الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي يصفى أخطر كتيبة في «داعش».. «الفيلق» مسئولة عن القرصنة والتجنيد والعمليات الخارجية.. صور

صدى البلد

تورط مكتب التحقيقات الفيدرالي في العمليات ضد داعش
جنيد حسين.. كيف تم تصفية قائد "الفيلق"
كواليس حرب الاختراق بين داعش وأمريكا

لا تقتصر المشاركة الأمريكية في الحرب ضد داعش الإرهابي في سوريا والعراق على الجيش وأجهزة الاستخبارات الخارجية، وأنما أيضا أجهزة الأمن الداخلي التي باتت هي الأخرى تشن عمليات خارج أراضيها لتعقب عناصر التنظيم الذي تحول منذ ظهور لمصدر رعب وخوف للعالم.

من بين هذه الأجهزة، يبرز مكتب التحقيق الفيدرالي الأمريكي "اف بي آي" الذي قام بعمليات واسعة لتعقب عناصر التنظيم لاسيما هؤلاء الذين يحملون جنسيات أمريكية أو بريطانية، لما يتم رؤيتهم يهددون الأمن القومي الأمريكي.

التحقيق الفيدرالي يصفي "هاكرز داعش"

وفي تحقيق مطول نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" أوضحت أن مكتب التحقيق الفيدرالي قام خلال الفترة الأخيرة بعمليات استهدافية واسعة لعناصر تابعة للتنظيم، وعلى رأس هذه العناصر الهاكرز والتقنيين الإلكترونيين والمديرين لمواقع التواصل الاجتماعي التابعة لداعش.

وأوضحت الصحيفة أن مقاتل لداعش يسمى جنيد حسين، "21" عاما، وهو هاكر كبير ومجند محترف، كان ينتبه دائما لتحركاته وخطواته في شوارع الرقة بسوريا إذ أنه كان أحد قادة كتيبة داعش الألكترونية الملقبة بـ "الفيلق"، غير أنه في أحد الليالي لم يعطي انتباها كبيرا لتحركاته وخرج وحيدا إلى مقهى انترنت في المدينة، قبل أن تفاجئة طائرة بدون طيار أمريكية بناءا على توجيهات من مكتب التحقيق لتقوم بتصفيته.

توضح الصحيفة أن جنيد حسين، من أصول بريطانية إذ أنه ولد وتربى في مدينة برمنجهام بانجلترا، قبل أن ينتقل إلى سوريا ويصبح قائد لفريق يتحدث الانجليزية ومسئول عن الدعاية على الانترنت لتنظيم داعش، وأنه واحدا تلو الأخر، فقد نجح مكتب التحقيق الفيدرالي في تصفية أعضاء خلية سمتها أمريكا " الفيلق" التي كانت مسئولة بشكل كبير عن نشاط التنظيم ودعايته الواسعة.

وتكمن أهمية الفيلق أيضا داخل التنظيم في كونه المنظم للعمليات في الخارج، والذي يقوم بتجنيد الأفراد خارج سوريا والعراق ويرتب معهم شن هجمات في أراضيهم، مثلما حدث في فرنسا، لذا فقد كانت هذه الخلية بالغة الخطورة لصالح التنظيم ضد الدول الأخرى.

وتلفت الصحيفة أن حسين قام بالعديد من عمليات الاختراق للمؤسسات الأمريكية، إذ أنه قام بنشر معلومات تخص أكثر من 1300 فرد من الجيش الأمريكي والمسئولين الحكوميين.

كما قام بفريقه في مارس 2015 بنشر أسماء وعناوين أفراد من المخابرات الأمريكية مع تعليمات " اقتلوهم في أرضهم، أذبحوهم في منازلهم، اطعنوهم حتى الموت خلال سيرهم في الطرقات التي يعتقدون أنهم يسيرون فيها بأمان.

وتوضح الصحيفة أن مكتب التحقيق الفيدرالي أنقذ أمريكا من عملية تفجير وإطلاق نار واسعة، إذ نجح حسين في تجنيد شاب من أصول إريترية في أمريكا، يدعى منير عبد القادر، واستطاع حسين اقناعه بش عملية إطلاق نار واسعة وتفجير نفسه، لكن تم اعتقاله قبل التنفيذ.

ولفتت الصحيفة إلى انه على الرغم من أن دعاية التنظيم بعد هذه العملية لم تنته بشكل كامل من مواقع التواصل، إلا أن الوكالات الاستخبارية ترى تصفية الفيلق قد خفض بشكل كبير قدرات داعش على إدارة وإمكانية أو حتى تجنيد أشخاص في الخارج وتقديم خطط لهم لشن هجمات في الغرب.

تلفت الصحيفة إلى ان العمليات التي قام بها مكتب التحقيق الفيدرالي، ساهمت في الكشف عن تفاصيل هامة حول نشاط التنظيم السري على الأراضي الأمريكية.

وتوضح ان مكتب التحقيق الفيدرالي تمكن من اعتقال العديد من الأشخاص في أمريكا كانوا على تواصل مع جنيد حسن، وكانوا يرتبون معا هجمات على الأراضي الأمريكية، وعلى رأسها محاولة اغتيال المدونة الأمريكية المتشددة، باميلا جيلر.

تبين الصحيفة أن حسين كان أيضا على تواصل مع طالب من أوهايو من أجل اغتيال جندي أمريكي وتصويره، وكذلك الهجوم على قسم شرطة.

كما كشفت البيانات أنه أراد مساعدة رجل في ولاية كارولينا الشمالية، ويدعى جاستين نولان سوليفان من أجل شن مذبحة عامة.

زوجة حسين.. مغنية الروك سالي جونس

تبرز خطورة هذا الفيلق في أنه يضم أسماء تسعى الحكومات الأجنبية لإسقاطها، وعلى رأسهم مغنية الروك السابقة، سالي جونس، التي يعتقد أنها لا تزال حية التي كانت زوجة لجنيد حسين، غير أن غالبية الذين كانوا مع حسين في الفريق تم تصفيتهم بالفعل.

أمريكا مندهشة من تراجع قدرات داعش

توضح الصحيفة أن هذه الكتيبة كانت تضم أعلى عناصر داعش خبرة في القرصنة والتجنيد والأكثر احترافية أيضا، مشيرة إلى أن الوكالات الأمريكية اتدهشت من عدم قدرة داعش على تشكيل فريق من الهاكرز والتقنيين بنفس قدرات الفيلق، ليقوم بنفس العمليات، وهو ما أبرز تراجع الدعاية لتنظيم داعش خلال الفترة الأخيرة وانخفاض قدراته على التجنيد.

توضح الصحيفة أن مكتب التحقيق الفيدرالي لعب دورا هاما في تعقب هاكرز وموالي داعش على مواقع التواصل الاجتماعي، وقام خلال عامين فقط باعتقال ما يقرب من 100 شخصية متورطة في التنظيم الإرهابي، أغلبهم كانوا يتلقون توجيهات من "الفيلق".

من بين القادة الذين تم تصفيتهم أيضا، رافائيل هوستي، الذي كان يعتبر الشخصية الثانية داخل الفيلق، وهو من أصول بريطانية قام بعمليات تجنيد واسعة وكذلك اختراق مؤسسات أمريكية.