الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مؤتمر شرم الشيخ الذي داوى جراح الشباب


أعترف أنني لم أتوقع أن يحقق المؤتمر الوطني الأول للشباب الذي أقيم في شرم الشيخ برعاية الرئيس السيسي وحضوره كل هذا النجاح الذي رأيناه ورأه العالم كله.

فلقد توقعت مؤتمرا تقليديا يحضره الشباب ليستمع إلى رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والوزراء، لكني فوجئت بأن هؤلاء هم الذين استمعوا إلى الشباب وصفقوا له في إعجاب وتقدير، توقعت أيضا أن يخرج المؤتمر علينا ببعض التوصيات الهزيلة وأن يلقي الرئيس في الجلسة الختامية خطابا يحمل عبارات رنانة لا طائل منها.

 لكن القرارات التي اتخذها الرئيس حازت احترام الجميع، وأكدت أنه تفهم جيدا وجهة نظر الشباب، وأن حضوره جلسات المؤتمر لم يكن شكليا، مؤكد أن العديد ممن رفضوا المشاركة في مؤتمر الشباب قد أحسوا بالندم، أما الذين قللوا من جدية المؤتمر واعتبروه مجرد دعاية للرئيس فقد شعروا بصدمة قوية عندما شاهدوا شخصيات معروفة بمعارضتها للحكومة الحالية مثل الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى والمفكر السياسي أسامة الغزالي حرب وغيرهما، وهم يتحدثون بكل قوة وحرية أمام السيسي ويطالبونه بزيادة سقف الحريات والإفراج عن الشباب المحبوس على ذمة قضايا وإعادة الجمهور إلى مدرجات كرة القدم، وبغيرها من المطالب التي طالما نادى بها قطاع عريض من الشعب المصري ولم يتصور أن أحدا سيطالب بها رئيس الجمهورية بصورة مباشرة تحت مرأى ومسمع من العالم، وأن استجابة الرئيس لبعض المطالب ستكون فورية.

فمن يتأمل قرارات الرئيس في ختام المؤتمر يكتشف أنها كانت دواء لجراح عميقة في نفوس الشباب، فالسيسي قرر إعداد تصور سياسي لتدشين مركز وطني لتأهيل الكوادر الشبابية بكل المجالات، وتكوين لجنة وطنية بإشراف الرئاسة لفحص موقف الشباب المحبوس على ذمة قضايا، ودراسة المقترحات بشأن تعديل قانون التظاهر المقدمة من الشباب، إلى جانب إجراء حوار مجتمعي شامل لتطوير التعليم وإصلاحه، وعقد حوار مجتمعي موسع لوضع أسس سليمة لتصويب الخطاب الديني، وهي كلها قرارات تنم عن وعي الرئيس وتعلن نجاح مؤتمر الشباب وتؤكد أننا أمام تجربة فريدة لم يعهدها المصريون من قبل، تجربة غنية فوائدها ليست وقتية فقط إنما ستوالي الظهور على مدار الأشهر المقبلة وحتى انعقاد المؤتمر الوطني الثاني للشباب في نوفمبر 2017.

حقا لقد أصاب الرئيس السيسي عندما أكد أن أيام المؤتمر الوطني الأول للشباب كانت من أفضل الأيام التي مرت على المصريين منذ سنوات، وأن المؤتمر أعاد اكتشاف شباب مصر الواعد وكان فرصة عظيمة لتبادل وجهات النظر والاستماع إلى الرأي والرأي الآخر دون إقصاء أو تخوين.

لذا فمن حق مصر أن تفخر بشبابها ومن حق الرئيس أن نشكره.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط