الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الدولة.. البراجماتية


الدولة هي مجموعة من الأفراد يمارسون نشاطهم على إقليم جغرافي محدد ويخضعون لنظام سياسي معين متفق عليه فيما بينهم يتولى شؤون الدولة، وتشرف الدولة على أنشطة سياسية واقتصادية واجتماعية، تهدف إلى تقدمها وازدهارها وتحسين مستوى حياة الأفراد فيها، وينقسم العالم إلى مجموعة كبيرة من الدول، وإن اختلفت أشكالها وأنظمتها السياسية.

والمذهب العملي أو فلسفة الذرائع أو العَمَلانِيَّة أو البراجماتية (بالإنجليزية: Pragmatism) هو مذهب فلسفي سياسي يعتبر نجاح العمل المعيار الوحيد للحقيقة؛ رابطا بين التطبيق والنظرية، النظرية يتم استخراجها عبر التطبيق، نشأت هذه المدرسة في الولايات المتحدة في أواخر سنة 1878.

ويجب على الدولة في تحقيق مصالحها التي هي مصالح الشعب وأفرادها، أن تكون براجماتية بقدر ما يحقق تلك المصالح.

لذلك فالكل يعلم أن مصلحة كل دولة هي الحاكم الرئيس في علاقاتها بالدول الأخرى، وكل ممثل دولة حينما يجلس على مائدة مفاوضات لا يعيبه أبدا أن يتحدث منطلقا صراحة من مصلحة دولته وشعبه، ولكنه يستطيع فقط تحقيق المصالح التي يمثلها بقدر ما تتمتع دولته من قوة ونفوذ، ولذلك لا أخلاق في السياسة.

وعلى المستوى الداخلي استطاعت الدول أن تبني قوتها وتحقق مصالحها حسب ما تمارس من براجماتية في تلك المصالح، وذلك يستوجب الاجابة الواضحة والصريحة عن سؤال أين المصلحة التي يقال عنها أينما كانت المصلحة فثمة شرع الله؟

في أمريكا حصن الرأسمالية اتخذت الدولة إجراءات اشتراكية من خلال تملك الدولة حصص كبيرة في شركات هي نماذج للرأسمالية المتوحشة إبان الأزمة المالية منذ سنوات وعلى ما أذكر منها شركة جنرال موتورز.

وفي الصين النموذج الاشتراكي تبنت الدولة بيع حصص من الشركات لضخ أموال لتطويرها مع احتفاظ الدولة بالحصة الأكبر والادارة.

القاعدة الأساسية دائما هي أين المصلحة والتطبيق فورا لما تطلبه بدون تردد أو الدخول في جدل فلسفي أو سياسي.

لم تخضع دولة كما خضعت مصر لتضارب المصالح بين رجال الأعمال من جهة، وبين الدولة والشعب من جهة أخرى، ولم تكن دولة حساسة ومهزوزة في مواجهة مشكلاتها مثل مصر بدعوى حساسية الاستثمار.

فأين سيمارس رجل الأعمال نشاطه ويحقق مكاسبه إن لم تكن هناك الدولة؟ رجال الأعمال عندنا على راسهم ريشة، يحققون من المكاسب ما لا يحققه رجال الأعمال في أمريكا، وكانوا يحققون ١٦٠٠℅ في عملياتهم مع الدولة وهو ما أغضبهم جدا حين دخل الجيش في مواجهتهم حيث انخفضت مكاسبهم للمعدلات العالمية المتعارف عليها بمعدل ٣٠ -٤٠٪، وتحتاج مصر حاليا لتدخل الدولة على الأقل بدور يحمي المنافسة ومصالح الشعب ومصالح الدولة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط