الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الاتحاد الخليجي .. الرقصة الأخيرة للكفيل !


اجتماع مجلس التعاون الخليجي الذي يعقد الان في البحرين هو الأهم لأن ببساطة السعودية سوف تطرح من جديد فكرة الإتحاد الخليجي وهي الفكرة ذاتها التي طرحتها من قبل وقوبلت بالرفض من قبل سلطنة عمان بالتحديد والتي ترفض دومًا إقحام نفسها في مشاكل سياسية وتفضل لقب سويسرا العرب؛ السعودية أيضًا تنظر لها كونها خارج هذا الإتحاد لانها لم تتبع رؤيتها تجاه الأوضاع في اليمن أو سوريا.

اذًا نحن أمام طرف يفكر بمنطق إن لم تكن تؤيدني علي الإطلاق فأنت خصمي لا محالة، ربما الامر نفسه حدث مع مصر عندما اختلفت وجهات النظر بشأن القضية السورية، ولكن عودة من جديد للخليج، الملك سلمان قبل الذهاب للمنامة لحضور القمة الخليجية تواصل مع كافة دول التعاون الخليجي عدا سلطنة عمان وقرر حل المشكلة النفطية بين بلاده وبين الكويت وتقاسموا بئر البترول المتواجدة علي الحدود بينهم ، أيضًا ذهب الي الإمارات في زيارة أكدت للمصريين الكثير من الشكوك حول إختلاف وجهات النظر بين مصر والمملكة، أما المحطة الأهم كانت قطر وهنا نقطة ونبدأ قصة صغيرة.

قطر والسعودية علاقة إبن عاق بأبيه ، فهذة الجزيرة الصغيرة التي تقع بين السعودية والإمارات ظلت في خلاف مع السعودية علي النطاق الحدودي إنتهي في ٢٠٠١ ولكن هذه الازمة لم تكن الاولي والأخيرة فالسعودية لم ترحب بما فعله الشيخ حمد بن خليفة الثاني في عام ١٩٩٥ بعد أن انقلب علي والده وانتزع الحكم اثناء سفرة للخارج ليظل والده هاربًا بين السعودية والإمارات لمدة خمس سنوات وحين عاد وضع تحت الإقامة الجبرية الأمر الذي دفع السعودية إلي الإستياء من هذا الإنقلاب غير الشرعي علي السلطة، وأصبحت العلاقات بين الأسرة الحاكمة في السعودية وحمد بن خليفة غير جيدة حتي تبدل الحال بقدوم تميم الإبن والذي حاول دومًا الرجوع إلي أحضان السعودية بتوجيهات إيرانية وأيضًا أمريكية وبالفعل نجح تميم في هذا بنوايا مرحبه من قبل الملك سلمان الذي ذهب إلي الدوحة في أكتوبر الماضي ليقدم العزاء في خليفة بن حمد ويصافح إبنه الذي انقلب عليه ليطوي صفحة الماضي، أما الصفحة الجديدة فجاءت بالأمس القريب حين رقص سلمان علي الأنغام القطرية معلن تطابق الرؤية ووحدة الطريق بين البلدين، اذًا هي الرقصة الأخيرة التي رقصها سلمان علي أطلال العلاقات المصرية السعودية.

أما عن الأطلال فربما لم ترحب السعودية بطريقة مصر في بناء علاقتها الدولية ، وأظن هذا منذ أن أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي في حواره مع الصحف القومية والذي قال خلاله أن مصر تحررت من تبعيتها السياسية، ورغم أننا لم نكن يوما نتبع السياسه السعودية إلا أنها تطلعت للعب دور الكفيل السياسي مع مصر وهو الأمر الذي فشل مع أول محاولة.

ربما أطلنا في هذه القصة ، نرجع من جديد لقمة مجلس التعاون الخليجي وتأثيره علي آمال الوحدة العربية.

في الحقيقة السعودية وفقا لمقترح الوحدة الخليجية تكتب شهادة وفاة جامعة الدول العربية للأبد والتي ماتت إكلينيكيا منذ فترة طويلة وأيضا تفشل أي محاولات لإنشاء قوة عربية مشتركة أو سوق عربية مشتركة ، السعودية تريد إنقاذ الخليج دون العرب وبالتحديد قبل دخول ترامب إلي البيت الأبيض بعد أن أعلن الأخير بصراحة ، ووضوح أن الخليج عليه أن يدفع ثمن الحماية وتكلفة القواعد العسكرية الموجودة علي أراضيها.

اذا خوف السعودية المبالغ فيه من إيران وتورطها في حرب اليمن وموقفها تجاه القضية السورية وخاصة بعد أن باعتها تركيا وأفشلت فكرة إنشاء قوة إسلامية مشتركة وارتمت في أحضان إيران وروسيا و إسرائيل، كل هذا وأكثر يجعل السعودية تفكر بشكل متسرع ولحظي دون النظر الي مستقبل المنطقة.

كنت أتمني أن تثمن السعودية فكرة مصر بإنشاء قوة عربية مشتركة والتي أوقف مسارها طلب السفير السعودي بالقاهرة بتأجيل إجتماع روئساء الأركان العرب والذي كان من المقرر إنعقاده في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة ولم ولن يعقد.

السعودية تبحث عن سفينة نوح وان كان قائدها لا يجيد الابحار وركابها من بينهم شيطان قطري يتحالف مع إيران في الخفاء ويشعل الوضع في سوريا واليمن والعراق وليبيا بدعمه لقوي الإرهاب، السؤال العالق في الاذهان الأن هل ضاعت الهوية والعربية علي حساب الخليجية ، وهل سفينة نوح يحتاج ركابها الي كفالة خليجية ؟

إذا كانت الإجابة بنعم فأبشركم أن مصر خارج هذا الطوفان وإن غرقتم فلأنفسكم، وان نجوتم فلأنفسكم أيضا ، وأخيرًا ستظل مصر شاطئ يرسو عليه كل غارق وشعبها وجيشها منقذ كل مستنجد ، فهلموا إلي سفينتكم فنحن علي شواطئنا منتظرون.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط