فريد الأطرش باع كل ممتلكاته إرضاء لـ"طه حسين"

لم يكن الدكتور طه حسين الذي حلت ذكرى رحيله الـ 43 أمس،مجرد أديبا ومفكرا وناقدا وفليسوفا وإنما شخصية لها "كاريزما" من نوع خاص..الجميع يهابها ويعمل للقائه "ألف حساب" وهذا ما حدث بالنسبة للفنان المطرب فريد الأطرش حينما عزم على إنتاج فيلما يكون فاتحة إنتاجه لشركة الإنتاج السينمائي الخاصة به "وذلك حسب ما جاء في أحد الحوارات الفنية للفنان فريد الأطرش".

بعد تأسيس المطرب السوري فريد الأطرش لشركة الإنتاج السينمائي الخاصة به والتي أطلق عليها اسم "شركة أفلام فريد الأطرش" قرر أن ينتج لنفسه عملا فنيا مميزا يكون باكورة إنتاج هذه الشركة وأن يكون البطل لهذا العمل..فإتجه إلى عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين وطلب منه أن يسمح له بانتاج تحفته الأدبية قصة "دعاء الكروان"، وأن يقوم بتحويلها لفيلم سينمائي.

استجاب الدكتور طه حسين لطلب الأطرش وسمح له بذلك بعدما تأكد من توافر جميع الاستعدادات التي ستبذل لظهور روايته "دعاء الكراون" بالمظهر اللائق لخروج هذا العمل الفني الجديد،ما جعل من فريد الأطرش يواصل العمل ليل نهار لاتخاذ الوسائل المتعلقة بانتاج عمل ضخم يليق بأول عمل سينمائي من إنتاجه.

وحتي يكون الفيلم بالشكل الذي يتمناه ويرضي عنه عميد الأدب العربي،قام الأطرش ببيع مزرعة الخيل الخاصة به وسيارته واقترض أموالا من بعض أصدقائه وبعد أن أصبح الأطرش جاهزا لخوض التجربة، أبلغ صديقه المخرج هنري بركات بما يعتزم فعله وما وصل إليه.

ولكن الرياح جاءت بما لاتشتهيه السفن،فإذ ببركات يرفض فكرة الأطرش تماما بل ويقنعه بأنه لا يصلح لدور البطولة وتجسيد شخصية (الباشمهندس) التي جسدها الفنان الراحل أحمد مظهر،موضحا له وجه نظره كمخرج مخضرم فقال للاطرش إن شخصيته الحالمة الرومانسية لاتتفق مع شخصية المهندس الشريرة الذي يتلاعب بالفتيات اللاتي يذهبن لخدمته ويسلبهن شرفهن.

اقتنع الأطرش بوجه نظر بركات وعدل عن الفكرة لتصبح قصة (دعاء الكروان) من انتاج المخرج هنري بركات وتذهب البطولة الي الفنان الراحل فارس السينما المصرية احمد مظهر ويغدو فيلم (دعاء الكراون ) الفيلم السادس ضمن افضل 10 افلام مصرية كما انه اختير لتمثيل السينما المصرية في مهرجان (برلين ) الدولي عام 1959.