الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«30 يوماً في الموصل».. معركة تحرير المدينة العراقية تدخل شهرها الثاني..احتماء «داعش» بالمدنيين وتصارع أكثر من قوة أهم معوقات التطهير

تحرير الموصل - ارشيفية
تحرير الموصل - ارشيفية

عسكريون:
الجيش العراقي لن يستطيع تحرير الموصل
وجود أكثر من قوة تتصارع على المدينة سبب في المدة الطويلة
إحتماء داعش بالمدنيين سبب تأخر عملية تحرير الموصل
لا داعي للقلق من طول مدة تحرير الموصل


تدخل اليوم عملية تحرير الموصل شهرها الثاني،حيث أعلن حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي،في نفس اليوم من الشهر الماضي إنطلاق عملية تحرير المدينة العراقية من قبضة تنظيم داعش، والذي استولى على المدينة منذ عامين.

وعن تقييم الوضع بالموصل،وأسباب طول مدة المعركة دون ظهور أي نتيجة حتى الآن،يؤكد اللواء علاء عز الدين، مدير مركز المخابرات الاستراتيجية بالقوات المسلحة الأسبق، أن تواجد تنظيم داعش الإرهابي في الموصل لمدة طويلة مكنه من من إعداد دفاعاته جيدًا، بالإضافة إلى مساندة أنصاره في المنطقة له، كل هذا آخر تحرير الموصل إلى الآن.

وقال "عز الدين" في تصريح لـ"صدى البلد":إن الجيش العراقي حقق بعض النجاحات، لكن يجب ألا نغفل أنه لا يتعامل بالحرفية المطلوبة لتحرير الموصل، فلا يوجد تنسيق بين الأسلحة المختلفة؛ كما أن الضربات الجوية للتحالف غير مؤثرة على الأرض نظرا للتداخل بين القوات، وصعوبة اصطياد قوات داعش بالصورة المثلى.

وأضاف أن الجيش العراقي حقق أهدافًا وتقدمًا ملحوظًا نحو تحرير الموصل إلا أن هناك بعض العوامل أخرت تحرير المدينة، لافتا إلى أن التواجد في العراق مقتصر على التحالف العربي فقط، أما التحالف الدولي فغير مرحب به هناك ولن يشارك حاليًّا، لأن أوضاع الموصل تختلف عن أوضاع حلب.

3 قوى تتصارع حول الموصل

ومن جانبه، أكد اللواء أحمد الغباري، مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق، أن الحرب الدائرة في العراق خصوصًا الموصل وسوريا خاصة حلب، تأتي في إطار مشروع "الشرق الأوسط الجديد" الغربي، الذي يسعى إلى إعادة تقسيم المنطقة عن طريق استمرار الصراع المسلح الذي يؤدي إلى إعادة تقسيم المنطقة سكانيًّا بناء على العرقيات والدين.

وقال "الغباري" في تصريح لـ"صدى البلد":إن هناك ثلاث قوى تتصارع في الموصل الجيش العراقي الذي يمثل الشيعة وداعش الذي تدعمه الفصائل السنية والأكراد، وهذه القوى تتناحر على المدينة وبالتالي فإن إنهاء هذا الصراع سيتطلب وقتًا طويلا، حيث إن الأمريكان ركزوا مجهودهم في الحرب بالوكالة على مدن الموصل وكركوك وبغداد، لأنها الدول الرئيسة هناك، وبالتالي فإن الجيشالعراقي لن يتسطيع تحرير الموصل لأنه يمثل فئة واحدة هي الشيعة.

وأضاف أن التحالف العربي لن يستطيع التدخل لإنهاء الصراع بين القوى الثلاثة في الموصل لأنه تم إنشاؤه في الأساس لتحرير اليمن من الحوثيين وأتباع علي عبدالله صالح، وكذا التحالف الغربي على الإرهاب، لن يتدخل لأن من مصلحته إبقاء الأحداث مشتعلة هناك، لأنه يخدم بصورة غير مباشرة تقسيم المنطقة.

المهام كبيرة

وقال اللواء محمود منير ، الخبير الاستراتيجي وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية ، إن طول مدة تحرير الموصل لأن القوات العراقية في الموصل تنفذ مهاما كبيرة علي ارض الواقع ولا سيما انها تواجه قوات غير نظامية وهو ما يطيل مدة الحرب مع التنظيم الارهابي.

كما تمني منير في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" بضرورة اهتمام السطات العراقية بالجيش العراقي والذي كان يعد الاكبر في تسعينيات القرن الماضي حيث قوامه مليون جندي و850 الف احتياطٍ بالاضافة الي امتلاكه افضل انواع التسليح في المنطقة قبل ان يتم الغاؤه علي يد الإحتلال الامريكي ، لافتا الي ان اعطاء مزيد من الاهتمام بالجيش العراقي سيساهم في استعادة العراق لأراضيه المسلوبة علي يد التنظيم الارهابي.

الإحتماء بالمدنيين

ومن جانبه، أكد اللواء محمود زاهر، الخبير العسكري والاستراتيجي، أن القوات العراقية فقط تمكنت من تحرير عدد من قري مدينة الموصل ولم تتمكن من تحرير المدينة بالكامل علي الرغم من مرور مايقرب من شهر من بدء العملية التي اعلن عنها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في الخامس من اكتوبر الماضي.

وأرجع "زاهر" في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" سبب طول مدة التحرير الي اكتظاظ المدينة بالسكان المدنيين والبالغ عددهم مليوناً و300 الف نسمة حيث يستخدمهم عناصر التنظيم الارهابي كدرع واقية لهم ضد ضربات الجيش العراقي، مشيرا الي ان القوات العراقية تسعي للحفاظ علي المدنيين القاطنين بمدينة البصرة حفاظا علي ارواحهم.

كما طالب الخبير الاستراتيجي جميع القوي المحلية والاقليمية والدولية المهتمة بالشأن العراقي التعاون فيما بينهم جميعا من اجل القضاء علي تنظيم داعش الارهابي والذي اصبح متغلغلا في جميع أرجاء العراق،بالاضافة الي توحد جميع القوى السياسية العراقية تحت راية واحدة وهي المصلحة العليا للبلاد.