EN 
أكد الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، أهمية الشعر في حياة الشعوب.
وقال حجازي، إن العالم الآن والجسد والنفس أصبحوا ساحات مفتوحة للكشف والبحث عن المال والسياسة والسلطة والدين، ووجد المثقفون الأوروبيون والشعراء خاصة في هذا العالم الذي لم يعودوا يعرفونه وأخذوا يتحدثون عن ضياع الحقيقة، وعن ضياعه وافتقاده لنفسه التي لم يعد يستطيع التعرف عليها.
وأضاف الشاعر الكبير: "نحن الآن في وضع شبيه بالاغتراب الشديد، وربما وضعنا أقسى وأشد، لأننا خرجنًا من عالمنا وعالم الآخرين التي انهارت مؤسساته لنقف على أبواب مجهولة لا نعرف أولها من آخرها ولا نستطيع أن نسميه إلا مجهول مخلوق من هزائم متلاحقة وانتصارات كاذبة، وأجهزة ملأت العالم واستغنت عن الإنسان الذي يقف الآن وحيدًا في فراغ صامت ومن حوله.
وأكد أننا نتحدث اليوم عن ضرورة الشعر لأننا في أشد الحاجة له، ولأن كل ما في العالم الآن يحاصر الشعر ويخنقه، ليس وحده بل الحب أيضا والصداقة واللغة، والآمال والأحلام ونحن لسنا بعيدين عن هذا العالم، فنحن منه وربما وضعنا فيه أسوء لأننا لا نملك حتى الوعي الذي نستطيع به أن نتصور ما نحن فيه، موضحًا أننا بدلا من أن نشارك فيه الآخرين سبل نعيد فيها بناء العالم الذي انهار.
وتابع: "اندفعنا لنفاخر بالماضي والانتحار الجماعي والنظم المستبدة التي نعايشها في جميع بلادنا العربية ويعيشوها معنا الآخرون.
وأوضح حجازي: أنه لا ملجأ لنا أن نسترد وعينا بواقعنا ولا ملجأ لنا إلا إلى الشعر، نخلص فيه ما يفرق بيننا ونستعيد علاقتنا بالأرض، لأن الشعر وعي كامل، وفيه تجتمع اللغات والثقافات كما تجتمع في الحب الديانات والمذاهب، فعلينا إذن أن ننقذ الشعر لننقذ العالم وننقذ أنفسنا.
جاء ذلك خلال كلمة الشاعر نيابة عن الشعراء المصريين في افتتاح الملتقى في المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية، بحضور الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة، والدكتور هيثم الحاج على رئيس الهيئة العامة للكتاب وميسر أعمال المجلس الأعلى للثقافة، الدكتورة نيفين الكيلاني رئيس صندوق التنمية الثقافية.
كما يحضر افتتاح الملتقى نخبة من الشعراء المصريين والعرب، ومنهم: أشرف عامر، حسن طلب، محمد عبدالمطلب، محمد البريكي، حسن القباحي، محمد الشهباني، حسين حمودة، محمد إبراهيم أبو سنة، شوكت المصري.
من المقرر أن يستمر الملتقى لمدة 4 أيام، وتنتهي فعالياته يوم 30 نوفمبر الجاري.
