الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التعليم.. أمن قومي


يستطيع من يقرأ عنوان المقال أن يستشعر أهمية التعليم وأن خطوات إصلاحه هى الركيزة الاساسية فى بناء مصر التى نحلم بها وهو أيضًا السبيل للصمود أمام زعزعة الاستقرار وهو قاطرة التنمية الحقيقية لبناء مصر قوية بإذن الله مصر المستقبل.
 
مستقبل الأمم يقوم على صلابة ومتانة وحرفية التعليم فى المراحل المختلفة الابتدائى والاعدادى والثانوى والفنى ثم التعليم فى الجامعات.

مما لاشك فيه أن التعليم هو مفتاح تطوير الاسس السليمة لمستقبل الأوطان وتأهيل شباب الأمة ليكونوا قادة المستقبل.

وعند الحديث عن جودة التعليم يجب ان يكون هناك فكر قريب المدى يصلح ما بين ايدينا اليوم ولابد ان تكون خطواته سريعة قابلة للتنفيذ وغير تقليدية واستخدام الادوات المتاحة لتحقيقه فى ظل الظروف الاقتصادية الحالية وفكر بعيد المدى قد يستغرق سنوات وهدفه هو بناء اجيال جديدة تنشأ منذ البداية من خلال التعليم ما قبل الجامعى.

ومن أهم المشاكل التى تواجه التعليم فى مصر كثرة الاعداد وتزاحم الطلبة فى أجواء غير صحية لنمو الاذهان وترتيب الافكار بالاضافة الى ضعف الموارد المالية وبالتالى فى ظل هذه الموارد لابد من التفكير فى كيفية تطويره بالرغم من هذه الصعوبات.

أيضًا حرفية المعلم وأساتذة الجامعات احد الاسباب التى نفتقر اليها وتسبب اتساع الفجوة بين الطلاب والمعلمين مما يؤثر على الاحتكاك المباشر للنشء وضعف ثقافته وانتمائه الى وطنه وهذه الامور ممكن ان تحل بصورة عاجلة مع الاخذ فى الاعتبار انه لابد من تطوير المناهج والتوسع فى استخدام التعليم الالكترونى منذ الصغر وذلك يمكننا تطبيقه فى خطة اصلاح التعليم بعيدة المدى، أو الاستشهاد بتجارب احدى الدول التى استطاعت النهوض بتعليمها والوصول به الى احدى المراتب المتقدمة آخذين فى الاعتبار بما يتفق وطبيعة الشخصية المصرية.

وسوف أسرد بعض الخطوات للحلول قريبة المدى لعلها تساعد فى تحقيق تقدم ملموس خلال العام الدراسى القادم:

- عقد دورات تدريبية للمدرسين الموجودين حاليًا فى المدارس المختلفة ويتم اعدادها من قبل مسئولين ذوي خبرة وكفاءة ملموسة فى مجال التعليم عن كيفية التعامل مع الطلاب وغرس القيم الاخلاقية والانسانية وبث العادات السليمة والصحية وكيفية تطوير تذوقهم للفنون المختلفة للارتقاء بنوعية الطلاب لان الفنون المختلفة كالرسم والموسيقى وسماع انواع راقية من الموسيقى والرحلات تنمى الذوق العام للطلاب وهذه الدورات التدريبية تتم فى فصل الصيف ولابد من اجتياز اختبار لهذه الدورات التدريبية لتقييم المدرسين وكذا إشراكهم من منظورهم للنهوض بالعملية التعليمية كل حسب موقعه لاختلاف نوعية الطالب فى مختلف المحافظات.

- كذلك لابد من حضور الدورات التدريبية وكذلك اجتياز قبول للمدرسين الجدد عند التقديم لاختياز افضل العناصر فكريًا تكون على استعداد للرقى بمستوى الطلاب.

- الاهتمام بالرياضة من ابسط الاشياء التى يمكن ان تطبق فى اى مدرسة وكان للحكومة سبق فى هذا ان انشأت ملاعب فى جميع قرى ونجوع مصر يمكن الاستعانة بها فى تعود الطلاب على ممارسة الرياضة دون ادنى تكلفة .

على سبيل المثال رياضة الجرى او العاب القوى بكل انواعها لا تحتاج الى امكانيات – الاهتمام بممارسة الرياضة يوميًا من خلال المدرسة تعود الطالب ان تبقى الرياضة من ضمن حياته اليومية ويمارسها طوال حياته.
 
أقترح ان تكون الدراسة فى عامين الحضانة وأول عامين بالمرحلة الابتدائية دون اى اختبارات مدرسية تضع الطفل تحت ضغط وعبء نفسى اكبر من تحمله ولكن تكون للتركيز فقط على بناء الشخصية كغرس الاخلاق والمبادئ الحميدة وتقبل الاخر وفكر الاختلاف والعادات الصحية ومظاهر النظام والذوق العام من خلال دراسة ترفيهية وأؤكد على ان تطبيق مثل هذا الفكر يشبه وضع حجر الاساس لبناء شخصية واعية متحضرة مبدعة قادرة على النجاح فى شتى مجالات الحياة وغير متطرفة عن طريق اعطاء المبادئ الاولية للاديان السماوية من منطق تهذيب النفوس.
 
ومن ضمن الحلول الآجلة على مدار السنين هو تقييم الطلاب فى المراحل التعليمية سنويًا حتى تكون نهاية مرحلة التعليم ما قبل الجامعى لا نحتاج فيها الى امتحان ثانوية عامة ويكون كل خريج فى مرحلة التعليم ما قبل الجامعى قد مر باختبارات قدرات تؤهله الى الدراسة الجامعية المناسبة لامكانياته ورغبته.

تشجيع الطلاب التى لها ميول الى التعليم الفنى لدخولهم فى مدارس ومعاهد التعليم الفنى التى تؤهلهم لتحقيق ذاتهم وفائدة البلد من ورائهم.

الاهتمام بصحة الطفل وذلك عن طريق عمل بعض التحاليل الطبية البسيطة غير المكلفة على الاطلاق ولكنها ضرورية لاكتشاف حوالى 90% من المشاكل الطبية التى تؤثر بالسلب على صحته وحياته المستقبلية مثل الانيميا التى تعد من اهم اسباب عدم التركيز وعدم القدرة على الاستيعاب.

* أما المرحلة الجامعية فمتطلباتها مختلفة عن المرحلة المدرسية وهذا بحكم موقعى وعملى كرئيس جامعة عين شمس وقد طبقت عدة اجراءات من شأنها رفع مستوى التعليم الجامعى وملخص هذه الخطوات هى:-

- انشاء ما يسمى بالريادة العلمية وهو تقسيم الطلبة النابغين او المتفوقين الى مجموعات هذه المجموعات عددها ما بين 10 الى 20 طالبا يتم توزيعهم على أعضاء هيئة التدريس لتكون هذه المجموعة هى مشروع حياتهم من الاهتمام بهم دراسيًا وتوجيههم ومتابعتهم وتحقيق افضل النتائج عن طريقهم للاستفادة من هؤلاء الطلبة فيما بعد ويتم تقييم هؤلاء الاساتذة عن طريق ما تم انجازه مع هذه المجموعات ويحسب الانجاز فى صالح ترقية المدرس المساعد والمدرس.
 
كذلك تحفيز أعضاء هيئة التدريس بنشر ابحاثهم فى مجلات علمية عالمية ورصد مبلغ مالى كبير لذلك وكان لى ايضًا تجربة فى هذا الصدد بجامعة عين شمس حيث قمت برفع الحافز المالى الى مبلغ 50 الف جنيه مصرى مما كان له اثر كبير أدى الى تقدم الجامعة فى الترتيب العالمى على الجامعات.
 
أما عن التمويل اللازم للارتقاء بالعملية التعليمية وخصوصًا فى هذه الظروف الاقتصادية فهذا دور رجال الاعمال والمصانع والشركات الكبرى والجمعيات الاهلية على ان يساهموا فى تحسين احوال التعليم لتأهيل خريج يصلح لسوق العمل الداخلى والخارجى وتشجيعا لذلك يمكن إطلاق اسماء هذه الجهات على مدرجات بالجامعة او حتى مكان بالجامعة مثل مركز كبير او شجرة قيمة تسمى باسمهم.

ويمكن للبنوك الوطنية الكبرى أن تمول طلاب المراحل النهائية فى الكليات العملية بمبالغ تصلح لإتمام مشاريعهم بضمانة الجامعة.
 
أقترح الا يكون القبول فى الكليات المختلفة طبقًا للتنسيق ودرجات النجاح فقط بل عن طريق اجراء اختبار قدرات ليتم تنقيح من يصلح لهذه الكلية أم لا وهذا الاجراء سيعود بالنفع على الطالب لتوجيهه فى عراك الحياة حسب قدراته واحتياجاته واهتماماته.

إن تنفيذ اى من هذه الاصلاحات لا يستوجب سوى وجود قيادات واعية ومنضبطة لها القدرة على الابداع واستحداث اساليب جديدة لتطوير منظومة التعليم مؤقتًا لحين تطبيق الدراسات بعيدة المدى والتى تستلزم ارسال مسئولين بوزارة التربية والتعليم وكذلك من الجامعات لمدة سنتين لدراسة كيفية تطوير التعليم من البداية الى التعليم الجامعى وهذه الكوادر فى الخارج تكون قادرة على نقل وتنفيذ ما تتم دراسته على مدار عدة سنوات حتى نلمس هذا التطور ويكون ماديًا بإذن الله .. مصر قد انتقلت من هذه الازمة الاقتصادية التى تمر بها الى انطلاقة فى الاحوال الاقتصادية بعد ان تكون البنية التحتية ومشروعات التنمية قد اتت ثمارها ويكون بمقدورنا رصد مبالغ مالية تليق بانطلاق العجلة التعليمية ... والله الموفق..... وتحيا مصر.

*******
أستاذ جراحة الأوعية الدموية
رئيس جامعة عين شمس الأسبق
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط