسلم.

كانت قيادة التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن أعلنت اعتراض صاروخ باليستي استهدف مدينة مكة، أطلقه الحوثيون من منطقة صعدة، وقالت إن وسائل الدفاع الجوي اعترضت الصاروخ في ساعة متأخرة من ليل أمس، الخميس، وأضافت قيادة التحالف أن الصاروخ دمر على بعد 65 كيلومترا من مكة من دون وقوع أي أضرار تذكر، وأشارت إلى أن قوات التحالف قصفت موقع إطلاق الصاروخ في صعدة.

ونشرت إمارة منطقة مكة تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" تؤكد الحادث، فيما بثت صحيفة سعودية مقطع فيديو قالت إنه لحطام الصاروخ.

بينما صمتت ميليشيات الحوثيين ولم تعلق على الخبر، لكنها بعد ساعتين تقريبا من تغريدة إمارة منطقة مكة، نشرت تغريدتين تؤكد فيهما إطلاق صاروخ باليستي استهدف مطار الملك عبد العزيز بجدة، وزعمت أن أضرارا أصبت المطار، حسب قولها.

وذكر المتحدث باسم قوات التحالف اللواء أحمد العسيري أن الصاروخ، الذي استخدمه الحوثيون لاستهداف مكة المكرمة وتم اعتراضه، هو من نوع "سكود"، وأنهم تدربوا على استخدامه على يد إيران و"حزب الله".

وفي تصريح أعقب الهجوم، قال العسيري إن استهداف مكة المكرمة يكشف زيف شعارات الميليشيات المنحرفة وتعهد برد قاس على الحوثيين، وأضاف: "سنقطع ذيل الحية"، وأشار إلى أن ما وصفها بأعمال "الانقلابيين" العبثية لم تتوقف منذ بداية عمليات التحالف في اليمن، ولكن قوات التحالف متيقظة وتصيب في كل مرة الميليشيات الانقلابية ومن يعاونها بالإحباط، على حد تعبيره.

ووفقا لخبراء، فإن العملية تكشف عن امتلاك الجماعة مخزونا من صواريخ "سكود" بعيدة المدى القادرة على الوصول إلى العمق السعودي، في محاولة هي الثانية من نوعها منذ استهداف قاعدة عسكرية جنوب مدينة الطائف، وذكر حوثيون أن هذه العملية هي الأولى في سلسلة أخرى من العمليات التي ستستهدف العمق السعودي، وذلك بعد يوم على دعوة زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي إلى المضي في تشكيل حكومة أحادية في صنعاء وإرسال المزيد من المقاتلين إلى الجبهات.

وكان الحوثي قد تجاهل في خطابه الإشارة إلى خطة السلام المقترحة من الأمم المتحدة، واكتفى بالقول إنه لا توجد مؤشرات حقيقية لانتهاء ما أسماه العدوان، وهو أمر فسر لدى المراقبين بأنه عدم رضا عن خطة السلام المقترحة.

في سياق متصل، أدان مجلس التعاون لدول الخليج العربية، اليوم، الجمعة، "استهداف جماعة الحوثي- صالح" مكة المكرمة بصاروخ باليستي، وأعرب بيان للأمين العام لمجلس التعاون، عبد اللطيف الزياني، عن "إدانة مجلس التعاون لدول الخليج العربية واستنكاره الشديدين لاستهداف جماعة الحوثي- صالح مكة المكرمة بصاروخ باليستي".

وقال الأمين العام إن "دول مجلس التعاون تعتبر هذا الاعتداء الغاشم، الذي ضرب بعرض الحائط حرمة هذا البلد، مهبط الوحي وقبلة مليار ونصف المليار مسلم حول العالم، استفزازا لمشاعر المسلمين، واستخفافا بالمقدسات الإسلامية وحرمتها".

وأضاف أن العمل يعد "دليلا بارزا على إمعان جماعة الحوثي- صالح في تجاوزاتها، ورفضها الانصياع لإرادة المجتمع الدولي وقراراته، والمساعي القائمة لتطبيق الهدنة، والجهود الحثيثة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية".

وفي تعليقا على المحاولة الحوثية، قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إن "جماعة الحوثي وصالح المدعومة من إيران لم تراع إلًا ولا ذِمّة باستهدافها البلد الحرام مهبط الإسلام وقِبلة المسلمين حول العالم"، قال وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد، في تغريدة على "تويتر": "النظام الايراني يدعم جماعة إرهابية تطلق صواريخها على مكة المكرمة.. هل هذا النظام إسلامي كما يدعي؟".

ونددت مملكة البحرين بشدة بقيام الميليشيات الانقلابية في اليمن بإطلاق صاروخ باليسيتي باتجاه مكة المكرمة، وجاء في بيان رسمي، أن "استهداف هذه البقعة المباركة يمثل استفزازًا لمشاعر المسلمين في شتى بقاع الأرض وعملًا إجراميًا دنيئًا تجاوز كل الحرمات، وتعدى كل الحدود الدينية والأخلاقية والإنسانية".

وأشار البيان إلى "وقوف مملكة البحرين صفًا واحدًا إلى جانب المملكة العربية السعودية في مواجهة الإرهاب وضد كل من يحاول المساس بها أو استهداف المقدسات الدينية فيها، مطالبة في الوقت ذاته جميع الدول الإسلامية أعضاء منظمة التعاون الإسلامي بوقفة جماعية ضد هذا الاعتداء الأثيم ومن يقف وراءه ويدعم مرتكبيه".

كما أضاف أن "مملكة البحرين مستمرة في موقفها الثابت الداعم للشرعية في اليمن إلى أن يتم بسط الأمن وإعادة السلم، وتمكين الحكومة اليمنية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي من القيام بمهامها كافة، وبما يؤدي إلى التوصل إلى حل سلمي يرتكز إلى المرجعيات المتفق عليها والمتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم 2216".

وقالت هيئة كبار العلماء إن "التعرض للحرمين عظيمة وبرهان جديد على هدف إيران من زرع جماعة الحوثي في اليمن"، فيما بيّن موقع اليمن الآن أن "المخلوع على عبد الله صالح يأبي ان يختم تاريخه الأسود إلا ان يكون قرين أبرهة في استهداف مكة بصواريخه".

وفي سياق متصل، اندلعت مواجهات بين الجيش اليمني، مدعوما بقوات المقاومة، وميليشيات الحوثي على جبهات عدة في اليمن، بالتزامن مع شن التحالف العربي الداعم للشرعية غارات على مواقع المتمردين الموالين لإيران.

وقالت مصادر عسكرية إن 10 من مسلحي الحوثي قتلوا، وأصيب آخرون، في استهداف الجيش الوطني لمركبة عسكرية "كانت تقلهم على جبهة ميدي الحدودية بمحافظة حجة".

وقصف الجيش أيضا موقعا للمتمردين في المنطقة نفسها، ما أسفر عن مقتل أربعة من قيادات من المتمردين، بينهم عقيد في الحرس الجمهوري المنحل الموالي للرئيس المخلوع على عبد صالح، وفق المصادر.

أما على جبهة تعز، فقد ذكرت المصادر العسكرية أن 14 مسلحا من المتمردين و6 من القوات الشرعية قتلوا في معارك اندلعت طيلة يوم أمس، الخميس، على محاور "قرى مديرية الصلو جنوب شرقي المحافظة".

وبالتوازي مع المواجهات، شنت ميليشيات الحوثي وصالح المتمردة قصفا على الأحياء السكنية في بلدات عدة من المديرية، ما أدى إلى "سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين"، حسبما أشارت المصادر نفسها.

وفي محافظة صنعاء، استمرت الاشتباكات على جبهة نهم شرقي العاصمة التي يحتلها المتمردون منذ 2014، وفي منطقة حمك شمال محافظة الضالع، هاجم المتمردون موقع "المكسرة" حيث ينتشر الجيش الوطني، الذي نجح في التصدي لهم في مواجهات أسفرت عن مقتل "أربعة من عناصر مليشيات الحوثي وصالح وإصابة آخرين".

كما صدت قوات المقاومة هجوما شنته ميليشيات الحوثي وصالح على في منطقة الوهبية بمديرية السوادية بمحافظة البيضاء، طبقا للمصادر العسكرية التي أشارت أيضا إلى شن التحالف العربي سلسلة غارات على مواقع للمتمردين.

وقالت إن "مقاتلات التحالف قصفت مواقع الميليشيات في مديرية مجز وسحار والبقع بمحافظة صعدة المعقل الرئيس للحوثيين"، وشنت "سلسلة غارات استهدفت مواقع تحت سيطرة الحوثيين وقوات صالح في محافظة الحديدة الساحلية".

واستهدفت غارات أخرى "مواقع وتجمعات لمسلحي الميليشيات في مناطق متفرقة بمديريات اللحية والقناوص والزهرة والتحيتا في الحديدة"، بينما أسفرت الضربات الجوية في منطقة الصفراء بمحافظة شبوة عن "تدمير مخازن أسلحة" للمتمردين.

من ناحية أخرى، حددت الحكومة اليمنية خارطة طريق سريعة لإحلال السلام في البلاد، تمثلت أبرز خطوطها في تسليم الميليشيات سلاحها وانسحابها من المدن التي تسيطر عليها بالقوة.

وأوضح رئيس الحكومة، أحمد عبيد بن دغر، خلال لقائه في الرياض سفير اليابان لدى اليمن، أن الطريق السريع للسلام له مفتاحان رئيسيان، الأول تسليم الميليشيات لسلاحها، والثاني انسحابها من المدن التي تسيطر عليها بالقوة، مشيرًا إلى أن الذهاب نحو السلام الدائم والشامل يعتبر شرطا أساسيا لتحقيق التنمية.