الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عندما يترجل البدوي فوق رفات الحضارة.. إياد مدني نموذجا ..!


بعد الإساءة الفاضحة التي بدت من الوزير السعودي الهجين من أم يمنية وأب سعودي - إياد مدني - وقف الدكتور الهلالي الشربيني، وزير التربية والتعليم المصري لا يفصله عن الوزير الهجين إلا أربعة أشخاص على اليمين لالتقاط صورة تذكارية فيما كان عليه التوقف فورا عن المشاركة بأعمال المؤتمر الذى هو بلا قيمة ككل مؤتمرات العرب التي يستخدمونها في المكر ببعضهم والكيد لرموزهم كما فعل الوزير الهجين عندما أدلى بالجلسة الافتتاحية لمؤتمر منظمة التعاون الإسلامي - الإيسيسكو – وهو المؤتمر الأول لوزراء التربية، أثناء قراءة كلمته الافتتاحية وهو يوجه التحية إلى الرئيس التونسي القائد السبسي، فقال القائد «السيسي» ثم تدارك الخطأ قائلا: "هذا خطأ فاحش، أنا متأكد أن ثلاجتكم فيها أكثر من الماء فخامة الرئيس"، في إشارة إلى حديث سابق للرئيس المصري تعمد «مدنى» استغلاله لخلق مقارنة بين الظروف الاقتصادية الحالية في مصر وتونس ...!!

محاسبة الوزير المصري على غفلته في الدفاع عن مصر وكرامة رموزها تحتاج لسطور أخرى.. أما الآن فحديثنا سيكون عن هذا البدوي الذى حاول أن يترجل بسفاهته في فضاء الحضارة ...!!

أيها البدوي تاريخك المعلق في البادية... روائح التخلف التي تزحف من صحرائك على حواضر الرقي والحضارة فتحيلها غبارا وأذى... بقاياك التي تذكر تخلفك ولا زالت تورد للعالم فكر الإرهاب الذي ابدعته آبار البترودولار لا تسمح لك مجتمعه ولا منفرده أن تترجل بسوأتك حتى على رفات الحضارة .. ولا تمس شفتاك سهوا أو يقظه مقام الرئاسة التي تمثل كل مصري معارضا أو مؤيدا كون الرئيس رمزا للوطن وعنوانا للكرامة ...

فلحمك الذى تكتنز به كتفاك جاء به أبوك الذى سمنته التكايا المصرية التي كانت تحمل المصاري والحبوب إلى هناك مع اقلام الرصاص والدفاتر لعلها تقهر الجهل الذى يعسكر بوديانك ...!

وحينها لا يسعنا إلا أن نذكرك بجزء من تاريخك لعلك ترعوي بعدما رأى العالم كله واقعك وما فعله السفهاء بالدولارات التي جاءتهم بلا مهاره أو فن ولا تقنيه أو ابداع بل هو سيلان باطن الأرض وقد فشلت حتى في اكتشافه أو استخراجه حتى جاء أصحاب الياقات الزرقاء والبيضاء وبدلا من أن تجعلوا عطاء الأرض في خدمه التطور والعقل ذهبتم به للاستثمار في الإرهاب الكوني فما وجدت أرضا تعاني إلا ولسان الشيطان البترودولاري فيها عالي ..!

يقول أحد مواطنيك يا إياد مدني تعليقا على مقاله تتحدث عن تاريخ دخول المذياع ( الراديو ) إلى بلاد نجد والحجاز ..!

أيام إذاعة طامي كنت صغير السن وذهبت مرة إلى حلاق فلسطيني مشهور في شارع الوزير وكان حاط الراديو على رف مرتفع يسلي الزبائن وكانت اذاعة طامي تبث أغنية وفجأة دخل على المحل مطوع ( شيخ سلفي )وهجم على الراديو ومعط ( قطع ) السلك وجر الجهاز وسقط على الأرض ثم تهجم على الحلاق اللي قاله والله يا شيخ الأغنية أجت من حالها والله ...!!

ويعلق على المقال مواطن آخر كان الأولى بك أن تهتم به وترعاه بدلا من تركه يتندر على تخلف ولده وتسكع جاء به فيقول ..

- في نهاية الاربعينيات وبداية الخمسينيات تقريبا شاهدت مثل هدا المذياع ولأول مره في حياتي اسمعه وانا على الفطرة لم يكن عندي اي مقدمات عنه وبعد سماع صوت المذيع اعددت الشاي والماء لأقدمه للمذيع وانتظرت كثيرا خروجه من هدا المذياع حتى اغلق المذياع وانقطع الصوت ولكن لا أحد خرج ..!

ويحاول معلق آخر من بلاد إياد مدني أن يصف لنا حال الأمة التي عاشت في البريه تعادي كل قيم الحضارة وتحاول اليوم أن تفرض تصورها على بقاع الأرض بالخنجر الكولومبي .. فيقول

أول ما طلع الراديو أبوي واخوانه اللي هم أعمامي الله يرحمهم كانوا مجتمعين يستمعون له فجأة سمعوا المذيع يقول (هنا واشنطن ) كانوا يحسبونه يقول ( هاه وش أنتم ) بكل عفوية قالوا: ( نفداك ) ..!

العجيب أن الثلاجة التي جعلها إياد مدني محل لتندره على مصر ورئيسها عاش أجداه حائرون حول فكره الحصول على بيئة مناسبه تنقذهم من قيظ الحر وعذابه الذى تضيق به الأخلاق وتتذمر به النفوس حتى هداهم تفكيرهم إلى محاوله التفكير بسحب جبال القطبين إلى السواحل السعودية في عهد الملك فيصل ..!!

مفارقات عجيبة لو ظللننا حولها سردا لانطفأت أنوار الكون في عيون عالم أغمضها عليهم تندرا وضحكا ..

وليس أغرب حالاتهم ولن تكون يوم رأوا السيارة لأول مره كما ورد بكتاب «لمحات عن التطور الفكري في جزيرة العرب في القرن العشرين» أن أول سيارة دخلت حائل عام (1334ه) في عهد الأمير سعود بن رشيد أهداها له السلطان العثماني ، وقد أحضرها «رشيد الناصر الليلا » وكان سائق السيارة تُركي الجنسية ، ويقال إن الناس قد تخوفوا منها ، واستعدوا للفتك بها في قصص طريفة ومتواترة ، بل يقال إنها تعطلت وهي في طريقها لحائل بسبب نفاد الوقود فاضطروا إلى سحبها بالسلاسل حتى أوصلوها حائل .. !!

من يعيش تاريخه القريب على هذه القصاصات ممتنع عليه وعلى من خلفه أن يترجل بسفاهاته على أرض الحضارات ..

فما تمر به مصر ليس أكثر من أزمة لن تدفعها لأن تسلم قرارها وتحنى ظهرها لمن مكانهم أن يبقوا دائما خلفها يبحثون عما تركته من ظل لعله يكون ردءا لهم من الهلاك والحر ...
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط