EN 
شهدت مصر الخميس الماضي قرارين اقتصاديين في منتهى الصعوبة، هما تحرير سعر صرف الجنيه، ورفع أسعار الوقود من بنزين وسولار وغاز السيارات وأسطوانات البوتاجاز.
وعقب ذلك سادت حالة من القلق والخوف والغضب بين المصريين، وهاجم كثيرون الرئيس واتهموه بتحميل المواطن فوق طاقته، فيما تساءل آخرون ألا يعلم السيسي صعوبة اتخاذ مثل هذين القرارين وخطورة تنفيذهما في يوم واحد؟ ألا يخشى اندلاع احتجاجات؟ ألم يقلق من تراجع شعبيته؟
والإجابة برأيي هي أن السيسي بصفته المسئول الأول في مصر كان يعلم جيدا أن قرارين خطيرين مثل تحرير سعر الصرف ورفع أسعار الوقود سيضران بشعبيته كثيرا وسيستغلهما البعض لإحداث بلبلة ووقيعة، خاصة مع اقتراب 11/11 موعد التظاهرات التي دعت إليها في خبث جماعة الإخوان الإرهابية.
وكان الرئيس يعلم أيضا أن مصر في وضع صعب ودقيق للغاية وأن أي تأجيل في تنفيذ قرارات الإصلاح الاقتصادي مهما كانت صعبة هو جريمة في حق الأجيال القادمة، خاصة أنه لم يعد مقبولا مواصلة مصر الاعتماد على الدول العربية الشقيقة التي قدمت لها الدعم المالي طوال الفترة الماضية.
ولهذا فإن الرئيس لم يتردد في الموافقة على اتخاذ إجراءات الإصلاح الاقتصادي الصعبة التي كان يتجنبها الرؤساء السابقون، وفضل أن يحفظ لمصر كرامة شعبها، وأن يتحمل الشعب الضغوط لفترة ويعتمد على نفسه بدلا من أن يتعرض لإهانة من أي نوع أو من أي طرف.
كلنا نعلم أن أي مواطن في أي دولة حينما يمر بضائقة مالية في حياته الخاصة فإنه يلجأ فورا إلى ترشيد الاستهلاك والاستغناء عن السلع الترفيهية، ويتفق مع أفراد أسرته على أن يتحملوا معه ويضحوا لحين استقرار الأمور، وهذا بالضبط ما يفعله حاليا الرئيس السيسي ومعه الحكومة والبنك المركزي على مستوى أسرتنا الكبيرة مصر.
لهذا فأنا أقول لكل مصري، اصبر وتفهم وثق بالله أولا ثم بنفسك، وامنح الرئيس والحكومة الفرصة لتنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي.
أقول لكل مصري تحمل وتفاءل لأن وطننا بدأ مشوار العمل الجاد، وهو الآن على الطريق الصحيح، وقريبا سيصل إلى ما يصبو إليه.
