الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رسالة الشعب في 11 / 11 للقيادة السياسية ..!


حاسمة بدت كالشوارع التي بانت خالية إلا من صفير الهواء حين أراد أن يضرب المؤامرة ...هذه كانت رسالة الشوارع المصرية ليوم الجمعة 11 / 11 / 2016 الذى أرادوه يوما داميا يسقط النظام ويسحب معه الوطن إلى عين الفوضى ..!!

تترس الناس بالوعي .. ووقف الشعب يحرس دولته ويصونها بعين التاريخ الذى يسجل اللحظة الحاسمة التي جلست قبلها قنوات الجزيرة وأخواتها تعمل على إذكاء النيران والشحن ..

الكل يترقب ماذا سيقع في مصر ... فاليوم الموعود يوم جمعة تعرفه المساجد وابوابها عندما تزحف منها الجموع إلى الميادين فمن يُوقف طوفانها غير هزة إحساس بحجم ما يُراد بالوطن من تشتت وانكسار ..

أدرك المصريون بعين آبائهم العظام المنصوبة في المتاحف والتي لا تنظر بانحنائه بل عبر خط مستقيم كالسهم.. أنهم لا يملكون خيار الثورة على الوطن وهم من يثورون من أجل الوطن ..

تتشاكس بحجورهم الأزمات ويلطم بعضها بعضا حتى ينسكب البكاء غير أنهم لا يذهبون بالوطن إلى الفوضى والعراء ..

يسقطون نظامهم ويتحدون جبروت القوة عندما يكون المشهد الإقليمي والداخلي لا يحمل مخاطر انكسار الدولة بعدما يستغرقون زمنا طويلا في إرسال رسائل التحذير والنذير إلى أن تحين اللحظة التي يستشرفون فيها جرس الإنذار وقد دق فما تكون الميادين إلا عامرة بسلامهم ترفع زئيرها بطريقتها حتى يأتي برجع الصدى الذى يحمل جوابا يقول ..أن هذا الوطن لا يمكن أن يكون للحاكم وراثة أو مستعمرة ..!

أما وأنهم يعرفون اليوم أن بلدهم مستهدفة وأن هناك من يحاول خنقها ويريد بمنع النفط تركيعها أمام العالم... وحولها تنصب داعش السلفية خنادقها .. وفيها يجوث المكر مع المحتكرين بأزقتها للضغط على الشعب حتى لا يجد له بعد اليوم حارة يسكن إليها هادئة ..!

فهنا يبرز حس التاريخ من خبائه .. يرسل برسالته إلى الخارج والداخل ليتلقف رسالة الشوارع كل بطريقته ويفك رمزيتها كل بمهارته ليدرك في النهاية أننا أمام شعب لا يثور في وجه وطن محتاج إلى الهدوء والاستقرار حتى يعبر أزماته ..

إلا أننا ونحن بغمرة التحليل والربط .. علينا أن ندرك ما في رسالة الشوارع المصرية الحكيمة من السطور وما أرادت إرساله لقيادتها السياسية حتى تعلم عن بينة طبيعة موقفها ..! 

إن هذه الرسالة ليست جوابا فقط على رعاة التآمر بقدر ما تحمل أيضا من تساؤلات وتطمينات وتحتاج إلى ردود سريعة وإجراءات فورية من السلطة الحاكمة ونأمل منها أن تكون قد فهمت عمق الرسالة ومضمونها وتسعى للرد القانوني والإجرائي بطريقتها .

فرسالة الشعب الذى رفض الخروج ... لا تعني أنه من الممكن أن يتقبل استمرار الفساد المنتشر في قعر الدولة وقد عفن وخرجت رائحته من المحليات وعبر كل إدارة تعمل بكسل وانكفاء مع الجماهير الشغوفة بنهضة وطنها ..
الرسالة تقول ... فعلنا ما علينا حماية للوطن ... فهل تفعلون باسم السلطة والقانون والدستور ما عليكم لحمايتنا في الوطن من تغول الفساد والاحتكار وغلاء الأسعار وجشع التجار والضرب بيد من حديد على اللصوص ومن يسمون أنفسهم بالشطار على حساب معايش الناس واستقرارها ....!

رسالة الأمان التي أرسلتها الشوارع الفارغة وقد اسقطت من يد تركيا وقطر وحلف الزور المناصر لهم .. تحتاج للرد عليها بتطمينات كافية وإجراءات وافية من قبل الحكومة المصرية بالسعي الجاد لترحم الناس من ضغط الفساد وتغول رؤوس الأموال ومسالك البلطجة التي يمارسها الإعلام وتسوس الخطاب الديني المنتج للإرهاب وتردي العملية التعليمية التي تحتاج لضبط وترميم ونحن بما نملك من إمكانيات قادرون بلا شك عندما نجعل بيد القانون سيفا لا يبصر يمضي بين صفوفنا لا يستثنى قريبا ولا يترك حبيبا ولا يعرف له إلا طريقا واحدا يصل به إلى دولة النظام والشفافية وسيادة الحق .

كانت هذه رسالة الشعب المنتظر جوابها ....فهل تأتيه أجوبة ببراهينها يرى من خلالها استقرار ونهضة دولته ...؟!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط