الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إسرائيل المسكينة تحترق


كيف نشأت إسرائيل؟ نشأت إسرائيل كشعب مسكين، يبحث عن فرصة للحياة، وسط محيط عربي واسع من الكائنات الهمجية المتخلفة، التي تريد حرقها وقتلها وإلقاءها في البحر.

حكاية الإلقاء في البحر هذه ألصقتها إسرائيل بالزعيم المصري العربي جمال عبدالناصر رغم أنه لم ينطق بها، لكن ادعت إسرائيل ذلك ونشرته في العالم.

بغض النظر عن الأهمية الاستراتيجية كدافع أساسي لإنشاء إسرائيل إنشاء، والمحافظة عليها من قبل الغرب الاستعماري، كقاعدة عسكرية متقدمة في قلب العرب لإخضاعهم دوما، وقطع الاتصال البري بين جناحي الكتلة العربية في آسيا وأفريفيا، وغيرها من مهام استراتيجية تؤديها إسرائيل..كانت إسرائيل دائما، ولا زالت، تقدم لنفسها صورة كشعب من الباحثين عن مجرد فرصة للحياة ،مسالمين يسعون للسلام والتعايش، ولكن العرب الهمجيين والمسلمون الإرهابيين يريدون حرقها وإلقاءها في البحر.

كانت إسرائيل تدعي السلام وتنادي به زيفا، وهي تستعد للحرب منذ اللحظة الأولى.كانت تقتل الأطفال وتغتصب الأرض وتتوسع قدما بقدم، ومترا بمتر، وقرية بقرية، ساعدتها أولا دولة الخلافة العثمانية المزعومة الإمبراطورية التركية الكذابة التي جاءت أول الهجرات اليهودية لفلسطين في عهدها وبمباركة الخليفة العثمانلي، ثم تبنت بريطانيا إسرائيل.

وحينما أدرك الشعب الفلسطيني الخطر وانتفض ضد توغل العصابات الصهيونية كما كانت تبدو ،ولما بلغت الثورة الفلسطينية ذروتها في عام ١٩٣٦ بقيادة البطل عبدالقادر الحسيني وظهر أن انتصار الفلسطينين مؤكد قام الطيران البريطاني بنسف الثورة والثوار وقدم الاحتلال الانجليزي كل الدعم للعصابات الصهيونية وفر القائد جريحا وعاد بعد أن شفيت جراحه ليستشهد في مواجهة العصابات المدعومة من القوة العظمى حينها بريطانيا الاستعمارية.

وظلت إسرائيل تصدر صورة الشعب المسكين اليهودي الذي فر من جحيم نازية هطلر ويواجه همجية العرب وتخلفهم ورفضهم للسلام والتعايش وهي في الحقيقة ترفض كل محاولات وعروض السلام والتعايش، واتخذت إسرائيل من حروبها التي أشعلتها مع العرب مصدرا لكسب التعاطف العالمي والغربي ، ولاستمطار سحائب الدعم الاقتصادي والعسكري والتبرعات اللامحدودة.

..وكانت إسرائيل تتعمد الوصول للحرب ..فالحقيقة أن العرب بحثوا عن السلام كثيرا ، وحتى عبدالناصر بحث عن التسوية ولكن بن جوريون رفض لأن السلام في مراحل النشأة معناه ذوبان المجموعات الإسرائيلية في المحيط العربي الكبير ،ولكن الحرب تؤدي لتقوية النشأة في حالة من التحدي والصمود والصراع من أجل الحياة.

واصلت إسرائيل تقديم صورة للبطل اليهودي الإسرائيلي المسالم المتعلم المثقف المتطور العامل والعملي المتقدم في مواجهة العربي الهمجي المتخلف الكسول الإرهابي ..وحتى في حالة حدوث مواجهة عسكرية كان البطل الإسرائيلي ينتصر في تلك المواجهة التي يصور نفسه أنه لجأ إليها مضطرا دفاعا عن الحياة.
..كانت حرب ١٩٤٨ نموذجا حيث واجهت إسرائيل جيوش ٦ دول عربية.

في الحقيقة كان الجيش المصري الوحيد ما يمكن الاعتداد به، بينما أرسلت بعض الدول حفنة من مقاتلين ..فلأسباب صراع حكام عرب على منصب الخليفة الإسلامي دخلت الدول العربية جميعا بما فيهم مصر الحرب عن جهل بما يواجهون وبلا استعداد، وكان منهم من اتفق مسبقا مع إسرائيل على اقتسام أرض فلسطين لتوسيع مملكته البائسة التي منحها إياه الزعيم البريطاني تشرشل.،وكانت الحقيقة أن ما يظنه العرب عصابات كشفت المواجهة أنه جيشا أكبر وأقوى من كل جيوش العرب ،وكان النصر حليفا للبطل الاسرائيلي.

ظلت إسرائيل تتعايش وتقتات على الحرب مع العرب ..وفي هذه الفترة التي انشغل فيها العرب بالتحارب والتدمير الذاتي في سوريا والعراق و اليمن وليبيا وانكفاء مصر على مواجهة مشاكلها وما تعانيه من إرهاب وهي الجيش الوحيد والكتلة الأخيرة التي تخشاها إسرائيل التي لم تشأ اللجوء للوسيلة القديمة ،ولا حتى خلق حرب جديدة مع ما تسمى بحركة المقاومة حماس الإرهابية، عملا بالحكمة، إذا كان عدوك العربي مشغولا تدمير ذاته فلا تقاطعه ودعه يكمل ..ومن هنا جاءت حرائق إسرائيل ليتم استغلالها كبديل للحرب ومن السهل توجيه الاتهام أو حتى الشك نحو الفلسطينين والعرب الهمجيين ،ألا ترون ماذا يصنعون بأنفسهم؟

..وبكل غباء وتخلف اشتعلت الحسابات العربية على مواقع التواصل الاجتماعي بتمنيات احتراق إسرائيل ، فيما تستخدم صفحة إسرائيل بالعربي آيات من كتاب المسلمين المقدس القرآن الكريم لتلمزهم وتغمزهم وتتهمهم ،نشرت الصفحة ..ولا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ،ردا على الشماتة العربية الفيسبوكية في حرائق إسرائيل.
لما لم تستغث إسرائيل بأمريكا في مواجهة الحرائق كما استغاثت بها في حرب أكتوبر ١٩٧٣ ؟ ولماذا لم ينطلق الجسر الجوي الأمريكي حتى الآن لاغاثة إسرائيل كما انطلق لإغاثتها في أكتوبر ؟

ماهي الأضرار الناجمة عن الحرائق وما هي فوائدها؟ ما هو مصير الأرض المحروقة؟ ماهي النتائج التي ستتكشف على الأرض بعد اخماد النيران؟ أين ستكون المعالم التاريخية التي تلتهمهاالنيران؟ ما هو مصير الأشجار التي تبلغ من العمر أكبر مما تبلغه إسرائيل ذاتها؟ أين ستكون بقية الفلسطينين المتناثرين؟ ما هي القرى والعمارات التي تحترق ومن يسكنها تحديدا؟ماذا لو امتدت الحرائق التي يهلل لها العرب الآن للقدس والأقصى والمعالم الفلسطينية التاريخية؟ ماذا لو أتت الحرائق التي يهلل لها العرب على بواقي فلسطين البائسة؟

مرة أخرى ...إسرائيل المسكينة في مواجهة الحرق على يد همجيين يتمنون احتراقها بالكامل ،في حين أنها تبحث عن فرصة حياة ،وللأسف قاد حملة التمنيات الغبية على الفيسبوك زملاء صحفيون وإعلاميون وأساتذة جامعيون مفترض أنهم قرأوا أو يقرأون ،ومفترض أنهم قادة رأي.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط